
إحراق مسلم حيا في الهند على يد زعيم هندوسي متهم باغتصاب زوجته
فبراير 22, 2025
﴿إنّ النَّاسَ قدْ جَمَعوا لَكمْ﴾ (1/3)
فبراير 24, 2025الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي – فكّ الله أسره*
بكى الشعر كالأطفال في الطرقات ** يُفتّش عن سلواه في الكلماتِ
نَجيعٌ يزفُّ النصر حين مَسِيله ** كنور يُزيح الخوف في الظلماتِ
يَعزّ على شعري الرثاء لمثله ** وتَقصُر عن هذا المقام عظاتي
فتىً مالتِ الدنيا وما زال قائمًا ** يُسطّر فيها أعظم الغزواتِ
فليس بهيّابٍ إذا اهتزت القنا ** وليس بمقدامٍ لدى الحرماتِ
قضى في سجون الظلم زهرة عمره ** وما زال يَفدي الأرض في الأزماتِ
وتفديه عند الطعن غزةُ هاشمٍ ** وكم بات يفديها من الكرباتِ
بغزةَ شعبٌ إن أردت صفاته ** تلوتَ من الأنفال والحجراتِ
كرامٌ لهم عند اللئام ضغائن ** تُروّجها بالزور والشبهاتِ
ويطعن فيهم كل تلفاز فاجرٍ ** يبث سموم الحقد في النشراتِ
هم الصبر والإقدام رغم مصابهم ** هم البأس ممزوجًا بطيب صفاتِ
وما عُرفوا رغم الخطوب تَلفُّهم ** بقسوة قلبٍ أو بلين قناةِ
بنفسي فتىً لم يَهزم الخوفُ قلبَه ** وما زال مقدامًا لدى الغمراتِ
يظنون في الأنفاق كان مُقامُه ** وما زال مزروعًا على الجبهاتِ
قد اختار هذا الموت منذ طفولة ** تكبدها في غربة وشتاتِ
مُسيّرة في وجه ليث مُخيّر ** تَساوى لديه عَيشه بمماتِ
مُسيّرة كالضبع يُقدم واجلًا ** ويدبر خوف الليث ذي العبساتِ
يُسيّرها بالزجر رغم لثامه ** وكم هربت أعداه من زجراتِ
يواجهها فردًا ويأمر جسمه ** ويخذله ذا الجسمُ في العزماتِ
فيجمع عزم الكون في جوف قلبه ** ويُلقي عصًا أمست شعار ثباتِ
كأنك شعبٌ كاملٌ يقذف العصا ** يُسطّر فردًا خالد الصفحاتِ
فيا أنت يا هذا المحاصر كلما ** رأيت عصًا أبصرتُ طوق نجاةِ
كأنك أوطان العروبة حوصرت ** بجند غُزاةِ أو بِجَورِ وُلاةِ
رأيناك في هذا الحصار كأمةٍ ** تقاوم والأيام ليس تُواتي
حصار أعادٍ بل حصارات إخوة ** ولؤم حليفٍ واقتدار غُزاةِ
محابيس في أعلامنا وحدودنا ** محابيس في يأسٍ ومعتقداتِ
ملايين حجاج رأيت دعاءَهم ** يحاصره الأنذالُ في عرفاتِ
يحاصرنا جندٌ لهم نفس شكلنا ** وأسيافنا مثلومةُ الشفراتِ
يحاصرنا جند العروبة كلهم ** وكل جيوش الكفر مجتمعاتِ
جيوش مع الأعداء تبدو ذليلة ** كذلّة شيعي على العتباتِ
فلا يعرفون البأس إلا بوجهنا ** وما أقدموا إلا على حرماتي
سلِمتَ بكرسيٍ من العز شامخًا ** وكل كراسي الملك مثل فُتاتِ
سلمت بصدر ليس يُبغض مؤمنًا ** وظهرك لم يسلم من الطعناتِ
سلمت بروح ما ارتضت يوم ذلةٍ ** وجسمك لم يسلم من الطلقاتِ
فواجهت صاروخًا بجبهة ساجدٍ ** وكم أسجدَ الصاروخُ من جبهاتِ
ملامَك لا أرضٌ تعود لأهلها ** بذرف دموعٍ أو بمؤتمراتِ
ستفطر يا صَوّام في جنة العلا ** جوار رسول الله في الغرفاتِ
قد انطلق الطوفان ليس بعابئٍ ** بخط حدودٍ أو ببطش طغاةِ
فيا سيّد الطوفان بشرت شعبنا ** بنصرٍ وإن طال الزمان لَآتِ
لعمرك إن الخلد يُفتح بابه ** بعز ممات لا بذل حياةِ