كيف ننتصر على (إسرائيل)؟
سبتمبر 14, 2024هجوم بعض المواقع الهندية على م. محمد إلهامي لنصرته للنبي ﷺ
سبتمبر 26, 2024بقلم د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني (رحمه الله)
عن المقدام بن مَعْدِيكرب، عن رسول الله ﷺ قال: “للشهيد عند الله ستُّ خصال، يغفرُ له في أول دُفعة من دمه، ويُرى مقعده من الجنة، ويُجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويُحلّى حلية الإيمان، ويُزوّج من الحور العين، ويُشفَّع في سبعين إنسانًا من أقاربه“1. وفي حديث أنس رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال في وصف الحور العين: “ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحًا، ولنصيفها2 على رأسها خير من الدنيا وما فيها“3.
دم الشهيد يوم القيامة
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: “والذي نفسي بيده لا يُكْلم4 أحد في سبيل الله، والله أعلم بمن يُكلم في سبيله، إلا جاء يوم القيامة واللون لون الدم والريح ريح المسك“5.
تمني الشهيد أن يقتل عشر مرات
عن أنس رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: “ما من عبد يموت له عند الله خير يسره أن يرجع إلى الدنيا وأن له الدنيا وما فيها، إلا الشهيد؛ لِما يرى من فضل الشهادة“. وفي لفظ: “ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء، إلا الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيُقتل عشر مرات؛ لما يرى من الكرامة“6.
أرواح الشهداء تسرح في الجنة
سُئل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن هذه الآية: ﴿وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِینَ قُتِلُوا۟ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ أَمۡوَ ٰتَۢاۚ بَلۡ أَحۡیَاۤءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ یُرۡزَقُونَ﴾ [آل عمران: ١٦٩]، قال: “أما إنا قد سألنا عن ذلك، فقال ﷺ: “أرواحهم في جوف طير خُضر لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع عليهم ربهم اطلاعة، فقال: هل تشتهون شيئًا؟ قالوا: أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا“7.
ما يجد الشهيد من ألم القتل
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: “الشهيد لا يجد مَسّ القتل إلا كما يجد أحدكم القرصة يُقرصُها“8.
فضل النفقة في سبيل الله تعالى
قال تعالى: ﴿مَّثَلُ ٱلَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمۡوَ ٰلَهُمۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنۢبَتَتۡ سَبۡعَ سَنَابِلَ فِی كُلِّ سُنۢبُلَةࣲ مِّا۟ئَةُ حَبَّةࣲۗ وَٱللَّهُ یُضَـٰعِفُ لِمَن یَشَاۤءُۚ وَٱللَّهُ وَ ٰسِعٌ عَلِیمٌ﴾ [البقرة: ٢٦١]. وعن خزيم بن فاتك رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “مَن أنفق نفقة في سبيل الله كُتبت له سبعمائة ضعف“9. وعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: جاء رجل بناقةٍ مخطومةٍ10 فقال: هذه في سبيل الله، فقال رسول الله ﷺ: “لك بها يوم القيامة سَبعمائة ناقة كلها مخطومة“11.
الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون
قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِینَ قُتِلُوا۟ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ أَمۡوَ ٰتَۢاۚ بَلۡ أَحۡیَاۤءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ یُرۡزَقُونَ * فَرِحِینَ بِمَاۤ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ وَیَسۡتَبۡشِرُونَ بِٱلَّذِینَ لَمۡ یَلۡحَقُوا۟ بِهِم مِّنۡ خَلۡفِهِمۡ أَلَّا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ * یَسۡتَبۡشِرُونَ بِنِعۡمَةࣲ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلࣲ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا یُضِیعُ أَجۡرَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ﴾ [آل عمران: 169-171].
الجهاد باب من أبواب الجنة
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: “جاهدوا في سبيل الله، فإن الجهاد في سبيل الله باب من أبواب الجنة، ينجي الله به من الهمّ والغمّ“12.
ما يُبلِّغ منازل الشهداء
ويحصل هذا الخير العظيم لمن سأل الله الشهادة بصدق، فعن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: “من سأل الله الشهادة بصدق بلّغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه“13. وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “مَن طلب الشهادة صادقًا أُعطيها، ولو لم تُصبه“14.
فضل المجاهدين على القاعدين
قال الله تعالى: ﴿لَّا یَسۡتَوِی ٱلۡقَـٰعِدُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ غَیۡرُ أُو۟لِی ٱلضَّرَرِ وَٱلۡمُجَـٰهِدُونَ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَ ٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡۚ فَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَـٰهِدِینَ بِأَمۡوَ ٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ عَلَى ٱلۡقَـٰعِدِینَ دَرَجَةࣰۚ وَكُلࣰّا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَفَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَـٰهِدِینَ عَلَى ٱلۡقَـٰعِدِینَ أَجۡرًا عَظِیمࣰا * دَرَجَـٰتࣲ مِّنۡهُ وَمَغۡفِرَةࣰ وَرَحۡمَةࣰۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورࣰا رَّحِیمًا﴾ [النساء: 95-96].
الرحمة والمغفرة للشهداء
قال الله تعالى: ﴿وَلَىِٕن قُتِلۡتُمۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ أَوۡ مُتُّمۡ لَمَغۡفِرَةࣱ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَحۡمَةٌ خَیۡرࣱ مِّمَّا یَجۡمَعُونَ﴾ [آل عمران: ١٥٧].
القتل في سبيل الله يُكفِّر كل شيء إلا الدَّين
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قال: قال رسول الله ﷺ: “يُغفر للشهيد كل ذنب إلا الدَّيْن“15.
وعن أبي قتادة رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ أنه قام فيهم فذكر لهم: أن الجهاد في سبيل الله، والإيمان بالله أفضل الأعمال، فقام رجل فقال: يا رسول الله، أرأيتَ إن قُتلتُ في سبيل الله تُكفَّر عني خطاياي؟ فقال له رسول الله ﷺ: “نعم، إن قُتلتَ في سبيل الله وأنت صابر محتسب، مقبل غير مدبر“، ثم قال رسول الله ﷺ: “كيف قلتَ؟” فقال: أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفَّر عني خطاياي؟ فقال رسول الله ﷺ: “نعم وأنت صابر محتسب، مقبل غير مدبر، إلا الدَّين، فإن جبريل عليه السلام قال لي ذلك“16.
المجاهد بنفسه وماله أفضل الناس
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله، أي الناس أفضل؟ فقال ﷺ: “مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله“. قال: ثم من؟ قال: “ثم مؤمن في شِعب من الشعاب يعبد اللهَ ربه، ويدع الناس من شرّه“17.
مَن خرج من بيته مجاهدًا فمات فقد وقع أجره على الله
قال الله تعالى: ﴿وَمَن یُهَاجِرۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ یَجِدۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ مُرَ ٰغَمࣰا كَثِیرࣰا وَسَعَةࣰۚ وَمَن یَخۡرُجۡ مِنۢ بَیۡتِهِۦ مُهَاجِرًا إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ یُدۡرِكۡهُ ٱلۡمَوۡتُ فَقَدۡ وَقَعَ أَجۡرُهُۥ عَلَى ٱللَّهِۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا﴾ [النساء: ١٠٠].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: “انتدب18 الله لمن خرج في سبيله، لا يخرج إلا إيمانٌ بي وتصديقٌ برسلي، أن أُرجعه بما نال من أجر أو غنيمة، أو أُدخله الجنة، ولولا أن أشقّ على أمتي ما قعدت خلف سرية، ولوددت أني أُقتل في سبيل الله، ثُمَّ أحيا، ثم أُقتل، ثُمّ أحيا، ثُمّ أُقتل“.
وفي لفظ: “تَكَفّل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه من بيته إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلماته، أن يدخله الجنة، أو يُرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجرٍ أو غنيمةٍ“19. والأعمال بالنيات.
وقد روي في مسند الإمام أحمد: “من خرج من بيته مجاهدًا في سبيل الله عز وجل فخرّ عن دابته ومات، فقد وقع أجره على الله تعالى، أو لدغته دابة فمات فقد وقع أجره على الله، أو مات حتف أنفه، فقد وقع أجره على الله عز وجل“20.
وقال النبي ﷺ فيمن مات في الرباط في سبيل الله: “وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأُجري عليه رزقه وأمِن الفتّان“21.
وهذا يؤكد فضل الموت في سبيل الله تعالى مرابطًا، والمعنى والله أعلم: إن مات في حال الرباط أُجري عليه أجر عمله الذي كان يعمله في حال رباطه، فينمو له عمله، وأجري عليه رزقه فيُرزَق في الجنة كما يُرزَق الشهداء الذين تكون أرواحهم في حواصل الطير، تأكل من ثمر الجنة، ويُؤمَنُ من كل فتنة، وقيل: من فتاني القبر”22.
ــــــــــــ
* سعيد بن علي بن وهف القحطاني، الجهاد في سبيل الله في ضوء الكتاب والسنة، مطبعة سفير/الرياض، ص39-46.
1 ابن ماجه، كتاب الجهاد، باب فضل الشهادة في سبيل الله، برقم ٢٧٩٩، والترمذي، كتاب الجهاد، باب ثواب الشهيد، برقم ١٦٦٣، وقال: “حسن صحيح”، وأخرجه أحمد، ٤/ ١٣١، ٤/ ٢٠٠، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، ٢/ ١٢٩، وفي مشكاة المصابيح، برقم ٢٨٣٤.
2 نصيفها: يعني الخمار كما في رواية البخاري، برقم ٦٥٦٨.
3 متفق عليه: البخاري واللفظ له، كتاب الجهاد، باب الغدوة والروحة في سبيل الله، برقم ٢٧٩٢، ولفظه من الطرف رقم ٢٧٩٦، وأخرجه مسلم، كتاب الإمارة، باب فضل الغدوة والروحة في سبيل الله، برقم ١٨٨٠.
4 يكلم: يجرح، قال العلماء: الحكمة في بعثه كذلك: أن يكون معه شاهد بفضيلته ببذله نفسه في طاعة الله تعالى. فتح الباري، لابن حجر، ٦/ ٢٠.
5 متفق عليه: البخاري، كتاب الجهاد، باب من يجرح في سبيل الله -عز وجل- برقم ٢٨٠٣، ومسلم، كتاب الإمارة، باب فضل الجهاد والخروج في سبيل الله، برقم ١٨٧٦.
6 متفق عليه: البخاري، كتاب الجهاد، باب الحور العين وصفتهن، برقم ٢٧٩٥، والطرف رقم ٢٨١٧، ومسلم، كتاب الإمارة، باب فضل الشهادة في سبيل الله، برقم ١٨٧٧.
7 مسلم، كتاب الإمارة، باب بيان أن أرواح الشهداء في الجنة، وأنهم أحياء عند ربهم يرزقون، برقم ١٨٨٧.
8 النسائي، كتاب الجهاد، باب ما يجد الشهيد من ألم القتل، برقم ٣١٦٣، وابن ماجه، كتاب الجهاد، باب فضل الشهادة في سبيل الله، برقم ٢٨٠٢، وقال الألباني في صحيح سنن النسائي، ٢/ ٦٦٥، وفي صحيح سنن ابن ماجه، ٢/ ١٣٠: “حسن صحيح”.
9 سنن الترمذي، كتاب فضائل الجهاد، باب ما جاء في فضل النفقة في سبيل الله، برقم ١٦٢٥، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، ٢/ ١٢٤.
10 مخطومة: خِطَام البعير أن يُؤْخذ حَبْل من ليف أو شَعر أو كَتّان فيُجْعَل في أحَد طَرَفيه حَلْقة، ثم يُشَدّ فيه الطّرف الآخر حتى يَصِير كالحْلقة، ثُم يُقَاد البَعير، ثم يُثَنى على مَخْطِمه. النهاية في غريب الحديث، ٢/ ١٢٠.
11 مسلم، كتاب الإمارة، باب فضل الصدقة في سبيل الله وتضعيفها، برقم ١٨٩٢.
12 أحمد، ٥/ ٣١٤، ٣١٦، ٣١٩، ٣٢٦، ٣٣٠، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، ٢/ ٧٥، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد، ٥/ ٢٧٢، وقال: “رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط، وأحد أسانيد أحمد وغيره ثقات”، وحسن إسناده شعيب وعبد القادر الأرنؤوط في حاشيتهما على زاد المعاد لابن القيم، ٣/ ٧٧.
13 مسلم، كتاب الإمارة، باب استحباب طلب الشهادة في سبيل الله تعالى، برقم ١٩٠٨.
14 مسلم، كتاب الإمارة، باب استحباب طلب الشهادة في سبيل الله تعالى، برقم ١٩٠٨.
15 مسلم، كتاب الإمارة، باب من قتل في سبيل الله كفرت خطاياه إلا الدَّين، برقم ١٨٨٦.
16 مسلم، كتاب الإمارة، باب من قتل في سبيل الله كفرت خطاياه إلا الدين، برقم ١٨٨٥.
17 متفق عليه: البخاري، كتاب الجهاد، باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله، برقم ٢٧٨٦، ومسلم، كتاب الإمارة، باب فضل الجهاد والرباط، برقم ١٨٨٨.
18 انتدب: أسرع بثوابه وحسن جزائه، وقيل: معناه أجاب إلى المراد، وقيل: معناه تكفل بالمطلوب. فتح الباري لابن حجر، ١/ ٩٣.
19 متفق عليه: البخاري واللفظ له، كتاب الإيمان، باب الجهاد من الإيمان، برقم ٣٦، ورقم ٢٧٨٧، ورقم ٣١٢٣، ورقم ٧٤٥٧، ورقم ٧٤٦٣، ومسلم، كتاب الإمارة، باب فضل الجهاد والخروج في سبيل الله، برقم ١٨٧٦.
20 أحمد في المسند، ٢٦/ ٣٤٠، برقم ١٦٤١٤، والحاكم، وصححه، ووافقه الذهبي، ٢/ ٨٨، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ٥/ ٥٠٣: “رواه أحمد، والطبراني، وفيه محمد بن إسحاق مدلس، وبقية رجال أحمد ثقات”.
21 مسلم، برقم ١٩١٣، وتقدم تخريجه في فضل الرباط في سبيل الله تعالى. 22 المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، ٣/ ٧٥٦.