المعتقلون يا وزارة الداخلية!

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله، محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحابته ومَن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد..

أيها الإخوة، قضية من أهم القضايا: هي قضايا المعتقلين، أو ملف المعتقلين.

هذا مما يؤرِق حقيقةً كل فرد من أفراد هذا المجتمع السعودي المسلم، ذلك أنه لا يكاد يخلو بيت من البيوت إلا وله مساس بأولئك المعتقلين من قريب أو بعيد، إما ابن أو أخ أو زوج أو جار أو صديق.

وهذه مما يجعل المجتمع كله ينظر لهذه القضية بقضها وقضيضها، وينتظر ويأمل في قضية الحل السريع.

قد مضى على هذا الأمر سنوات، لا سيما وكثير من المعتقلين بقوا في السجن سنين طويلة ولم يحاكَموا.

فنحن نطالب، والكل يطالب، بالقضاء وبالحكم الشرعي، وكلٌّ يأخذ جزاءه.

ولكن أن يبقى سبع سنين، خمس سنين، تسع سنين، أكثر أو أقل، ولم يُساءَل ولا سؤالًا وحدًا في هذا الأمر من دون محاكمة؟

الأصل في المسلم أنه بريء حتى تثبت إدانته، والأصل في المسلم البراءة.

قضية الاتهام الذي يُتهم به لا بد أن يُحاسَب عليه، ومن الشيء المؤلم أن ممن بدأت إحالتهم للقضاء –أخيرًا، وهذا حسن جدًا- الذين يبرئهم القضاء ويأمر بإخراجهم، لكن لا يزالون أشهرًا أو أيامًا ولم يُفرَج عنهم!

والقاضي يقول: لست مسئولًا عن هذا، أنا حكمت لكن الجهات الأخرى هي المسئولة عن هذا الأمر.

إذن من الجهة المسئولة؟

نحن نعيش في بلد واحد وفي دولة واحدة، وتحت حكم واحد، وتحت ولاية واحدة، ينبغي أن يكون الحكم إذا صدر سريع التنفيذ، هذا مما يزيد في لُحمة البلد، شعباً مع الحكومة مع ولاة الأمر، لكن إذا صار هناك تشعبات، وصار هذا التخلخل، وهذا التباطؤ.. لاشك أن هذا مما يجعل في النفوس نُفرة، ويزيد في الفرقة، وربما يأتي مستغل من المستغلين يومًا ما، ومن ثم تنفجر هذه الصدور المليئة بالزَّجَر على هذه القضية، وهذه لا شك أنها تعالَج، لكن معالجة هذا الملف أرى أنها بطيئة جدًا جدًا جدًا.

يجب على القضاء إغلاق هذا الملف وإنهاؤه في أسرع وقت ممكن، وإلا فهو قنبلة موقوتة قد تؤدي -لا قدر الله- إلى الانفجار بين لحظة وأخرى.

وإلى لقاء آخر، والسلام عليكم.

ـــــــــــــــــ

* الشيخ الدكتور سعود الفنيسان، هو عميد كلية الشريعة في جامعة الإمام، يبلغ من العمر 83 عاماً، اعتقلته السلطات السعودية ظلماً في مارس 2020، وحُكم عليه بالسجن 7 سنوات. مصدر الكلمة: موقع إلكتروني: يوتيوب، المعتقلون يا وزارة الداخلية، بتاريخ: 20-5-2013م.