
استشهاد الصحفي “حسن أصليح”.. الاحتلال يواصل المجازر ودماء غزة لا تتوقف
مايو 13, 2025
أكبر صندوق سياديّ في العالم ينسحب من شركة صهيـونية
مايو 14, 2025د. أحمد شتيوي
أخصائي طب الأسنان
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، تعال قارئي الكريم نتأمل ما قصد عثمان رضي الله عنه من قوله “إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن”، فنجد أن المعنى المشهور المتبادر أولاً إلى الذهن أن القوة والحزم ينفعان في دنيا البشر حين لا ينفع الوعظ والتذكير بثواب الله وعقابه، وقد كانت الآية الكريمة ﴿وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضࣲ لَّفَسَدَتِ ٱلۡأَرۡضُ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ ذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلۡعَـٰلَمِینَ﴾ [البَقَرَةِ: ٢٥١] مصدقة لهذا المعنى أو ربما استنبط سيدنا عثمان هذا المعنى منها.
والآية بها أكثر من معنى وقد أشرت لشيء من هذه المعاني في المقال الأول من هذه السلسلة، ولكن ما أريد استحضاره هنا هو معنى ربما كان الرابع أو الخامس من معاني الآية، بدر إلى ذهني عندما استمعت إلى كلمات بعض أبطال الأحداث التي مرت بنا من الطوفان إلى سوريا، تلك الكلمات الموجزة من على المنبر الشاهق المنصوب فوق منصة الأحداث، الأحداث التي دفعتني إلى كتابة هذه السلسلة..
إن قول عثمان رضي الله عنه ظاهر المعنى وهو المعنى المتبادر أولاً إلى الذهن، لكن بعد سماعي القادة المنتصرين بدر إلى ذهني أنه ربما يكون الوزع أو الدفع هو حضور هالة الحق متلبسة ببعض البشر، فعلى غير العادة، وبدلاً من أن يكون كل الفاعلين المؤثرين من صنف أهل الباطل، وأن يكونوا مؤلفي المشهد وممثليه ومخرجيه.. إذ برجل قوي متلبس بهالة الحق ينبري ليزاحمهم ويدافعهم، فأخذ يشد الأحداث تجاهه.. فأربك مشهدهم كله، وبدأوا يتساءلون: مَن هذا وكيف صعد!
إنه البطل، هذا الذي أجرى المعادلة بخطواتها فاستخرج الناتج فاستطاع الصعود على المسرح.. إنه النموذج العملي الناجح، نموذج التطبيق، نموذج بطل الواقع الذي تتبع آيات الله وعملها في ظروفنا الصعبة.. فنجح فبدأ يستعيد لنا من سيرتنا الأولى، وطفق يحيي لنا أرواحاً باهرة من هذا الماضي العتيد ويحضرها إلى الواقع لنراها أو لترانا فتتلبس بعضنا فتحولهم أبطالاً.. ليرسموا لنا الصورة المثلى، تلك الصورة التي ثقلت حتى في الأذهان وفرت من الوجدان عندما مُسحت هنا ولطخت هناك.
إن صورة المسلم المنتصر في الدنيا وسط البلاءات والتعقيدات والمعادلات الصعبة، صورة غابت عنا قروناً من الزمان، زمان طويل تلازم فيه البلاء والفناء -الدنيويَّين- مع كل محاولة لاستخراج الأمة مما هي فيه حتى استقر في كثير من العقول أن النصر شيء بعيد المنال لا يصلح له في زماننا أحد، وهو محال بعيد إلا على من تُنبئ له به! كحال هؤلاء الذين ينتظرون المهدي ولا يرون أملاً دونه ولا خلاص إلا على يديه، وكأن الدين الذي صنع الأبطال قديماً عجز الآن عن صناعتهم!
لا أريد أن أخرج عن واقعنا مدعياً أن الفرج على بعد خطوات، ولكن دون أن ترى الأمة شيئاً من تلك اللمعات البطولية لن نفهم تلك المعادلة، المعادلة الغائبة التي هي معادلة الإنجاز، معادلة الأثر.. وما أعنيه بتلك اللمعات البطولية لمعات الانتصار والحضور.. لا لمعات الثبات والتضحية! لمعات النصر المغرية للآخرين، اللمعات التي تقول لمن ليس في قلبه القدر الكافي من العلم بقوانين الله وسننه: انتبه أيها المسلم هناك قوانين ناجعة فاعلة في دستورك غائبة عنك!
تلك اللمعات البطولية التي تكسو المنتصر فيدفع الله به شراً ويجلب به خيراً لمجرد حضور هيبته بإنجازه ﴿فَإِمَّا تَثۡقَفَنَّهُمۡ فِی ٱلۡحَرۡبِ فَشَرِّدۡ بِهِم مَّنۡ خَلۡفَهُمۡ لَعَلَّهُمۡ یَذَّكَّرُونَ﴾ [الأَنفَال: ٥٧] يرون ويسمعون.. لعلهم يذكرون..
إن هؤلاء الأبطال يُدفع بمجرد وجودهم شر ويُستحضر به خير بمجرد الوجود! فضلاً عما سيفعلونه بأيديهم من خير في زمانهم، فهم روح تسري فتكبر كبراً بحجم كل الأنفس التي تصل إليها فتلهمها!
إن منهجي في هذه السلسلة عند وصفي لصفات هؤلاء الأبطال ليس صفاتهم الإيمانية؛ كالإخلاص والتعلق بالله وغيرها، فهذه من الشروط المعلومة بالضرورة في كل الساعين إلى خلاص هذه الأمة حسبةً لله، وهو الأصل، أما ما أريده أن نروح من أصل الشجرة إلى ثمارها، الثمار الملونة.. الجميلة الجذابة.. التي تُخضع بجمالها كل عين وتزين الشجرة لتكون علامة وشامة وهداية لحيارى كثر لن يهديهم إلا اكتمال الثمرة! ولذلك قال تعالى: ﴿إِذَا جَاۤءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ * وَرَأَیۡتَ ٱلنَّاسَ یَدۡخُلُونَ فِی دِینِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجࣰا﴾ [النَّصۡر: ١-٢].
وهذه المعاني -قارئي الكريم- بدأتها في المقال السابق في العدد الثالث والثلاثين، وذكرت فيه ثلاثية الأبطال وكانت الثلاثية هي ثلاث صفات ملازمة للأبطال الذين يحملون عظائم أمور هذه الأمة في زماننا، وكانت الثلاثية هي: عقيدة التأثير، والحساسية العالية، وفكر الليل والنهار. وقد استحوذت الأولى “عقيدة التأثير” على المقال الأول وكانت أن الأبطال يرون النصر قادماً على أيديهم ويعتقدون ذلك عقيدةً، متكئين على اليقين بوعد الله (الركن الشديد)، ومؤمنين برزق الله (في ذواتهم)، أي يحولون الطاقة والملكات التي وهبها لهم إنجازات على أرض الواقع، وكانت خلاصة المقال مصداق الآية الكريمة: ﴿وَجَعَلۡنَا مِنۡهُمۡ أَىِٕمَّةࣰ یَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا لَمَّا صَبَرُوا۟ وَكَانُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَا یُوقِنُونَ﴾ [السَّجۡدَةِ: ٢٤].
والآن آتي إلى الصفة الثانية، وهي الحساسية العالية، وأقصد فيها الإحساس العميق المسيطر، الإحساس دائم الغليان سريع الفوران الذي يشبه الجرح الملتهب. ولكن قبل أن نتلمس جوانب تلك الصفة دعني أتأمل معك في آلام سوريا كمثال، في حياة الناس التي سُحقت، ومقدار السنين والأعمار التي ضاعت كل هذه العقود، والصبر الطويل المقهور المكبوت الذي ذاقوه تحت تلك الطغمة، ثم تأمل معي أنه وفجأة يأتي الفرج فيعود المقهورون لحياتهم ويُلم شملهم ويأخذون فرصة من الزمن لتتوقف جراحهم عن التورم.. ويعرف العالم ما حل بهم..
فيقف الإنسان أمام سؤال كبير: كم هو عمر الإنسان حتى يعيش المرء ربعه أو ثلثه في جحيم مثل هذا كل هذه السنين؟ أو كيف يولد أطفال في قبور مثل هذه وكيف ستكون نفوسهم وأحاسيسهم ورؤيتهم للحياة.. النعمة العليا التي وهِبوها؟
كلما يتعمق إنسان له قلب في هذا التفكير تزداد حسرته.. ثم غضبه.. ثم نقمته على أولئك الشياطين، كارهاً هذا العبث عازماً على نسفه، وهذا المعنى وهذا الإحساس إن لازم ودام فهو أول معاني الحساسية العالية.. الانزعاج الشديد من الظلم، التألم الدائم للمتألمين، والعيش داخل آلامهم، فهو مدفوع من نفسه مجبور على تصور الآلام كأنه فيها، وهذه هي التي تشعل الأبطال ليروموا الفداء، وهي التي تحفظ جذوة إقدامهم ما طالت بهم الحياة أو ما دام الظلم قائماً، فكأنهم كتلة من المشاعر المتقدة كالمشاعل.. وهذا هو الدافع الحقيقي!
على عكس ما يُتصور أن الإنسان شديد العاطفة هو شخص يسير الشأن قليل الوزن! وتأمل معي كلام الله سبحانه: ﴿لَّا خَیۡرَ فِی كَثِیرࣲ مِّن نَّجۡوَىٰهُمۡ إِلَّا مَنۡ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوۡ مَعۡرُوفٍ أَوۡ إِصۡلَـٰحٍ بَیۡنَ ٱلنَّاسِۚ وَمَن یَفۡعَلۡ ذَ ٰلِكَ ٱبۡتِغَاۤءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوۡفَ نُؤۡتِیهِ أَجۡرًا عَظِیمࣰا﴾ [النِّسَاء: ١١٤]. وقوله تعالى: ﴿مِنۡ أَجۡلِ ذَ ٰلِكَ كَتَبۡنَا عَلَىٰ بَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ أَنَّهُۥ مَن قَتَلَ نَفۡسَۢا بِغَیۡرِ نَفۡسٍ أَوۡ فَسَادࣲ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِیعࣰا وَمَنۡ أَحۡیَاهَا فَكَأَنَّمَاۤ أَحۡیَا ٱلنَّاسَ جَمِیعࣰاۚ﴾ [المَائـِدَة: ٣٢]. فإن كانت قيمة حياة الناس عند الله بهذه الدرجة فإن هذه الحساسية العالية للظلم والفجور قرب من الله تعالى!
وتأمل قول الإمام أحمد: “إذا غُلبتُ على الحق، وإذا لم أستطع أن أُنكِر المنكر وأُقِرّ المعروف، رجعت إلى بيتي، فبُلت دمًا”. تأمل ما مقدار الألم الذي أهاجته نفسه فيه فعمل في أحشائه أو كبده حتى يصل لهذا الحال! وهذا السلطان عبد الحميد يقول: “إن عمل المبضع في جسدي أهون عليَّ من أن أتنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين!” وانظر إلى كلماته التي اختارها لتعبر عما في نفسه! وهذا المعنى أيضاً هو الذي دفع عمر رضي الله عنه إلى قولته الشهيرة: “لو تعثرت دابة في العراق، لخشيت أن يسألني الله عنها: لمَ لمْ تمهد لها الطريق يا عمر؟” فلولا أن له حساسية عالية ما قال كلمة مثل هذه ولما تخيل شاة ولا طريقاً! ولما اتسع عدله ليصل ما وصل، فلا وصل واصل لما وصل إلا بجذوة من حس متصل! وعزائمَ الأحرارِ لا تغدرُ.
على قدرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائمُ ** وتأتي على قدرِ الكِرامِ المكارمُ!
وتَعظُمُ في عينِ الصغيرِ صغارُها ** وتصغُرُ في عينِ العظيمِ العظائمُ!
وما البطل إلا مسعر حرب! مهيج للعبرات والخلجات! جامع للأبطال حوله موثق إياهم بوثاق الغاية، كلما ارتخى فتيل من هذا الوثاق شده بما في صدره من هم وعزم
وَاجمَع رِفاقَكَ وَانْفُخْ في عَزائِمِهِمْ ** مِمَّا بِصَدْرِكَ مِنْ عَزْمٍ وَإِيقَانِ
إن الأبطال ينظرون للأمور بما وراءها، ما الذي تعنيه ولأي مآل ستؤول، لذا فهم أسرع مبادرة وأقل خمولاً، وهذا هو المعنى الثاني في الحساسية: رؤية مآلات الأمور في أولها.
وهذه صفة عظيمة، وهذه قد أبصرناها في أبطالنا المعاصرين، في خطاباتهم وفي حذرهم وتدبيرهم وهذه هي التي تحفظ ما يُحفظ! وهي التي تمنع انفراط العقد وتدهور الأحوال، وهي صفة مشروطة بالطبيعة لكل من ملك أمور غيره من البشر أو عمل على تغيير حالهم. وهذه الصفة التي نحمدها في أبطالنا نجدها متحققة في أعدائنا، وتأمل معي في الطواغيت، هل يأمن أحدهم أن يترك من يعارضه معارضة حقة ولو بكلمة؟ أليسوا أسرع الناس إلى تدارك هذه الأمور؟ ألا يستحلون فيها الدماء وما دونها؟ ألا تراهم يتتبعون من يعارضهم ولو كان في أقصى الدنيا ما وجدوا لهذا سبيلاً؟ أتدري لم؟ لأنهم يفهمون هذا المعنى جيداً فيُنزلون الأمر منزلته. ولكنه إنزال المفسد الفاجر الحريص على حظ نفسه لا دينه، وانظر إليهم وتأمل صنيعهم، أليسوا يبذرون بين أتباعهم وهماً وضلالاً يخدرونهم به حتى يلجموهم معهم في غيهم وضلالهم، فيأمرونهم بالظلم والقتل فلا يترددون، أليسوا يرفعون شعارات الوطن وحفظه وينعتون المصلحين بالخيانة والعمالة، ويؤصلون لأنفسهم منهجاً وشيئاً مثل العقيدة حتى يكون لدى اتباعهم شيء من الحصانة ضد الحق مع القدر اللازم لتزيين سوء العمل؟!
إن تدبر المآلات هذا لما تراخى فيه أسلافنا انفرط العقد، ووصلت الأمة لما وصلت إليه، وهذا المعنى جليّ في أعظم قضية يناقشها الدين: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ﴾ [النور: 21]، والآية الكريمة: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا۟ فِى ٱلْأَرْضِ فَيَنظُرُوا۟ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ﴾ [يوسف: 109]. وقد كان جلياً في سيرة النبي ﷺ في سراياه التي كان يبعثها فتتدارك الخطر قبل حدوثه أو تمهد للفتوح، وكذلك مثلاً في نهج عمر رضي الله عنه مع رؤوس فتنة عثمان رضي الله عنه في عصره حين ردّهم إلى مُدنهم وألزمهم إياها، وكمثل القائل: “ثكلتني أمي إن مكنت عدوي من ظهري”؛ فالبطل لن يعطي لخصمه فرصة ليسبقه أو يلتف عليه! وهذه الصفة تجعل البطل حذراً متيقظاً كحارس الحمى لا ينتظر حتى تُنتهك حدودها بل يتلقف عدوه قبل أن يصل إلى حماه، حتى لا يُمس حماه، فهو يرى سور الحمى عورة وتركه ليُمس خوراً!
إن هذه الحساسية هي التي تحفظ كل غالٍ وعزيز، وهي أيضاً التي تبرز للبطل الدروس والعبر وتدارك الخطر، فهو يقظ حذر.. وهي ما يرشد بوصلته فتراه مبادراً، يعرف متى يتحرك فيحذر سوء المآل على من ورآه قبل أن يحذره على نفسه!
ولن تكون البطولة التي نعنيها بغير هاتين الصفتين: الحس العالي المتصل واليقظة؛ فإن الحساسية العالية أصل لا غنى عنه، فكما لا يوجد عملٌ بلا دافع فلا توجد صنائع عظيمة بلا عزائم عظيمة، وهل تأتي العزيمة إلا من الحس بعظم الخطر أو بعلو الجائزة؟! إنها الروح العظيمة الوثابة التي تهب صاحبها طاقة عالية متصلة فلا يلين حتى يصل إلى مراده.. وعزائمَ الأحرارِ لا تغدرُ! إنها الروح العالية التي إن رأت عزيمة طارت إليها فاتخذتها عُشاً، تطرب في المكوث فيه، وتستوحش كلما بعُدت عنه، هذه الروح التي تشرق بالمعالي فنرى منها خيراً عظيما لأمتها، وكم من خير مأمول مرجو منتظر!
فأطلق لروحك إشراقها ** ترى الفجر يرمقنا من بعيد
وهو قول صاحب الحس العالي الذي سكن عش العزيمة حتى قضى شهيداً
أخي إنني اليومَ صلبُ المراس ** أدكُّ صخورَ الجبالِ الرواسي
غداً سأشيحُ بفأسِ الخلاص ** رؤوسَ الأفاعي إلى أن تبيد
أخي فامضِ لا تلتفتْ للوراء ** طريقُك قد خضبتهُ الدماء
ولا تلتفتْ هاهنا أو هناك ** ولا تتطلع لغيرِ السماء
فلسنا بطيرٍ مهيضِ الجناح ** ولن نُستذلّ ولن نُستباح
وإني لأسمعُ صوتَ الدماء ** قوياً ينادي الكفاحَ الكفاح
سأثأرُ لكن لربٍّ ودين ** وأمضي على سُنتي في يقين
فإما إلى النصر فوق الأنام ** وإما إلى الله في الخالدين
وصدق الله سبحانه ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ ۗ وَٱللَّهُ رَءُوفٌۭ بِٱلْعِبَادِ﴾ [البقرة: 207] .
وختاماً..
فإننا معشر المسلمين في هذا الزمان العجيب وبحكم تقنياته مجموعون في جعبة واحدة، إذا عطس مسلم في المشرق سمعه مَن في المغرب، لذا فثبات طفل في غزة إحياء لعزائم أبطال في الأمة، وجلَد مجاهد في نفق حَفْرٌ لأنفاق تحت عروش الظلم لدكها، فيالأجر مَن رفعهم الله على منصة الأحداث فوعوا مكانهم الذي شرّفهم الله به. وحسوا خطره فجلدوا فأحيا الله بآلامهم أمة مصروعة!