
ابني… كان سبباً في إسلامي!
أغسطس 10, 2025
الاحتلال يجرف مقابر غزة ويخفي جثامين الشهداء
أغسطس 10, 2025الدكتورة سارة رافالو
من دولة أنجولا
كنت أقف أمام حالة مستعصية في المستشفى الحكومي التي أعمل بها بمدينتي، حيث تختلط روائح التوابل مع ضجيج الأسواق الصاخبة. الطفل “ليو” ذو الثماني سنوات كان يخوض معركةً خاسرة ضد سرطان الدم النادر.
“ليس لدينا علاج لهذه الحالة هنا”، قلتُ ذلك لـ”فاطمة” أم الطفل التي ارتدت حجاباً بسيطاً. لكن المفاجأة كانت عندما لم تبكِ ولم تنهَر كما توقعت أنا، بل رفعت يديها بهدوء وسكينة وقالت: “الحمد لله على كل حال”.
لاحظتُ أن الأم تعطي ابنها دواءً عشبياً غريباً بينما تهمس بكلمات غير مفهومة!
“أنتِ تفسدين علاجه!”، انفجرتُ غاضبةً!
لكن فاطمة أخرجت من حقيبتها كتاباً صغيراً وقالت: “هذا القرآن، أقرأه له ليشفيه الله”.. تعجبت من كلامها، ولم أنطق حينها!
بعد أسبوع، عادت الأم ومعها طفلها للمتابعة،فحصتُ الطفل فوجئتُ بأن المؤشرات الصحية بدأت تتحسن! “هذا مستحيل طبياً!”، هكذا همستُ لنفسي وأنا أراجع التحاليل.
انتابتني الحيرة كثيراً! كيف يحدث هذا بهذه السرعة ودون دواء واضح؟! فهذا المرض لا ينجو منه أحد!
وفي تلك الليلة، بينما كنتُ أبحث في كل كتاب أو موقع أو منصات، عن تفسير لما حدث للطفل، ظهر لي قدراً إعلان عن “مشروع بصيرة”. أرسلت لهم رسالة عبر الـ(واتس آب)، ربما أجد عندهم تفسيراً أو توضيحاً لما يدور في ذهني! وكان هذا الحوار مع الداعية:
– أنا: “كيف يمكن لكتاب أن يشفي مريضاً؟”
– الداعية: “الشفاء بيد الله، والقرآن شفاءٌ للقلوب والأجساد وقد أمرنا الله بالأخذ بالأسباب والشفاء بيد الله”. هكذا أخبرنا الله ورسوله. قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28].
كان الحوار قصيراً ومركزاً ومفيداً، وانتهى بإرسال الداعية لي بحثاً علمياً غربياً يتحدث عن تأثير سماع القرآن على خلايا الدم، وكذلك تأثيره على الحالة النفسية.
وكانت المفاجأة الكبرى، أنه بعد شهر، تعافت حالة “ليو” بشكل غير متوقع.
لا أخفي عليكم، أنا التي كنتُ ملحدة حينها، بدأت أدرس الإسلام سراً. اكتشفتُ أن القرآن ذكر مراحل تكوين الجنين بدقة قبل العلم الحديث بقرون!
وذات ليلة، بينما كنتُ أراجع (الشات) الذي كان بيني وبين الداعية في “مشروع بصيرة”، وقعت عيناي على آية من القرآن قد ذكرها لي المحاور أثناء الحوار، قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ﴾ [الإسراء: 82]. انهمرت دموعي على لوحة المفاتيح دون إرادتي!
قررتُ زيارة “فاطمة” أم الطفل في منزلها المتواضع. هناك، رأيتُ الأسرة المسلمة الصابرة القنوعة.. رأيتهم يصلون بخشوع وسكينة لم أشعر بها في حياتي.. فقلت لنفسي بصوت مرتجف: “أريد أن أعرف المزيد”. عدت مسرعة إلى منزلي، وتواصلت مع الداعية في مشروع بصيرة وطلبت منه معرفة المزيد عن كيف أصبح مسلمة؟ فقال لي: الأمر يسير جداً! رددي معي هذه الكلمات لتصبحي من المسلمين، لكِ ما لهم وعليكِ ما عليهم: “أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وابن أمته”.
لا أستطيع أن أصف لكم حجم السعادة التي غمرت قلبي وجسدي كلها بعدها، شعرت بنهم شديد في تعلم تعاليم الإسلام، وازدادت سعادتي أكثر عندما أخبرني الداعية بأنهم يقدمون فرصة لتعلم تعاليم الإسلام (أون لاين) مجاناً ضمن مشروع بصيرة.. وقد بدأت معهم بالفعل.. أسال الله أن يكون عوناً لي في حياتي مع الإسلام كما هداني إليه بكرمه وقدرته.
والحمد لله رب العالمين.