
معجزاته ﷺ في تكثير الماء
أغسطس 10, 2025
الاختفاء الذي غيّر كل شيء
أغسطس 10, 2025فيكتور سيلفا
من دولة: أنجولا
ولدت في قرية نائية بين الجبال الشاهقة في مناطق “هويلا”، كانت قريتنا هادئة جداً، تحتفظ بجمالها الطبيعي، ولا يزورها أحد إلا نادراً. كنا نعيش في سكون بعيد عن الضوضاء والتقنية، ونعتمد على الزراعة ورعي الماشية. كان جدي كاهن القرية، وأبي يعمل معه في طقوس وراثية نصفها بالدين، ولكنها كانت مزيجاً من الخرافة والطقوس القديمة.
في أحد الأيام، وأنا أعود من الحقل، لفت نظري شاب غريب يتحدث إلى بعض الشبان في الساحة. كان يتكلم عن “الإسلام” و”الله” و”الوحي” بكلمات جديدة على أذني. كنت أحذر نفسي: “لا تقترب! هذا رجل جاء ليفسد عقيدتنا!”. ومع ذلك، بقيت أراقبه بصمت من بعيد.
لم تطل إقامته في قريتنا، وبعد أيام، رأيته يودع الناس ويركب دراجته النارية ليغادر. لكنه ترك خلفه شيئاً.. كتيباً صغيراً مترجماً بلغتنا المحلية.
خبأت الكتيب بعيداً عن أعين أهلي، وبدأت أقرأ فيه سراً في الليل عندما يخف الضوء وينام الجميع. وجدت فيه أجوبة على أسئلة كانت تزاحم صدري منذ سنين: من خلقنا؟ ما الغاية من وجودنا؟ لماذا نصلي؟ والكثير والكثير من التساؤلات التي كانت تجول في خاطري.
تغير شيء ما في داخلي. وفي أحد الأيام، وأنا أتصفح في هاتفي البسيط، كتبت في متصفح البحث: “ما هو الإسلام؟” وظهر لي رابط لـ”مشروع بصيرة للدعوة إلى الإسلام”. كأن الأمور تتكرر وقدر الله يسوقني.
تواصلت مع أحد الدعاة، وكان صبوراً ورحيماً وصاحب حكمة ومنطق. كان يجيبني على كل ما يدور في ذهني، بطريقة عقلانية، بلغة تحترم سؤالي ولا تستهين بي. كنا نتحاور على مدار اليوم، وفي كل مرة، كنت أشعر أن قلبي يلين، وأن نوراً ما يخترق ظلمات ما كنت أعيشه.
في ليلة صافية، وبعد أن قرأت سورة الإخلاص وتفكرت في قوله تعالى: ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ . بكيت! فقد وجدت أخيراً رباً أعبده دون وسيط، وديناً يجيب أسئلتي دون طقوس غامضة.
وفي صباح اليوم التالي، أعلنت إسلامي مع الداعية في مشروع بصيرة، ونطقت الشهادتين، وشعرت وكأن شمساً سطعت في قلبي. أخفيت إسلامي في بداية الأمر، ثم بعد أشهر من التعلم والثبات، كشفت لأسرتي السر وفوجئوا! ولكنهم رأوا التغير في سلوكي قبل أن يسمعوا كلماتي.
أسعى اليوم، وبعون الله، لتكوين نقطة تواصل مع مشروع بصيرة في منطقتي، وأتعلم كل يوم جديد؛ لأني أؤمن أن الحق إذا وصل، يخترق كل الحجب.
وأسأل الله الثبات على الحق وأن يستعملني في خدمة الإسلام والمسلمين!
والحمد لله رب العالمين.