خصائص الأسرة في الإسلام (1/2)
أغسطس 25, 2024مفقودون.. حتى في نشرة الأخبار!
أغسطس 25, 2024بقلم الشيخ الدكتور/ سفر الحوالي (فك الله أسره)
يا فاتح القدس إن القدس قد سُلبت وغالها بعدكم “ليفي” و”دايان”
وباعها الزمـرة المستسلمون كمـا باع الحطيم بزق الخمر “غبشان”
الله والنـاس والتاريـخ يلعنهـم فهم على الذل أعيار وأنتان
لا دينَ لا غيرةً لا عقلَ لا رشـداً العار مكسبهم والدرب غيان
على اليهود هم الأغمـار خـانعة لكن على قومهم عبس وذبيان
الخزي والخسر والشحناء ديدنهـم لا يستقيم لهم أمر ولا شان
محض العداوة للإسلام يـجمعهـم وهم من الكفر أصناف وألوان
ولا تراهم على خير قـد اتفقـوا وهم على الشر أنصار وأعوان
مما أراقوا وممـا أهـدروا وطغـوا ضجت إلى الله أفواه وأوطان
كل القداسات داسوها بأرجلهـم باسم السلام وكم ذلوا وكم هانوا
حادوا عن الرشد قصداً واستبد بهم في لجة التيه إيغال وإمعان
* * *
أعفّ عن ذكرهم إذ نحن في سـمر عن الأُلى ذكرهم روح وريحان
صحابة المصطفى خير الورى أثـراً ما رام منـزلهم إنس ولا جان
لهم أحاديث في الإخلاص لو قرئت على الجلاميد أمست وهي كثبان
لولا الرسول لمـا كانـوا أسـاتذة والناس من حولهم للمجد صبيان
هـم زينة الدهـر والتاريخ يلبسهم تاجاً يرصعه در ومرجان
لولا الرسول لمـا كانـوا عباقـرة فالوحي للفطرة الصماء بركان
هـم الهداة الأُلى من نـور حكمتهم عم الحضارة إنصاف وعرفان
* * *
إن الحضـارة روح ليس مـا نحتت من التماثيل يونان ورومان
أين التسامح أين العدل إن صـدقوا أين المواثيق هل للكفر ميزان
تلك الشعارات زيف يخدعون بـه وهم على الظلم والعدوان أخدان
أيـن المآذن في أرجـاء أندلس إذ ظل بـالشام أديار وصلبان
إنـا على العهـد لا نختان ذمتنـا ولا نجور وإن جاروا وإن خانوا
منّـا تعلَّمتِ الدنيـا كـرامتهـا إذ الفرنجة قطعان وغيلان
متى رعوا حرمة أو راقبـوا ذمـماً روس وصرب وإيطال وأسبان؟!!
العدل في القول والأحكام شرعتنـا إن الهوى للضمير الحي فتان
هم أمنع الناس من ظلم الملوك لهـم إلا علينا فإن الظلم إحسان
وإن تـر الروم فيما بينهم عدلـوا فهم على غيرهم بغي وعدوان
فانظر لأذنابهم في الشرق إن حكموا روم ولكنهم سمر وسودان
وإنمـا اقتبسوا من ضـوء سيرتنـا ما أيقنوا أنه للملك أركان
لـولا المساواة والشورى لما غلبـوا ولا استقر لهم في الأرض عمران
ونحن لمـا انحرفنا صـار حاضرنـا في الجاهلية حالاً كالذي كانوا
نقدس “الفـرد” أياً كـان منهجـه “الفرد” نصب وكل الناس سُدّان
فـدينهم دينـه والشـرع شرعتـه ولغوه سنّةٌ والأمر قرآن
* * *
يا شام معذرة زاغ الحديث بنـا والهم في النفس أشتات وأشجان
أكْـرِمْ بقوم شـروا لله أنفسهـم فالملك عارية والروح قربان
نالوا الشهادة إذ قـامت وسائلهـا بكل جنب فطاعون وطعان
في المرج رهط وفي عَمْواس طائفـة حُمَّ القضاء وما للقوم أكفان
ما مات قوم أبو الدرداء خَالِفُهـم أنسى بحكمته ما قال لقمان
سل قلعة النصر والإصرار هل بقيت من آل حاميم أصداء وبنيان
إذ جاء من طيبة الغراء مصحفها لما اعتنى بكتاب الله عثمان
الله يجزيه خيراً مـا سـمى أحـد وما تألق بالترتيل نعمان
لولاه كنا كأهل الديـر إن قـرأوا “متى” يكذبه “يوحنا” و”سمعان”
هذا الحكيم أبـو الدرداء يقـرؤه والناس للمشرع المورود زلفان
معلم الخيـر بالإحسـان يذكـره في البر نمل وفي اللجات حيتان
بكت دمشق زماناً من مواعظـه وفي القلوب ينابيع وصلدان
وإن ألمت به في الـرأي معضلـة يمده خابر الأديان “سلمان”
القول إن قـال أمثـال مصرفـة والفعل للمقتدي هدي وإحسان
يجلـو قلوبا يغشِّى الران رونقهـا ويرتقي بالتي في نورها غان
* * *
والتابعون من الآفاق قـد وفـدوا أزد وقيس وأنمار وخولان
فـللجـوامـع أحبـار محلقـة وللرباط صناديد وفرسان
حياك يا أمـة التوحيد مـا طربت ورق وما ثملت بالشدو أفنان
ولى هرقل وولاها معاوية فعلَّم الروم أن اليأس سلوان
الحلـم شيمتـه والغـزو همتـه أرسى السفين كأن البحر قيعان
ما بيـن شاتيـة تغـدو وصائفـة ما فل عزم ولا وافاه خذلان
والصافنات أبو أيوب يـزجرهـا وللمنايا أخاديدٌ وخلجان
يا أشرف الصحب داراً طاب مضطجعٌ بساحة الروم نائي الدار ضحيان
جعلته معلمـاً يـذكي عزائمنـا إذا تخبطها دنيا وشيطان
ثم انبرى الخثعمي الشهم يوردهـا أصفى الموارد عزاً وهو نهلان
لله هذا الفتى مـا كـان أعظمـه لانت صخور الرواسي وهو صوان
ستون عامـاً قضاهـا في مرابطـه لم توقد النار إلا وهو يقظان
وفـي جنـادة للأعـداء مأسـدة والغامدي الأبي القرم سفيان
وهل رأيت حبيبـاً حبـه لـهب إذا أديرت رحاها فهو طحان
يا شام سـاء صبـاح الروم قد نزلت بساحة الروم أهوال وشجعان
ما أصبحت بالكماة الشم مترعـة وعسها الليل إلا وهي جبان
* * *
وظـل ديدننـا هـذا وديدنهـم حتى اعترانا البلى والسعد ظعان
هنا استبدت بنور الحـق غاشيـة وسنة الله أن الزيغ غشيان
ومن يزيد إلى الحجاج ما فتئت تشكو من الظلم أنحاء وأعيان
والظلم شؤم وشر الظلم ما ولغت فيه الملوك وأثرى منه سلطان
والناس إن بايعوا والسيف يخفقهـم فلفظهم مادح والقلب لعان
والناس تخدع من بالزيف يخدعهـا تطيعه صورة والسر عصيان
والكسرويـة في الإسـلام محدثـة أكلما مات حرب قام مروان
وفـي أميـة للإسـلام مـأثـرة كما لهم ثلمة والله ديان
إن كفَّر الله عنهم بعض مـاعقـدوا واستأثروا فبما أمضى سليمان
لكن للعـدل كَرَّاتٌ وإن نـدرت تذكر الناس بالشورى متى بانوا
* * *
وكان أول وعد صادق عمر تبارك الله عين العدل إنسان
الراشـد الماجـد الميمون طائـره عليه من سمة الفاروق تيجان
فاعجب له عمراً يقفو خطا عمر كما همى صيِّبٌ يتلوه هتان
يا واعظاً وعظ الدنيـا بسيـرتـه روح من الرشد لاحيف وإدهان
والظالمون لهـم يـوم سيفجؤهـم إذا تسربلهم نار وقطران
* * *
تـاريخنـا هكـذا حيناً عمالقـة غر وحيناً طواغيت وأوثان
هـذا يبيت ثقيـلاً من مـظالمهـا وذاك للرد والإنصاف سهران
وكـم تـوثب فينـا ثعلـب خَتِلٌ ودبر الملك قينات وخصيان
وكم تحكـم باسـم الدين طاغيـة وكم تحكم باسم العلم كَهّان
وكم رأيت دعاة الحـق يقذفـهـم بلعامُ واستخدم الأشرافَ دهقانُ
إذا تـألـه فـرعـونٌ عـلى ملأ فهل يلام على الإفساد هامان؟
وأغفلُ الناس مـن تغلـي رعيـتـه غيظاً ويحسب أن الصمت إذعان
والناس ينسون إلا مـن يجـرعهـم مرارة الظلم ما للظلم نسيان
يدسـه الجـد للأحفـاد مستعـراً والأم ترضعه والثدي لقان
إذا الفراعين سنـوا الظلـم فلسفـة تلطخت فيه أقلام وأذقان
باسم السياسة حل الظلم بل نسخت من الشريعة أعلام وأمتان
الـرعب يستلب الأحـلام يقظتهـا وبهرج الزيف للأنظار دخان
* * *
ومرَّ دهر ودنيا الشام خـاملـة منذ استبدت برأس الأمر بغدان
حتى اقتضت سنة الرحمن أن طرقت أبوابها من جيوش الكفر صلبان
ومـا الفرنجـة إلا معشـر همـج أخنى عليه دهور وهو وسنان
والدين للنـاس مفتـاح يحركـه باسم التعصب صديق وشيطان
وربما اعتذر الشيطـان -سيـدهم- مما افترى “بطرس” وافتات “أُربان”
* * *
والترك لما تخلى العرب قـد ورثـوا عبء الجهاد فما هانوا ولا لانوا
شجاعة الترك بالإسلام قـد زكيت ليست كما ربها خان وخاقان
هـم المغاويـر لا ريث ولا وجـل هم العماليق خيال وسفان
لا ترتوي من دماء الـروم أنفسهـم بل نابهم لهث عنها وإدمان
فـإن شككت فسل عنهم عطارفـة لما تعاورها روس وشيشان
هم وحدهم قد أذاقوا الروس ملحمة والروس للغرب كل الغرب أقران
والشام أبطالها من حاط ساحتها ولا تبالي متى جاءوا ومن كانوا
***
“نستكمل الملحمة في الأعداد القادمة، إن شاء الله”.
ــــــــــــــــ
* د. سفر الحوالي، من قصيدة: ملحمة الشام، موقع إلكتروني: طريق الإسلام، 2013م.