سن الرشد
مايو 6, 2024طوفان الأقصى في ميزان: (وَأَعِدُّوا)
مايو 6, 2024
فَلتملأ ثورتكم الجهادية هذا العالم الظالم ضجيجاً حتى لا ينام بثقله على جماجم أطفالنا.
قد لا نستطيع طرد الصهاينة حالياً لكن سنبقى شوكة في حلوقهم ولعنة تطاردهم إلى يوم الدين
وهل من الممكن العثور على لحظة أحلى وألذ من الشهادة في سبيل الله؟
الشهادة هي الموت الواعي على طريق الهدف المقدس.
بسم الله الرحمن الرحيم..
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله قاهر الطغاة الظالمين، ومزلزل عروش الكافرين، الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام، وأكرمنا بنعمة الجهاد في سبيل الله، ورزقنا بنعمة الشهادة في سبيل الله.
الحمد لله الذي أعزنا وأكرمنا بأن أسكننا أرضًا تشرفت بأقدام نبينا وحبيبنا محمد ﷺ، والصلاة والسلام على رسول الله، محمد بن عبد الله، القائد الصادق الأمين، قائد المجاهدين الغر الميامين، اللهم صل وسلم وبارك على سيدي وحبيبي محمد، أما بعد:
فأنا أخوكم الشهيد الحي فيكم بإذنه تعالى العبد الفقير إلى الله عز وجل: (أحمد بن عبد الفتاح يوسف حجاج) الملقب بـ(الغريب).. المنتمي انتماء خالصًا لله عز وجل، ابن الإسلام العظيم، ابن غزة البطلة، وهذه وصيتي لكم أحبابي في الله:
يا أحباب حبيب القلوب رسول الله محمد ﷺ، أمامكم وأمام هذه المطاردة في أزقة المخيمات والشوارع لأبناء شعبنا المجاهدين والمطاردين والأبطال، وصيتي لكم بأني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وبأني أشهد أن الجنة حق، وأن النار حق، وأن الله يبعث مَن في القبور، وأن الساعة آتية لا ريب فيها.
يا أبناء فلسطين:
إنني أتجه اليوم إلى مكان اسمه الملكوت، إلى عالم اسمه الجنة، وقد يصعب التعبير عما يخالج الشعور، هذا التحليق نحو الله هدف ينشده المجاهد المؤمن، وهل هناك غير الشهادة يقرب الإنسان من الله أكثر؟ وهل من الممكن العثور على لحظة أحلى وألذ من الشهادة في سبيل الله؟ كيف لا والشهادة هي أزكى من ماء الينابيع وأعطر من الزهور وأكثر صلابة من الصخور.
إخواني في الله:
قاعة الحياة درس لا أكثر، ينبغي للفرد أن يؤدي امتحانه فيها عاجلاً أم آجلاً، وإننا في لحظات لقاء الرسول ﷺ نكون قد أدينا امتحاناتنا والباقي عليكم أن تواصلوا الطريق.
أحباب رسول الله محمد ﷺ:
شوق الوصال على الطريق الذي سلكته يعجز عن التعبير، وتبقى الكلمة تتكرر في الأذهان دون أن تقدر على وصف عظمة هذا الطريق الرسالي، فلذلك أريد أن أتوجه باشتياق على طريق النور الإلهي الذي سطع على أرض فلسطين الطاهرة.
أحبابي في الله.. ليعلم العالم أجمع، هذا العالم الظالم، هذا العالم الذي يقوده تجار الدم، سماسرة اللحوم.. ليعلم هذا العالم يا إخوتي المقاومين أننا عشاق الشهادة وسوف لا تسكت حتى نجعل نهار الصهاينة والأمريكان وأذنابهم مظلمًا بإذن الله تعالى.
أحبابي في الله.. حاولت كثيرا وتكرارًا ومرارًا أن أعبر عن الشهادة ومضمونها، فوصلت إلى أن أقول: إن الشهادة في سبيل الله هي الموت الواعي على طريق الهدف المقدس.
والسعي نحو هذا الهدف هو الجهاد، أي المسعى نحو هذا الهدف هو الجهاد، وهو واحد من مبادئ الإسلام. الشهادة يا إخوان هي سعادة قد لا يفوز بها كل إنسان، وهي ولادة جديدة من أجل حياة خالدة، وإن رمز خلود الشهيد كامن في دمه، فنداء التكبير ينطلق من قطرات ذلك الدم.
أوصيكم كما أوصي نفسي بتقوى الله عز وجل. نعم إخواني في الله إنني عرفتكم معرفة اليقين فوجدتكم، وجدت حلاوة الإيمان بيقيني حبكم، فوالله إن سكوتي من نوركم، فوالله إن حديثي من عشقكم.. أسأل الله عز وجل أن يثبتنا عند لقائه.
أيها المجاهدون الأبطال:
يا مَن تحملون هَم بلادكم، وهم دينكم وإسلامكم وحدكم، أعرف أن المصاب جلل وكل إنسان مجاهد اتخذ هذه الطريق يعرف أن دفع الضرائب في هذه الطريق غالٍ جداً، ولا يمكن أن يضاهي أي شيء، فمنّا من يدفع ضريبة الأَسر، ومنا مَن يدفع ضريبة المطاردة، ومنا مَن يدفع ضريبة مَن تناثرت قدماه أو يداه أو أي شيء من جسده، ومنا مَن يدفع ضريبة الموت لأجل الدين والوطن.
هذه الطريق أنتم تعرفون أن حلاوتها في نهايتها، وأنتم موقنون أن نهاية هذه الطريق هي الشهادة أو النصر المعزز بإسلامنا وديننا وسنة نبينا محمد ﷺ..
إخواني.. إن دماءنا التي تنبت الأجيال هي بمثابة الجيل الذي سينتصر بإذن الله تعالى، أريد أن أوصيكم أيها المجاهدون الأبطال ليبقى أن لا يهمكم أين ستموتون؟ أو متى ستموتون؟ أو كيف ستموتون؟ ليبقَ كل همكم أن تبقى ثورتكم الجهادية تملأ هذا العالم الظالم ضجيجاً حتى لا ينام هذا العالم بثقله على جماجم أطفالنا.
نعم، قد لا نستطيع طرد الصهاينة من ديارنا في هذا الوقت، ولكن يجب أن نبقى شوكة في حلوقهم ولعنة تطاردهم إلى يوم الدين بإذنه تعالى.
أمي الحبيبة.. يا أعذب كلمة نطق بها لساني، وأعظم مدرسة أرضعتني حب الشهادة وحب الجهاد في سبيل الله، عرفتك صابرة مجاهدة، فأرجوك ألا تذرفي الدموع، أرجوك أن تجعلي من عرسي الذي كنت تنتظرينه هو شهادتي؛ ففرّقي الحلوى وانثري الورود على المشيعين.. زفيني عريساً، وإياك أن ترتدي السواد لأنني حي عند ربي أُرزق بإذنه تعالى.
أبي وشيخي وسيدي الغالي (أبو أحمد): أعرف أن الفراق صعب، ولكن لقاء الله عز وجل أجمل وأحلى، وأسأل الله عز وجل أن ألتقي بك في جنانه. لذلك سامحني واعذرني لأني نذرت نفسي لله عز وجل؛ فحياتنا كلها لله.
إخواني وأخواتي.. اصبروا وكونوا عوناً لـ(أمي) الحبيبة، وكونوا عوناً لجدتي.. ولكل أحبابي.
عماتي.. خالاتي: اصبرن وكنّ عونا لـ(أمي) في هذا المصاب الذي قد يكون جللاً، ولكن والله إننا عندما نلتقي في الجنة بإذن الله تعالى تعرفون أن هذا المصاب ما هو إلا فرحة، وما هو إلا عرس، وما هو إلا زرع من أجل الحصاد.
أبناءنا المجاهدين: أيها الثابتون على أرضكم، مطاردين في أزقة المخيمات والشوارع، فلسطين هي لكم، دافعوا عنها دفاع الأبطال، وكونوا على يقين أن النصر قادم، وأن الله عز وجل على نصره لقدير، لذلك ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن تَنصُرُوا۟ ٱللَّهَ یَنصُرۡكُمۡ وَیُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ﴾ [محمد: ٧] صدق الله العظيم.
انصروا الله بصلاتكم الفجر في المسجد، انصروا الله بصلواتكم الفرائض في المسجد، انصروا الله بصيام النوافل، وقيام الليل. انصروا الله تجدوا النصر من الله عز وجل القريب، تعرفوا عليه في الرخاء يتعرف عليكم في الشدة.
وأخيرًا: لتبقَ جذوة الصراع مشتعلة؛ كما وصاكم الدكتور فتحي الشقاقي، وليبقَ أملكم أن يرضى الله عنكم كما قال ووصّى فيكم الشيخ أحمد ياسين، وأخيرًا الملتقى الجنة بإذن الله تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم الشهيد بإذن الله
أحمد عبد الفتاح حجاج
ــــــــــــــــــــــ
*استُشهد أحمد عبد الفتاح يوسف حجاج بتاريخ 29-07- 2012، عن عمر 24 عاماً، وذلك بقصف مباشر من طائرات صهيونية، استهدفه واثنين من المجاهدين.
وصايا مسافرة لكوكبة مضيئة من شهداء حركة الجهاد الإسلامي، إعداد: طارق أبو علي، دار الشاطئ/غزة، 2012، ص264-266.