رسالة محمد ﷺ
فبراير 20, 2024التسامي والأمة في دعوة الرسول ﷺ
فبراير 20, 2024وقد رغّب ربنا تعالى عبده المأزوم في الهجرة؛ فقال تبارك وتعالى: ﴿ وَمَن يُهَاجِرْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ يَجِدْ فِى ٱلْأَرْضِ مُرَٰغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ۚ وَمَن يَخْرُجْ مِنۢ بَيْتِهِۦ مُهَاجِرًا إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ يُدْرِكْهُ ٱلْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُۥ عَلَى ٱللَّهِ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴾ [النساء: 100]
*** وعدم الخروج إلا لعذر، كبيرة عظيمة؛ حتى لو مات في طريق هجرته! فمن لم يفعل، وقعد حيث الظلم، وعنده فرصة الخروج فقد ظلم نفسه، يقول ربي تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَفَّىٰهُمُ ٱلْمَلَٰٓئِكَةُ ظَالِمِىٓ أَنفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِى ٱلْأَرْضِ ۚ قَالُوٓاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ ٱللَّهِ وَٰسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا ۚ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَأْوَىٰهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَآءَتْ مَصِيرًا ﴾ [النساء: 97] ولم يمنعهم من الخروج غير الخوف على أموالهم، والنفور من مفارقة أوطانهم، وفي ذلك بيان لسوء عاقبة هؤلاء الذين آثروا العيش في أرض الكفر مع الذل، على الهجرة إلى أرض الإسلام. وحكمهم كما يقول القرطبي في تفسير الآية، إنهم (مسلمون ظالمون لأنفسهم في تركهم الهجرة)!
وفي حديث قاتل المائة: كان في بني إسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين إنسانًا، ثم خرج يسأل، فأتى راهبًا فسأله فقال له: هل من توبة؟ قال: لا، فقتله، فجعل يسأل، فقال له رجل: ائت قرية كذا وكذا، فأدركه الموت، فناء بصدره نحوها، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فأوحى الله إلى هذه أن تقربي، وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي، وقال: قيسوا ما بينهما، فوجد إلى هذه أقرب بشبر، فغفر له(1).
*** واستُثني المعذور بمرض، أو عجْز عن الخروج (قيود المطارات، ومصادرة الجوازات، وأذون الخروج، والمتابعات، والمطاردات) كما قال تعالى: ﴿إِلَّا ٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلْوِلْدَٰنِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلً ﴾ [النساء: 98-99]
*** وقد أمر تبارك وتعالى بالعمل الجاد، واتباع كل السبل المشروعة لإعتاق المستضعفين، بالقتال، أو الفداء، أو التهريب، أو فعل ما يُحمَون ويؤمَّنون به، قال تعالى: ﴿ وَمَا لَكُمْ لَا تُقَٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلْوِلْدَٰنِ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ ٱلظَّالِمِ أَهْلُهَا وَٱجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَٱجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا ﴾ [النساء: 75] والقتال هو أعلى المخاطر، فما دونه أخف منه وأهون! قال الإمام القرطبي: “حض على الجهاد، وهو يتضمن تخليص المستضعفين من أيدي الكفرة المشركين، الذين يسومونهم سوء العذاب، ويفتنونهم عن الدين؛ فأوجب تعالى الجهاد لإعلاء كلمته، وإظهار دينه، واستنقاذ المؤمنين الضعفاء من عباده؛ وإن كان في ذلك تلف النفوس”.
*** وتخليص الأسارى واجب على جماعة المسلمين إما بالقتال وإما بالأموال، وذلك أوجب؛ لكونها دون النفوس؛ إذ هي أهون منها. قال مالك: واجب على الناس أن يفدوا الأسارى بجميع أموالهم! وهذا لا خلاف فيه؛ لقوله عليه السلام: “فكوا العاني”(2). وكذلك قالوا: “عليهم أن يواسوهم فإن المواساة دون المفاداة”.
*** والمهاجر في معية الله تعالى وكلاءته؛ كما طمأن موسى عليه السلام قومه وقد كاد يدركهم عدو الله فرعون: ﴿فَلَمَّا تَرَٰٓءَا ٱلْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَٰبُ مُوسَىٰٓ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّآ ۖ إِنَّ مَعِىَ رَبِّى سَيَهْدِينِ﴾ [الشعراء: 62] وقال ﷺ لصاحبه في الغار: ﴿ لَا تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا ۖ ﴾ [التوبة: 40]
وعن سيدي أبي أمامة الباهلي مرفوعًا: “ثلاثةٌ كلُّهم ضامنٌ على اللهِ إن عاش كُفِيَ، وإن مات دخل الجنةَ: من دخل بيتَه بسلامٍ فهو ضامنٌ على اللهِ عزَّ وجلَّ، ومن خرج إلى المسجدِ فهو ضامنٌ على اللهِ، ومن خرج في سبيل اللهِ فهو ضامنٌ على اللهِ”(3).
*** رعاية المهاجر وحمايته ورعاية أهله فريضة، ولا تخفى فضيلة المؤاخاة في دعم المهاجرين الأوائل، ومقام أهل الصُّفة، وفي سيرة المصطفى ﷺ من رعايتهم بالتزويج، والكفالة، والضيافة، والتشغيل، والدعم المعنوي بالثناء، والمؤازرة، شيء يطول الكلام فيه. يقول ربي تبارك وتعالى: ﴿ وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُواْ ٱلْفَضْلِ مِنكُمْ وَٱلسَّعَةِ أَن يُؤْتُوٓاْ أُوْلِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْمَسَٰكِينَ وَٱلْمُهَٰجِرِينَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ۖ﴾ [النور: 22]. ويقول سبحانه: ﴿لِلْفُقَرَآءِ ٱلْمُهَٰجِرِينَ ٱلَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمْ وَأَمْوَٰلِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَٰنًا وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ ۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ﴾ [الحشر: 8]؛ أي الفيء والغنائم (للفقراء المهاجرين).
وعن سيدتي أم حبيبة أم المؤمنين أنها كانت عند ابن جحش فهلك عنها، وكان فيمن هاجر إلى أرض الحبشة، فزوجها النجاشي رسول الله ﷺ وهي عندهم (4).
ولما قدم المهاجرون المدينة من مكة، وليس بأيديهم شيء، وكانت الأنصار أهل الأرض والعقار، فقاسمهم الأنصار؛ على أن يعطوهم ثمار أموالهم كل عام، ويكفوهم العمل والمؤونة(5).
وتكون رعايتهم من أكرم المال، كانت الأنصار تخرج إذا كان جُداد النخل من حيطانها أقناء البُسْر، فيعلقونه على حبل بين أسطوانتين في مسجد رسول الله ﷺ، فيأكل منه فقراء المهاجرين، فيعمد أحدهم فيدخل قنوًا فيه الحشَف، يظن أنه جائز؛ في كثرة ما يوضع من الأقناء، فنزل فيمن فعل ذلك: ﴿ وَلَا تَيَمَّمُواْ ٱلْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ ﴾ يقول: لا تعمدوا للحشف منه تنفقون، ﴿ وَلَسْتُم بِـَٔاخِذِيهِ إِلَّآ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ ۚ ﴾ أي: لو أهدي لكم ما قبلتموه إلا على استحياء من صاحبه، غيظًا أنه بعث إليكم ما لم يكن لكم فيه حاجة، واعلموا أن الله غني عن صدقاتكم(6).
وكان ﷺ يوصي برعاية الفقير؛ فروى أبو داود مرفوعًا: “يا معشر المهاجرين والأنصار! إن من إخوانكم قومًا ليس لهم مال ولا عشيرة، فليضم أحدكم إليه الرجلين أو الثلاثة”(7).
*** الأسن للمهاجر أن يبقى في مهاجَره: فعن سيدي سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه: جاء النبي ﷺ يعودني وأنا بمكة، وهو (سعد) يكره أن يموت بالأرض التي هاجر منها!(8).
وكذا فعل النبي ﷺ؛ ففي الصحيح عن سيدي أسامة بن زيد بن حارثة، أنه قال: يا رسول الله، أتنزل في دارك بمكة؟ فقال: (وهل ترك لنا عقيل من رباع)؟
وبعد فتح مكة خاف الأنصار أن يتركهم النبي ﷺ، فقال: “قلتم: أما الرجل فقد أخذته رأفة بعشيرته، ورغبة في قريته؟! ألا فما اسمي إذن؟ -ثلاث مرات- أنا محمد عبد الله ورسوله، هاجرت إلى الله وإليكم، فالمحيا محياكم، والممات مماتكم”. قالوا: والله، ما قلنا إلا ضنًّا بالله ورسوله، قال: “فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم”(9).
*** ترتيب أمر الهجرة أساس: فعن عائشة رضي الله عنها: هاجر ناس إلى الحبشة من المسلمين، وتجهز أبو بكر مهاجرًا، فقال النبي ﷺ: “على رسلك؛ فإني أرجو أن يؤذن لي”، فقال أبو بكر: أوَترجوه بأبي أنت؟ قال: “نعم”. فحبس أبو بكر نفسه على النبي ﷺ لصحبته، وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر أربعة أشهر. قال عروة: قالت عائشة: فبينا نحن يوماً جلوس في بيتنا في نحر الظهيرة، فقال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله ﷺ مقبلًا متقنعًا، في ساعة لم يكن يأتينا فيها، قال أبو بكر: فدا لك أبي وأمي، والله إن جاء به في هذه الساعة إلا لأمر، فجاء النبي ﷺ فاستأذن، فأذن له فدخل، فقال حين دخل لأبي بكر: “أخرج من عندك”، قال: إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله. قال: “فإني قد أذن لي في الخروج”، قال: فالصحبة بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟ قال: “نعم”. قال: فخذ -بأبي أنت يا رسول الله- إحدى راحلتي هاتين، قال النبي ﷺ: “بالثمن”. قالت: فجهزناهما أحث الجهاز؛ وضعنا لهما سفرة في جراب، فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها، فأوكأت به الجراب، ولذلك كانت تسمى ذات النطاق. ثم لحق النبي ﷺ وأبو بكر بغار في جبل يقال له: ثور، فمكث فيه ثلاث ليال، يبيت عندهما عبد الله ابن أبي بكر، وهو غلام شاب لقن ثقف، فيرحل من عندهما سحرًا، فيصبح مع قريش بمكة كبائت، فلا يسمع أمرًا يُكادان به إلا وعاه، حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام، ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة من غنم، فيريحها عليهما حين تذهب ساعة من العشاء، فيبيتان في رِسلهما؛ حتى ينعق بها عامر بن فهيرة بغلس، يفعل ذلك كل ليلة من تلك الليالي الثلاث (10).
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يركب وأبو بكر رديفه، وكان أبو بكر يعرف في الطريق لاختلافه إلى الشام، وكان يمر بالقوم، فيقولون: من هذا بين يديك يا أبا بكر؟ فيقول: هادٍ يهديني، فلما دنوا من المدينة بعث إلى القوم الذين أسلموا من الأنصار -أبي أمامة وأصحابه- فخرجوا إليهما، فقالوا: ادخلا آمنين مطاعين، فدخلا… الحديث (11).
*** رابطة الهجرة لحمة ورباط، ووشيجة ذات قيمة كبيرة: يقول تبارك وتعالى: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ بِأَمْوَٰلِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوٓاْ أُوْلَٰٓئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍۢ ۚ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلَٰيَتِهِم مِّن شَىْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْ ۚ ﴾. [الأنفال: 72].
وفي السلسلة الصحيحة مرفوعًا: “المهاجرون بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة”(12).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: كان المهاجرون حين قدموا المدينة يرث الأنصاري المهاجري دون ذوي رحِمه، للأخوة التي آخى النبي ﷺ بينهم، فلما نزلت: ﴿وَلِكُلٍّۢ جَعَلْنَا مَوَٰلِىَ﴾ [النساء: 33]، نسختها: ﴿ وَٱلَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَٰنُكُمْ ﴾.
*** ترك الهجرة إذا خِيف على الدين إثم كبير: يقول تبارك وتعالى: (إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَفَّىٰهُمُ ٱلْمَلَٰٓئِكَةُ ظَالِمِىٓ أَنفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِى ٱلْأَرْضِ ۚ قَالُوٓاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ ٱللَّهِ وَٰسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا ۚ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَأْوَىٰهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَآءَتْ مَصِيرًا * إِلَّا ٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلْوِلْدَٰنِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا * فَأُوْلَٰٓئِكَ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ ۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا * وَمَن يُهَاجِرْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ يَجِدْ فِى ٱلْأَرْضِ مُرَٰغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ۚ وَمَن يَخْرُجْ مِنۢ بَيْتِهِۦ مُهَاجِرًا إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ يُدْرِكْهُ ٱلْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُۥ عَلَى ٱللَّهِ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ [النساء: 97- 100]
*** الهجرة تقي الأثرة: يقول تبارك وتعالى: ﴿ وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلْإِيمَٰنَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِى صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 9]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) البخاري: 3470.
(2) البخاري، 3046.
(3) صحيح الأدب المفرد، 832.
(4) أبو داود، 2086.
(5) البخاري، 2630.
(6) أخرجه ابن ماجه، 1487.
(7) أبو داود، 2534.
(8) البخاري، 2742.
(9) البخاري، 2742.
(10) ففي البخاري، 5807.
(11) الصحيح المسند، للوادعي، 1/104.
(12) الصحيحة، 1036.