
الاحتلال يواصل حصاره واعتقالاته في طولكرم والقدس
سبتمبر 12, 2025
لماذا يغلي الشباب المسلم؟
سبتمبر 13, 2025فرج كُندي – سفير الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ في ليبيا
2- الديانة البوذية
- النشأة
يرجع العهد بالبوذية إلى القرن السادس قبل الميلاد، إن البوذية حركة فاشلة لا تكفل حاجات البشر لأنها تعيش في الخيالات والأوهام، ولا تواجه مشاكل الحياة وصعابها، وهي أقرب إلى الفلسفة في الحياة منها إلى الدين، وتقوم على التجرد والزهد تخلصاً من الشهوات والآلام”.
وقد نشأت أصلاً في الهند، إبان عصر كان طابعه الغليان الديني. فقد ظهرت مجموعة من العُباد النُّسّاك يبشرون بتحرير الروح من الجهل؛ حيث كان الفكر الديني في الهند في ذلك الوقت يقع تحت تأثير أعباء عبادة قوى الطبيعة واستخدام الهندوسية نظام الطبقات، وغيرها من الطقوس التي تُخضع الإنسان وتجعله يرسف تحت نير الجهل والظلم والتمييز الطبقي؛ فجاءت البوذية كرد فعل على هذه القيم التي سادت المجتمع الهندي قروناً طويلة؛ “قامت الديانة البوذية كردّ فعل على البرهمية وسلطة الكهنة التي أرهقت الناس. وهي في الواقع مجموعة من الأديان والفلسفات؛ فإن البوذا لم يخلّف كتاباً مقدساً، ولم يدوّن تعاليمه، ولم تسجل آراؤه إلا بعد وفاته بأربعمائة عاماً”.
- الملامح العامة للديانة البوذية
أهم ما تميزت به دعوة بوذا أن حرّم تقديم القرابين لاسترضاء الآلهة، وقطع الطريق أمام استغلال الكهنة لهذه القرابين لأغراضهم الخاصة؛ كما شجبت البوذية الفوارق الطبقية بين الأفراد والجماعات، وهذا ما قامت عليه البرهمية ونبذته البوذية؛ بل ساوت البوذية بين الرجل والمرأة في تنظيماتها وتطبيقاتها الدينية، كما أوصى بوذا أتباعه بالحلم والصبر والتواضع.
ورغم انتمائه إلى أسرة أرستقراطية نافذة الا أنه تحلى بمبدأ المساواة والتفكير الحر، “وقد نشأت البوذية كعقيدة أخلاقية لكنها تطورت إلى عقيدة دينية ألهبت بوذا، ولم يعد السعي لخلاص النفس غاية البوذي الصالح، وإنما أصبح الاقتداء بالبوذا يدفعه لبذل أقصى الجهود لخلاص نفوس رفاقه، حتى وإن أعاق ذلك خلاصه هو نفسه”.
واستمر بوذا ينشر تعاليمه ووصاياه ويدعو لها، إلى أن فارق الدنيا وأحرقت جثته عن عمر ناهز الثمانين سنة.
- خصائص الديانة أو الفكر البوذي
رغم التباين ما بين البوذية والبرهمية إلا أنها ورثت عنها بعض التعاليم والمشاعر الدينية، التي تلتقي مع بعض الديانات الهندية.
منها المكابدة التي تتجلى في طغيان الألم حتى تصبح الحياة معاناة ومكابدة، وهو سائد في الحياة الفكرية والدينية الهندية، وهذا ما دفع بوذا إلى تعظيم التضحية ودعوته للتقشف والزهد والفرار من زينة الحياة الدنيا، لدرجة المغالاة وكذلك التقمص.
- فكرة الإله في الديانة البوذية
إن الفوضى الدينية المتمثلة في كثرة الآلهة عند الهنود، جعلت بوذا يتبني موقفاً من هذه الحالة الدينية المنغمسة في الغيبيات؛ فعمل على إزاحة هذه الحالة غير المقبولة خشية بطش الآلهة؛ فحصر بوذا تعليمه فيما عرف “بالكارما” أي: الفعل الإرادي الذي هو أساس كل شيء في الوجود.
ونبذ الروحانية القائلة بوجود خالق، كما رفض القول بنشأة العالم عن طريق قوة مستقلة كامنة في الأشياء، “وإذا كانت البوذية تنكر فكرة الإله، لكن انبعثت داخلها -وفي غضون حياة بوذا نفسه- عقيدة دينية اتجهت نحو تأليهه على الرغم من معارضته؛ فقد خاطبه أحد مريديه بقوله: إنني أعتقد أيها السيد اعتقاداً لا يرقى إليه الشك أنه لن يظهر أحد أعظم منك ولا أحكم ولو كان براهما نفسه، فأجابه بوذا: ما أجرأ الكلمات التي تفوهت بها؛ فما بالك بالرجال المستنيرين (البوذات) الذين ظهروا قبلي وسيفدون بعدي؟ فأجابه المريد: لا أيها السيد؛ فإنك تعلم ما أخفي وما أعلن وتزن حكمتي وتقدر سلوكي.. إن كل من ظهروا قبلك ومن سيظهر بعدك من المستنيرين لن يبلغوا شأوك من الحكمة والإعجاز”.
وهكذا تحولت البوذية من منحى فكري أخلاقي إلى عقيدة دينية من عقائد وأديان الهند الكبرى، لها خصائصها ومعتقداتها وطرقها التي حولت بوذا إلى إله!
- الفرق البوذية
انقسم البوذيون إلى ثماني عشرة فرقة، أشهرها فرقتان هما:
أ- “هنايان”: وتعني العربة الصغيرة، وانتشرت هذه الفرقة في جنوب الهند وجزيرة سيلان، ولها ثلاثة كتب كُتبت بعد بوذا بنحو أربعة قرون، وهي تنكر وجود الله تعالى وكذلك الروح والإلهام، تؤمن بأن بوذا إنسان من أب وأم ومات، ولكنه تميز بصفات أوصلته إلى القداسة واستحق لقب ” آجاريا منش”.
ب- “ماهايان”: وتعني العربة الكبيرة، وانتشرت في مناطق شمال الهند والتبت ومنغوليا والصين واليابان، وتؤمن هذه الفرقة بأن بوذا ليس له جسم؛ بل إنه نور مجسم، وظل ظهر في الدنيا، وهو الإله الأكبر، وهو الإله الأزلي، واتخذت هذه الفرقة من الرهبان آلهة أيضاً!
- طريقة العبادة في الديانة البوذية
تتجسد العبادة في الديانة البوذية في الثناء على بوذا والإكثار من حمده المبالغة في ذكر محاسنه وكماله وجماله، كذلك التلذذ بذكره في صورة عليا من مراتب العبادة مع التلذذ أيضا بنوره في خلواتهم أو في المجتمع.
3- الديانة الجينية
- نشأة الديانة الجينية
تُعدّ الديانة الجينية ضمن الديانات الهندية المهمة، بالرغم من قلة عدد معتنقيها مقارنة بالديانات البرهمية والبوذية؛ لما لها من تأثير كبير في الديانات الأخرى في الهند.
يدعي معتنقو الجينية أن ديانتهم قديمة كقِدم العالم، وأن “مها بير سوامي” (486-540 ق م) المعاصر لبوذا هو من جدّد أصولها ونشر عقيدتها.
يقول لا لا ديوان جند في كتابه )هل الجينية أزلية؟): “إن هذه الدنيا قديمة أزلية لا بداية لها ولا نهاية؛ فكذلك الجينية”.
ويعتقد الجينيون أن هناك ثلاثاً وعشرين من الرسل “تير شنكر”، يعتقد الجينيون أنهم آلهة تقدموا على “مها بير سوامي”.
- انقسام الجينية
انقسمت الديانة الجينية إلى فرقتين رئيسيتين:
- الفرقة الأولى: الدجامبرية
وتعني أن لباسهم السماء، أي أنهم يفضلون أن يكونوا عراة.
- الفرقة الثانية: الشوتامبرية
وتعني الذين يختارون اللباس الأبيض، وانقسمت هاتان الفرقتان إلى قسمين أيضاً: قسم يعبد الأصنام والقسم الثاني يحرمها.
الاختلاف بين الفرقة الدجامبرية والشوتامبرية في نحو أربع وثمانين مسألة، أكثرها في الفروع والجزئيات، ولكن منها ثلاث اختلافات رئيسة:
أولها: العلاقات الدنيوية: عند الدجامبرية أن النجاة والمعرفة الكاملة تكون بقطع العلاقات الدنيوية تماماً، مع اجتناب اللباس وستر العورة. في حين نجد الشوتامبرية يضعون على وجوههم الثياب أثناء حديثهم، وهذا خلاف ما عليه الدجامبرية الذين يجتنبون الثياب كلياً.
الاختلاف الثاني: حول حصول المرأة على النجاة. فالفرقة الشوتامبرية ترى أنه تحصل لها النجاة في قالبها النسوي، في حين ترى الدجامبرية أنه لا تحصل لها النجاة لأن في إبطها جرثومة تموت بحركتها، وكذلك أنها تنجس كل شهر بحيض، فيلزم عليها ولادتها بقالب الرجل في الحياة الثانية.
الاختلاف الثالث: ما يعرف بالعارف الكامل، وهو أن الفرقة الدجامبرية ترى أن العارف الكامل لا يعتريه جوع ولا عطش ولا مرض طوال حياته، وهذا يخالف ما تراه وتعتقده الفرقة الشوتامبرية.
هذه الفروق الأساسية بين فرقتي الجينية وباقي الخلافات تكون في الفروع والجزئيات فقط، وهي كثيرة كما ذكرنا سابقاً أنها بلغت أربع وثمانون مسألة جزئية.
3 عقائد الجينية وطبقاتهم
لا يؤمن الجينيون بوجود خالق للدنيا، وأنها ثمرة الروح والمادة، وعلاقة الروح والمادة نتيجة “الكارما”، التي تعيد الروح إلى الدنيا مرات متتالية، تتخلص الروح بالإيمان الصحيح والعلم الصحيح وهو يعرف “بالمكتي” أي النجاة. والروح الناجية هي “برماتما” وهي تعود بعد النجاة إلى الدنيا ويجب على الإنسان أن يجتهد في تخليص روحه من العودة، والدنيا مركز الأرواح ويجب على الراهب الجيني أن يختار حياة “برما جاريا”، وتعني البُعد عن المرأة وعن التطيب والتزين، كما يجب السيطرة على الحوس الخمسة؛ لأنها هي التي تجعل الإنسان يعيش حياة الشهوة والرغبة في الدنيا وبالتالي لا يحصل له “النرفانا”.
وتنقسم طبقات رجال الجينيين إلى خمس طبقات:
الأولى: طبقة “أرهت”
وهي الأرواح الكاملة الناجية، وصلت عندها المعرفة إلى درجة المعبود قبل موتها والعياذ بالله.
والطبقة الثانية: طبقة “سدها”
وهي الروح التي نجت من تكرار العودة للحياة، ووصلت مقام النجاة بعد موتها.
والطبقة الثالثة: “آجار”
وهو رئيس الكهنة
والرابعة: “آباديا”
وتعني الراهب المرشد الذي يتجول في البلاد وهو تابع لـ”آجاريا”.
والطبقة الخامسة: “سادو”
وهو الراهب والناسك العادي الذي دخل سلم الحياة الجينية.