استخلاص القلب لله وحده بكامل الانقياد والتسليم بعيدا عن العصبية والقومية هو اختصاص رباني للأمة يحفظها من ضلالات الانحراف و متاهات الذوبان..
لقد كان تحويل القبلة أمرا جليلا لترسيخ مبدأ أمة الجسد الواحد تحت كلمة التوحيد وراية القرآن وقبلة البيت الحرام، مع مراعاة اتساق الباطن مع الظاهر في تكاملية وشمولية تصوغ هوية الأمة الإسلامية انفراد وتميزا.
إن أمر تحويل القبلة كان هزة تربوية وزلزلة إيمانية عظمى ابتُلي فيها المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا، فلم يصمد إلا أصحاب الإيمان الضارب بجذوره في أعماق القلب رسوخا، وانقلب أهل الكفر والنفاق والهوى على أعقابهم خسروا الدنيا والآخرة .
إن في ذلك الحدث الفاصل من الدلالات العظيمة والمقاصد الشريفة ما يوجهنا لكثير من التكليفات، على رأسها فرضية الجهاد على الأمة لحماية مقدسات هذا الدين عامة، والزود عن المسجد الأقصى وتحريره خاصة.
رقم العضوية