بيان تعزية ومناشدة من الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ بشأن زلزال أفغانستان

الحمد لله الذي رفع منازل الصابرين، وجعل البلاء بابا لرفعة الدرجات وحط السيئات عن عباده المؤمنين
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، القائل: «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» [متفق عليه].

فقد تلقت الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ بالأسى والتسليم الأنباء المفجعة عن الزلزال المدمر الذي ضرب شرق إمارة أفغانستان الإسلامية يوم الاثنين 9 ربيع الأول 1447هـ الموافق 1 سبتمبر 2025م، وأسفر عن مئات الشهداء وآلاف الجرحى، وخسائر بشرية ومادية كبيرة، وتشريد آلاف الأسر من بيوتهم، في وقت يحتاج فيه الشعب الأفغاني إلى مزيد من النصرة والتثبيت، بعد عقود من الحروب والاحتلال .

وإننا إذ نشارك أهلنا هناك هذه اللحظات العصيبة، فإننا نتقدم بخالص العزاء إلى سماحة أمير المؤمنين هبة الله أخوند زاده، وإلى قيادات الإمارة الإسلامية، وإلى أسر الضحايا كافة، ونسأل الله أن يتقبلهم في الشهداء برحمته الواسعة، وأن يعجّل بشفاء الجرحى، وأن يربط على قلوب المكلومين والمصابين.

إن مثل هذه المحن ليست مجرد أحداث عابرة، بل هي امتحان للأمة كلها في التراحم والتكافل، فقد قال النبي ﷺ: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا»، وقال أيضًا: «من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة» [رواه مسلم].

لذا تؤكد الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ أن واجب النصرة والإغاثة فريضة شرعية ومسؤولية أخوية وأمانة إنسانية، تقع على عاتق جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، لاسيما المؤسسات والجمعيات الخيرية والإغاثية، ورجال المال والأعمال، ووسائل الإعلام التي ينبغي أن تقوم بدورها في تسليط الضوء على معاناة إخواننا هناك.

إن احتياجات الشعب الأفغاني اليوم كبيرة وعاجلة، ومنها: توفير الغذاء، والماء والخيام والأغطية للناجين، والرعاية الصحية عبر علاج المصابين وتجهيز المستشفيات بالأدوية والكوادر الطبية، وإعادة الإعمار من خلال ترميم البيوت المهدّمة وبناء مساكن آمنة للأسر المتضررة، ورعاية الأيتام والأرامل وهي من أعظم القربات عند الله، حيث خلّف الزلزال مئات الأيتام الذين يحتاجون إلى كفالة عاجلة.

ونسأل الله تعالى أن يعين الأمة على القيام بواجبها، وأن يوفق المخلصين لبذل الجهد في إغاثة إخوانهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ
3 سبتمبر 2025م