
الاحتلال يجرف مقابر غزة ويخفي جثامين الشهداء
أغسطس 10, 2025
إذا زنى الحاكم على الهواء
أغسطس 11, 2025في مشهد جديد من استهداف الاحتلال الإسرائيلي الممنهج للصحفيين، استشهد صباح اليوم مراسل قناة الجزيرة في مدينة غزة **أنس الشريف**، إثر قصف صهيوني غادر استهدف خيمة مخصصة للصحفيين قرب **مستشفى الشفاء** شمالي القطاع، وذلك في اليوم الـ675 من حرب الإبادة المستمرة على غزة.
أنس الشريف، الذي كان مثالًا للثبات والجرأة في نقل الحقيقة من قلب الميدان، ارتقى شهيدًا وهو يمارس واجبه المهني في فضح جرائم الاحتلال. ورغم أن العالم الغربي انتفض في مواقف سابقة لمقتل صحفيين غربيين، فإنه اليوم يلوذ بالصمت المطبق ويصدق رواية الاحتلال، في مشهد يفضح النفاق والمعايير المزدوجة في التعاطي مع الدم الفلسطيني.
وقد وثّق الشهيد موقفه ومشاعره في وصية مؤثرة كتبها قبل استشهاده، قال فيها:
“علم الله أنني بذلت كل جهد وكل قوتي لأكون سندًا وصوتًا لشعبي، منذ أن فتحت عيني على الحياة في أزقة وشوارع مخيم جباليا للاجئين. كان أملي أن يمد الله في عمري لأعود مع أهلي وأحبتي إلى بلدتنا الأصلية عسقلان المحتلة (المجدل)، ولكن أمر الله جاء أولًا وقضاؤه نافذ…”
في وصيته، استودع أنس فلسطين وأهلها وأطفالها المظلومين، وحمّل الأحرار في العالم مسؤولية عدم الصمت أمام المذبحة المستمرة منذ أكثر من عام ونصف، داعيًا إلى أن “لا تدع السلاسل تسكتك، ولا الحدود تقيدك، كونوا جسورًا لتحرير الأرض وشعبها”.
كما أوصى الشهيد برعاية عائلته: زوجته “بيان” التي وصفها بأنها صامدة كجذع زيتون لا ينحني، ابنته “شام” التي لم يشهد طفولتها كما كان يحلم، وابنه “صلاح” الذي تمنى أن يسنده في حياته، ووالدته التي اعتبر دعاءها حصنًا ونورًا له.
واختتم الشريف وصيته بالرضا بقضاء الله ويقين بلقائه، راجيًا من الله القبول في الشهداء والمغفرة لما تقدم وما تأخر من ذنبه.
استشهاد أنس الشريف يضاف إلى سلسلة طويلة من الصحفيين الفلسطينيين الذين دفعوا حياتهم ثمنًا لنقل الحقيقة