حشود من النازحين تبدأ العودة غزة

انطلقت حشود غفيرة من النازحين الفلسطينيين، اليوم الخميس، في موجة عودة جماعية إلى مناطقهم الأصلية في مدينة غزة وشمال قطاع غزة، بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وانسحاب قوات الاحتلال إلى خطوط انتشارها الجديدة.

وشهد شارعا الرشيد وصلاح الدين، الشريانان الرئيسيان اللذان ظلا مغلقين طوال فترة العدوان، طوفانًا بشريًّا من العائلات التي غادرت منازلها قسرًا تحت وطأة القصف والتهجير، وتحملت أهوال النزوح لأكثر من عام. وتوافد الآلاف سيرًا على الأقدام أو عبر مركبات، وهم يحملون ما تبقّى من متاعهم، في مشهدٍ يمزج بين الفرح بالعودة والألم على ما خلّفه الدمار.

وأكد مراسل الجزيرة أن أولى العائلات بدأت بالوصول إلى أحياء مدينة غزة، رغم التحذيرات من وجود ذخائر غير منفجرة في الطرقات والمباني، ما يشكل خطرًا داهمًا على المدنيين، خصوصًا الأطفال.

من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية في غزة أن أجهزتها الأمنية والشرطية بدأت الانتشار الفوري في المناطق التي انسحب منها الاحتلال، في إطار خطة شاملة لاستعادة النظام العام وحماية الممتلكات العامة والخاصة. وقالت في بيان إن “الاحتلال سعى طوال عامين إلى نشر الفوضى والتخريب، لكن عزيمة شعبنا وتماسك مؤسساته ستُفشل كل مخططاته”.

ودعت الوزارة المواطنين إلى التعاون الكامل مع عناصر الأمن والخدمات، والابتعاد عن أي تصرف قد يعرّض حياتهم للخطر، خصوصًا في المناطق التي لم تُجرَ فيها عمليات تمشيط أمني بعد. كما طالبتهم بالالتزام بالتوجيهات الرسمية التي سيتم إصدارها تباعًا لتنظيم عملية العودة وضمان سلامتها.

وتشكل هذه العودة الجماعية لحظة فاصلة في مسار غزة، ليس فقط كتعبير عن التمسك بالأرض، بل كخطوة أولى نحو إعادة الإعمار والحياة، في ظل إرادة صامدة ترفض أن تُكتب لها نهاية على يد من دمّر وشرّد.