
بيان الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ، بشأن العدوان الصهيوني على دولة قطر
سبتمبر 9, 2025
ركام أزال غشاوة قلبي
سبتمبر 9, 2025لورين دوتشي
دولة بنين
أنا: لورين دوتشي، من مدينة باراكوا في شمال شرق بنين.
كنتُ أعزف على آلة الأرغن في كنيسة الحي منذ أن كنت في الخامسة عشرة. كنت فخورة بذلك، الجميع كان يناديني بلقب “مغنية الكنيسة الصغيرة”، وصوتي كان يلامس القلوب، كما يقولون!
عائلتي كانت بروتستانتية متدينة، وكان والدي يحرص على اصطحابي كل أحد إلى جلسات الوعظ، حيث يُقال لنا إننا أبناء الله، وإننا نغفر بالخلاص، وإن المحبة وحدها تكفي!
لكني لم أكن أطمئن لهذا أبداً!
كنت أستيقظ أحيانًا بعد منتصف الليل، وأتساءل:
إذا كنا أبناء الله، فلماذا نعاني هكذا؟ ولماذا نولد على أديان مختلفة؟ ومن هو الله أصلًا؟ وكيف نعرفه حقًّا؟
كنت أبحث عن إجابات لا أجدها في عظات القسّ، ولا في كلمات الأغاني، ولا حتى في صلوات أمي.. أخفيت شكوكي عن الجميع، لكن داخلي كان يمتلئ بالأسئلة.
في يوم من الأيام، كنت أتابع على الإنترنت بثًّا مباشراً على صفحة مهتمة بالمناظرات بين الأديان.. أثار فضولي مقطع مترجم لداعية مسلم يتحدث عن الله بأنه “واحد، لا يشبه أحدًا، لم يُولد ولم يلد”.
أدهشني هذا الكلام، لم أسمعه من قبل بهذه الصيغة.
في تلك اللحظة، قادني الفضول إلى البحث أكثر عن الإسلام.. قدراً وجدت إعلاناً لمشروع اسمه “بصيرة” للدعوة إلى الإسلام. كان مكتوبًا في صفحتهم:
“إن كنت تبحث عن الحقيقة.. فنحن هنا لنستمع لك، ونحاورك ونجيبك ونمد لك يد العون”.
ترددت قليلاً، ثم قلت لنفسي: “لن أخسر شيئًا إن سألت”.
بدأت المحادثة مع أحد الدعاة من المشروع.. وكتبت:
“أنا لا أكره ديني.. لكن قلبي لا يشعر باليقين. هل حقًّا أنتم تؤمنون بإله واحد فقط؟ دون وسيط؟”
وهنا بدأ الحوار بيننا.
الداعية لم يسألني عن اسمي، ولا عن ديني، فقط سألني:
“هل تؤمنين أن الكون له خالق؟”
قلت: “نعم، لكن لا أعرف من هو هذا الخالق حقًّا”.
قال: “نحن المسلمون نؤمن أن الله واحد، لا يشبه خلقه، ولا يحتاج إلى أحد، وأنه أرسل رسلاً، خاتمهم محمد ﷺ، ليبلغوا رسالته للناس”.
ثم أرسل لي ترجمة سورة الإخلاص.. قرأتها مرارًا، ثم بكيت..كلمات بسيطة، لكنها كأنها مفتاح كان ينتظر قفل قلبي.
ثم أرسل لي مقطع فيديو قصير عن التوحيد، ثم سألته سؤالًا كنت أخاف حتى التفكير فيه:
“لماذا لا يؤمن المسلمون بأن عيسى ابن الله؟”
فأجابني بأدب جم:
“لأن الله لا يلد، وليس بحاجة إلى ولد. ولأن عيسى عليه السلام نبي كريم، أرسله الله بمعجزات، كما أرسل غيره من الأنبياء، لكنه بشرٌ مخلوق، وليس إلهاً”.
وفي نهاية الحوار، قال لي الداعية:
“يا لورين.. الله لا يُريد منكِ أن تحفظي القرآن الآن، ولا أن تفهمي كل شيء، فقط يريد منكِ خطوة صادقة نحوه.. والباقي عليه”.
في تلك اللحظة.. شعرت أنني وجدت ما كنت أفتقده طوال حياتي: وهو “اليقين”.
قلت له: “وهل يمكنني أن أصبح مسلمة الآن؟”
قال لي بحماسة هادئة: “نعم، الآن.. في هذه الليلة، وفي هذه اللحظة، قولي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله، وأن عيسى عبد الله ورسوله”.
نطقتها وأنا أرتجف.. لا من خوف، بل من رهبة القرار وسعادة في القلب.
شعرت أنني أخرج من سجن فكري، وأدخل في نورٍ جديد.
انتهى الحوار، لكن قلبي بدأ من هناك.
مسحت أغاني الكنيسة من هاتفي، وبدأت أستمع للقرآن.
كنت لا أفهم اللغة العربية، لكن فقط سماعه كان يكفيني، كأن كل خلية في جسدي تفهمه.
في الأيام التالية، عرفت كيف أتوضأ، كيف أُصلي، كيف أقول “الحمد لله” بدلًا من كل أنيني القديم.
بدأت أرتب يومي حول مواقيت الصلاة، وأقرأ من كتاب “سيرة النبي” الذي أرسله لي نفس الداعية. لم أكن أعلم شيئًا عن محمد ﷺ من قبل، لكن سيرته كانت نقية، إنسانية، عميقة.. جعلتني أوقن أن من أدبه وعلمه هو الله.
كنتُ وحدي في إسلامي.. لكني لم أكن أبدًا أشعر بالوحدة..كل مرة أقرأ فيها: ﴿اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾، أشعر أنها دعوة من قلبي، نطقها لساني أخيرًا.
بعد أسبوع من إسلامي، لاحظتْ أمي أنني لم أعد أذهب إلى الكنيسة. سألتني: “هل أنتِ بخير؟” قلت: “أنا بخير لأول مرة”.
لم أشرح أكثر، فقط دعوت لها في كل صلاة أن يُنير الله قلبها كما أنار قلبي.
اليوم، أنا لورين، مسلمة جديدة من بنين، أقول بثقة:
لم أعد أبحث عن الله.. فقد وجدت الطريق إليه، ليلةً واحدة كانت كافية لأن أبدأ حياةً مختلفة، بفضل الله، ثم مشروع بصيرة الذي أخذ بيدي إلى النور والهداية.. وفتح لى باباً لتعلم تعاليم الإسلام معهم دون مقابل.. لهم مني كل الحب والدعاء.
ادعوا لي بالثبات وأن أحفظ القرآن الكريم.. والحمد لله!