
الاحتلال يعتقل الشيخ د. ناجح بكيرات نائب مدير أوقاف القدس الأسبق
فبراير 20, 2025
أعظم فلسطيني في تاريخ الإسلام وُلد في غزة!
فبراير 21, 2025الأستاذ عارف العارف – رحمه الله*
كانت غزة منذ قرون وأحقاب على اتصال وثيق بالعرب وشبه جزيرة العرب. وأن الذين أسسوها (المعينيين وبني سبأ) عرب أقحاح أتوا إليها (٣٧٥٠ ق.م) من قلب الجزيرة. وأن أحفاد هؤلاء كانوا يفدون إليها أكثر مما يفدون إلى أي بلد آخر. وأنهم كانوا يقصدونها بقوافلهم بقصد التجارة، لأنها واقعة عند ملتقى عدد كبير من الطرق التجارية؛ أضف إلى ذلك أنها كانت الهدف لإحدى الرحلتين: رحلة الشتاء إلى اليمن، ورحلة الصيف إلى غزة ومشارف الشام. ولا غرابة في ذلك؛ إذ أنها باب الصحراء، ونقطة الاتصال بين شبه جزيرة العرب وحوض البحر الأبيض المتوسط .
- هنا في غزة مات هاشم۱ بن عبد مناف جد الرسول المصطفى ﷺ. مات أثناء إحدى رحلات الصيف وفيها قبره. ولذلك سميت من بعده (غزة هاشم)٢. وفي ذلك قال أبو نواس :
وأصبحن قد فوّزن من أرضِ فُطرُسٍ ** وهن عن البيت المقدس زور
طوالب بالركبان غزة هاشم ** وبالفرَما من حاجـهنّ شقور
وقال أحمد بن يحي بن جابر أن هاشم مات بغزة وله من العمر خمس وعشرون سنة. ورثاه مطرود بن كعب الخزاعي فقال :
مات الندى بالشام لما أن ثوى **** فيه بغزة هاشم لا يبعد
لا يبعدن رب القناء بعوده **** عود السقيم يجود بين العوّد
وهناك من يقول: إن هاشم غير مدفون في الموقع الحالي المعروف بـ (سيدنا هاشم) من حارة الدرج، وإنما هو مدفون في قبة الشيخ رضوان؛ بدليل ما جاء في قول أحد أصحابه الذين كانوا يرافقونه في رحلاته بين مكة وغزة:
وهاشم في ضريح وسط بلقعة **** تسفى الرياح عليه بين غزات
ومن يدري؟ لعل رفاته نقلت من موقع الشيخ رضوان إلى حيث هي الآن. وله مقام وجامع معروف بـ (جامع السيد هاشم)3 وفيه مدرسة أنشأها المجلس الإسلامي الأعلى من مال الوقف. وقد أصابت الجامع قنبلة أثناء الحرب الكبرى (عام ۱۹۱۷م) فخربته. ولكن المجلس الإسلامي الأعلى عمره وأرجعه إلى أحسن ما كان .
- وهنا في غزة عاش أيضاً عمر بن الخطاب ردحاً من الزمن. وقد كان تاجراً في الجاهلية، وعلى قول إنه أثري فيها عن طريق تجارته، فقال كلمته المشهورة: “لا يغلبنّكم الروم في التجارة، فإنها ثلث الإمارة”.
- وقد هبطها أيضاً عبد الله4 والد النبي ﷺ يوم خرج في تجارة إلى الشام .
- ولا شك عندي أن النبي محمداً ﷺ جاء إلى غزة قبل أن ينزل عليه الوحي ويدعو الناس للإسلام. وقد كانت في زمنه عامرة مزدهرة، وكانت لا تزال ذات أهمية لتجار مكة. حتى أنه قال عنها في حديث له: “طوبى لمن سكن إحدى العروسين، غزة وعسقلان”. ويقول شمس الدين في كتابه (قاموس الأعلام) أن إحدى النساء اللواتي صحبن النبي وهي تُدعى (غزيلة) أو (غزية) -وكانت تكنى بأم الشريك- وهبت نفسها إليه، وكانت تبغي من صميم فؤادها أن يتزوجها. وكثيراً ما روى الرواة الأحاديث النبوية نقلاً عنها .
وعندي أنه ما كان هرقل قيصر الروم ليبحث عن محمد في غزة، ويرسل إليها صاحب شرطته ليأتي به إليه، أو يأتي إليه منها برجل من قومه؛ لو لا أنه كان يعلم حق العلم أن محمداً لا بد وأن يهبط غزة كما هبطها من قبله أبوه عبد الله، وجده هاشم، وعمه أبو سفيان، وصحبه عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص وغيرهم. وإنك لتجد في كتاب (الأغاني) الشيء الكثير عن هذا الموضوع، وعن قدوم أبي سفيان إلى غزة في نفر من قريش في تجارة، واجتماعه بعد ذلك بهرقل، والتحقيق الذي قام به هذا عن النبي ﷺ وصفاته وأخلاقه.
- إذَن يجب أن نعتبر أن غزة كانت على مر الدهور (مدينة عربية)5 لا شك في عروبتها، وأن الفتح الإسلامي لغزة، لم يكن سوى تأييد جديد للفتح العربي الذي سبقه. ولم يكن الجنود المسلمون الذين احتلوها، سوى أولئك العرب الذين كانوا يترددون إليها من جميع أنحاء الجزيرة العربية قبل الفتح .
وإنها لفكرة ثاقبة تدل على دهاء حربي ممتاز أن يفكر العرب في الاستيلاء على غزة والشاطئ الفلسطيني قبل أن يحتلوا مصر. ولما جاءوا إلى غزة بعد أن قطعوا المسافات الشاسعة عبر الصحراء، وجدوها محاطة بالأسوار والحصون المنيعة، ولكنهم احتلوها سنة 634م (13هـ) وكان احتلالهم لها أول نصر نالوه في هذه الديار .
ولما فتحت غزة سادت كلمة العرب، ورفرفت رايتهم فوقها. وما هي إلا برهة حتى أخذت هذه ترفرف فوق البلاد الأخرى الواقعة في حوض البحر الأبيض المتوسط .
- في هذه المدينة حدث اصطدام عنيف بين العرب والبيزنطيين: أما الجيش العربي، فقد كان على رأسه ذلك البطل المغوار عمرو بن العاص6، وأما جيش الروم، فقد كان يقوده (بطريقيوس) أحد رجال هرقل وأكبر قائد في جيش الروم.
وإليكم تفاصيل الفتح الإسلامي :
عندما اعتزم أبو بكر فتح الشام ومقاتلة الروم، استنفر العرب فلبّوا دعوته، وخفوا سراعاً من جميع أنحاء الجزيرة العربية. فجهز منهم أربعة جيوش، وعقد الألوية لأربعة من كبار القواد، ثم سيّرهم إلى الشمال بعد أن عيّن لكل واحد منهم وجهته؛ فجعل ليزيد بن أبي سفيان دمشق، ولشرحبيل بن حسنة الأردن، ولأبي عبيدة بن الجراح حمص، ولعمرو بن العاص فلسطين.
وعندما سلم أبو بكر الراية إلى عمرو بن العاص قال7 له:
“قد وليتك هذا الجيش (يعني أهل مكة والطائف وهوازن وبني كلاب) فانصرف إلى أهل فلسطين، وكاتب أبا عبيدة وأنجده إذا أرادك ولا تقطع أمراً إلا بمشورته. اتق الله في سرك وعلانيتك واستحيه في خلواتك فإنه يراك في عملك. وقد رأيت تقدمتي لك على من هم أقدم منك سابقة وأقدم حرمة، فكن من عمال الآخرة وأرد لعملك وجه الله، واسلك طريق إيلياء، حتى تنتهي إلى أرض فلسطين. وإياك أن تكون وانياً عما ندبتك إليه وإياك والوهن، وإياك أن تقول جعلني ابن أبي قحافة في نحر العدو ولا قوة لي به، واعلم يا عمرو أن معك المهاجرين والأنصار من أهل بدر؛ فأكرمهم واعرف حقهم ولا تتطاول عليهم بسلطانك، ولا تداخلك نخوة الشيطان فتقول إنما ولاني أبو بكر لأني خيرهم. وإياك وخدائع النفس وكن كأحدهم وشاورهم فيما تريد من أمرك. والصلاة ثم الصلاة، أذّن بها إذا دخل وقتها، واحذر من عدوك وأمر أصحابك بالحرس ولتكن أنت بعد ذلك مطلعاً عليهم. وأطل الجلوس بالليل مع أصحابك وأقم بينهم واجلس معهم. واتق الله إذا لاقيت العدو وقدم قبلك طلائعك فيكونوا أمامك. وإذا وعظت فأوجز. وأصلح نفسك تصلح لك رعيتك. وإذا رأيت عدوك فاصبر ولا تتأخر فيكون ذلك فخراً منك. والزم أصحابك قراءة القرآن، وانههم عن ذكر الجاهلية وما كان فيها فإن ذلك يورث العداوة بينهم. واعرض عن زهرة الدنيا حتى تلتقي بمن مضى من سلفك. وكن من الأئمة الممدوحين في القرآن إذ يقول الله تعالى: ﴿وَجَعَلۡنَـٰهُمۡ أَىِٕمَّةࣰ یَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا وَأَوۡحَیۡنَاۤ إِلَیۡهِمۡ فِعۡلَ ٱلۡخَیۡرَ ٰتِ وَإِقَامَ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِیتَاۤءَ ٱلزَّكَوٰةِۖ وَكَانُوا۟ لَنَا عَـٰبِدِینَ ٧٣﴾ [الأنبياء٧٣]”.
ثم قال لعمرو: “امض بارك الله فيك وفيهم”.
فساروا في سبعة آلاف يريدون أخذ فلسطين.
- عمل8 عمرو بن العاص بما رسم له أبو بكر في وصيته التي كانت أشبه شيء بالخطة الحربية، فسار لتنفيذها. وسلك الطريق الساحلية إلى العقبة وطريق غزة. ونزل بغمر العربات9 .
ويظهر أن العرب اصطدموا بمقدمة جيش الروم هنا في وادي العربة. وكانت مقدمتهم هذه مؤلفة من 3000 فارس وستة قواد. وكان حاكم قيسارية على رأس هذه القوة التي رابطت في وادي العربة جنوبي البحر الميت .
فرتب عمرو بن العاص جنده، وجعل في الميمنة الضحاك، وفي الميسرة سعيد بن خالد، وعلى الساقة أبا الدرداء، وثبت هو في القلب ومعه أهل مكة؛ وأمر الناس أن يقرأوا القرآن، وجعل يحببهم في القتال، ويرغبهم في ثواب الله وجنته. وقد حملوا على الروم وبطريقهم حملة نكراء حتى تم لهم النصر وولى الروم منهزمين. فارتدوا إلى غزة. وكان ذلك في شهر شباط سنة 634م .
- وقد اتصل بعمرو بن العاص وهو في قرية (تادون) أو (دائن) من أعمال غزة أن جيش هرقل يتجمع بكثرة في غزة، وأن هذا الجيش مؤلف من عشرة صلبان تحت كل صليب عشرة آلاف فارس، الأمر الذي أدخل الفزع والحيرة في قلبه. وما هي إلا بضعة أيام حتى أتته النجدة فانضم المنجدون إلى القواد والصحابة الذين اشتركوا في المعركة الأولى، وهم:
سعيد بن خالد10 وعبدالله بن عمر بن الخطاب، وأبو الدرداء، والضحاك، وربيعة بن قيس، وعدي بن عامر، وعكرمة بن أبي جهل، وسهل بن عمرو، والحارث بن هشام، ومعاذ بن جبل، وذو الكلاع الحميري، وغيرهم.
وأخذ العرب يتقدمون نحو غزة .
- فسمع الروم بتقدمهم، وراحوا يرسمون الخطط لصدهم، وكان عليهم (بطريقيوس) وقيل (تزارق) أخو هرقل لأبيه وأمه، وقيل (روبيس)، وقيل (أرطبون)11 وقيل كان عليهم رجل منهم يقال له (القبصلار) استخلفه هرقل حين سار إلى القسطنطينية .
وقبل أن يصطدم الجيشان، أرسل بطريقيوس إلى قواد المسلمين كتاباً طلب فيه منهم أن يرسلوا له من ينوب عنهم في التفاوض لتسليم المدينة12 فتكلم عمرو وقال: “ما لهذا أحد غيري!”13 فخرج حتى دخل على العلج فكلمه. فسمع كلاماً لم يسمع قط مثله. فقال العلج: حدثني هل في أصحابك أحد مثلك؟ قال: لا تسأل عن هذا! إني هين عليهم؛ إذ بعثوا بي إليك، وعرضوني لما عرضوني له، ولا يدرون ما تصنع بي. فأمر له بجائزة وكسوة، وبعث إلى البواب: إذا مر بك فاضرب عنقه، وخذ ما معه. فخرج من عنده، فمر برجل من نصارى غسان، فعرفه. فقال: يا عمرو! قد أحسنت الدخول فأحسن الخروج! ففطن عمرو لما أراده؛ فرجع إلى الملك فقال له: ما ردك إلينا؟ قال: نظرت فيما أعطيتني، فلم أجد ذلك يسع بني عمي، فأردت أن آتيك بعشرة منهم تعطيهم هذه العطية، فيكون معروفك عند عشرة خيراً من أن يكون عند واحد. فقال: صدقت؛ عجل بهم! وبعث إلى البواب: أن خلّ سبيله. فخرج عمرو وهو يلتفت، حتى إذا أمن قال: لا عدت لمثلها أبداً! فلما صالحه عمرو ودخل عليه العلج قال له : أنت هو؟ قال: نعم! على ما كان من غدرك!
وعلى هذا النمط فشلت المفاوضة ونشب القتال14 فتقدم العرب، واحتلوا غزة سنة 13هـ، 634م. ولقد تغلب (علقمة بن مجزز) على الجنرال (فقار بن ناطوس)15 في غزة، فقتله. وكان فقار هذا أحد قادة جيش هرقل فيها .
- احتل المسلمون غزة، فدخلوها مهللين مكبرين. وكان جيش الروم قد انسحب منها بالمرة، وانسحب معه المسيحيون. إلا أن هؤلاء عادوا إليها، فدخلوا في دين الإسلام. ثم مثلوا بين يدي عمرو بن العاص طالبين16 اقتسام الكنائس مع إخوانهم الذين بقوا على دينهم. ولقد حكموه في الأمر، فحكم للذين أسلموا منهم -وقد كانوا أكثر عدداً من الآخرين- بالكنيسة الكبرى، فاتخذوها مسجداً واحتفظ المسيحيون الذين بقوا على دينهم -وقد كانوا أقلية- بالكنيسة الصغرى.
- ذكرت مجلة (المشرق) في سنتها الثانية: أن أول مدينة فتحت من قِبل العرب في فلسطين كانت غزة. ثم ذكرت سبب فتحها مستشهدة بأقوال بعض المؤرخين الغربيين والشرقيين فقالت: “وكان يسكن وقتئذ في جنوب غزة قوم من قبائل العرب المتنصرين. وكان قد أصابهم من قبل ولاة الروم عسف وجور في المعاملات؛ فالتجأوا إلى عساكر المسلمين ودعوهم إلى فلسطين، فلبوا دعوتهم وزحفوا على غزة في اليوم الرابع من شهر شباط لعام 634 م، وظفروا بجيش الروم وفتحوا المدينة. وبعد أيام قليلة أتموا فتح بقية مدن فلسطين”17.
- وقد مر عمر بن الخطاب بغزة بعد فتح القدس سنة 638 م متفقداً جيش المسلمين، كما زارها عام 639م باحثاً عن أنجع الوسائل لاتقاء خطر المجاعة التي كانت تتهددها.
وظل18 عمرو بن العاص مع جيشه بفلسطين ردحاً من الزمن للقضاء على القوة التي كانت لا تزال مع (قسطنطين بن هرقل) فسار إلى قيسارية فافتتحها وقد هرب قسطنطين مع أسرته إلى القسطنطينية. وهكذا اضمحل سلطان الروم في هذه البلاد سنة 17هـ (639م) بعد حروب طويلة لاقى المسلمون في غضونها الشدائد والأهوال، وخسروا من أجلها خمسة وعشرين ألف رجل. وعندما تم للعرب فتح فلسطين كلها قسموها إلى ولايتين :
- شمالية وعاصمتها طبرية .
ب- جنوبية وعاصمتها الرملة (وكانت بيت المقدس خاضعة لها).
وكانت لغة البلاد آنئذ :
أ- اليونانية في الأرياف.
ب- العربية في عبر الأردن وفي غزة وأنحائها الجنوبية.
ت- الآرامية في أواسط البلاد .
- وقد استوطن غزة بعد الفتح الإسلامي عدد كبير من رجال العرب والأسر العربية التي جاءت مع الفاتحين، وأصبحت مدينة عربية إسلامية، ونبغ فيها ومن رجالها عدد كبير في الأدب والشعر والتاريخ والفقه والفلسفة. ولم يمضِ على الفتح الإسلامي سوى فترة قصيرة حتى أصبحت هذه البلاد عربية بكل ما في كلمة (العروبة) من معنى. عربية بعمالها ولغتها ونقودها وكل شيء فيها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* عارف العارف: أحد أشهر مؤرخي فلسطين، وله باع في الصحافة وعمل بالسياسة، وهو مقدسي ينحدر من عائلة مقدسية، وأسر في الحرب العالمية الأولى، وله المؤلفات المشهورة في تاريخ فلسطين، وأشهرها: نكبة فلسطين، وتاريخ غزة، وتاريخ بئر السبع وقبائلها، والموجز في تاريخ عسقلان.. وغيرها، توفي 1973م.
المصدر: عارف العارف، تاريخ غزة، ط1 (القدس: دار الأيتام، 1943م)، ص112 وما بعدها.
- كان هاشم كبير قومه بني عبد مناف من قريش. وهو الذي أسس رحلة الشتاء والصيف. وكان ذا يسار فتولى رئاسة مكة، وولي السقاية والرفادة من مناصب الكعبة. وقد عقد مع الإمبراطورية الرومانية ومع أمير غسان معاهدة حسن جوار ومودة، وحصل من الإمبراطور على إذن لقريش بأن تجوب الشام فى أمن وطمأنينة. وقد تزوج أسماء بنت عمرو الخزرجية فولدت له ولداً دعته (شيبه) وهو عبد المطلب ومات بعد سنتين من ذلك وبغزة [حياة محمد للأستاذ محمد حسين هيكل] .
- يقال إنه سُمي (هاشم) لأنه كان يهشم الثريد إلى قومه في أيام القحط والجدب. وقيل سمي كذلك لأنه كان يهشم العظم أثناء تقطيع اللحم ليطعم الضيوف. وقد ورث الغزيون عنه هذا الكرم.
- يعتقد المرحوم كامل أفندي المباشر أن هذا الجامع بُني في أواخر القرن الثالث عشر للهجرة ( 1268هـ) من قِبل السلطان العثماني عبد المجيد، وكان ذلك بطلب من الحاج أحمد بن محي الدين بن عبد الحي الحسيني مفتي الأحناف بغزة، وأنهم عندما بنوه استعملوا الحجارة الباقية من أنقاض جامع الجاولي والبيمارستان وغيرهما، حتى أن الحكومة التركية أمرت بتحويل أوقاف جامع البيمارستان إلى جامع السيد هاشم لتقام فيه الشعائر الدينية في كل سنة.
وقد صدرت إرادة السلطان بأن يتولى هو (أي المفتي) صلاة الجمعة في الجامع المذكور والخطبة.
- كان عبدالله بن عبد المطلب في الرابعة والعشرين من سنه عندما تزوج آمنة بنت وهب بن عبد مناف، وقد أقام معها في بيت أهلها ثلاثة أيام على عادة العرب حين يتم الزواج في بيت العروس. فلما انتقل وإياها إلى منازل بني عبد المطلب لم يقم معها طويلاً. إذ خرج إلى الشام وتركها حاملاً. ومكث عبد الله في رحلته هذه الأشهر التي يقضيها الذاهب إلى غزة والعودة منها. ثم عرج على أخواله بالمدينة يستريح عندهم من عناء السفر ليقوم بعد ذلك في قافلة إلى مكة. لكنه مرض عند أخواله وتوفي في المدينة ودفن بها. وتقدمت بآمنة أشهر الحمل حتى وضعت النبي محمداً ﷺ (سنة ٥٧٠ م ) .
- History of the city of Gaza.
- هو عمرو بن العاص بن وائل بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن السهمى القرشي. رجل ربعة، قصير القامة، وافر الهامة، أدعج، أبلج، عليه ثياب موشاة كأن به العقبان تأتلق. عليه حلة وعمامة وجبة. كان من أشراف مكة، وكان في الجاهلية تاجراً، وكانت السلع التي يتجر بها الأدم والعطر، والطيب، والجلد، والزبيب، والتين. وبسبب تجارته هذه كان يختلف إلى مصر واليمن والحبشة والشام، ولما كانت (غزة) واسطة عقد التجارة بين تلك البلدان فقد عرفها حق المعرفة واختبر منافذها. ولذلك اختاره أبو بكر لهذه الجبهة .
- فتوح الشام، للواقدي .
- تاريخ عمرو بن العاص .
- يقصد (الغمر) وهو موقع في وادى العربة فيه ماء .
- أخو عمرو بن العاص لأمه .
- كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يصف عمرو بن العاص بأرطبون العرب. ويقول (بتلر) أن العرب يطلقون هذا الاسم خطأ وأن اسم هذا القائد الحقيقي هو (أربطيون).
- Meyer.
- ابن الكلبي. والعقد الفريد، الجزء الأول، ص64 .
- يقول البلاذرى أن هذه المعركة جرت في دائن (أوتادون) على مقربة من غزة.
- هذا ما قاله الطبرى. وأما مؤرخو الفرنجة فإنهم لا يذكرون اسماً كهذا بين قادة جيش هرقل. ويقولون إنه قد يكون (بطريقيوس) القائد الذى عهد إليه هرقل بمهمة الدفاع عن غزة.
- Meyer.
- راجع كتاب: فتوح البلدان، للبلاذري، ص109.
- تاريخ عمرو بن العاص، لحسن إبراهيم حسن.