
هاجس الفناءالعناية الصهيونية بتاريخ الحملات الصليبية
يوليو 14, 2025
السيسي من حصار غزة الى حصار الفتوى
يوليو 14, 2025محمود الصباغ – رحمه الله
كانت الخطة المشتركة بين الاستعمار -الأب الحقيقي للصهيونية- وبين أعوانه من الخونة من حكام الدول العربية في ذلك الوقت لتسليم فلسطين لليهود، هي أن تتقدم الجيوش العربية بقيادة قائد إنجليزي هو جلوب باشا رئيس هيئة أركان القوات الأردنية الهاشمية إلى داخل فلسطين، لتنهزم هذه الجيوش السبعة.
ويكون ذلك إعلانًا واقعيًا على قيام دولة إسرائيلية على أرض فلسطين تعادل في قوتها قوة الدول العربية السبعة مجتمعة، ولتأمين هذه النتيجة كان قد تم تسليح الجيش المصري بأسلحة فاسدة تقتل صاحبها عند الإطلاق، كما تم تلقين جلوب باشا الأوامر المناسبة لإجلاء المواقع الهامة من القوات العربية المحاربة ليستولي عليها اليهود دون قتال، ثم يأخذون قتلاً وتشريدًا لأبنائها من الرجال والنساء والأطفال، كما حدث في دير ياسين.
ولقد نفذت الخطة بالفعل، فتقدم الجيش المصري إلى (بينا) على مسيرة عشرين ميلاً من تل أبيب. حسب الخطة العربية العامة، ولم تحاول المستعمرات اليهودية أن تعترض طريق الجيش المصري حسب الخطة اليهودية العامة، بل أظهرت كل معاني الضعف والاستسلام، وكان بعضها يرفع الأعلام البيضاء على قمم الأبراج الشاهقة، حتى يمضي الجيش في تنفيذ خطته.
ولا يغير من ذلك وقوع بعض التحرشات التي قام بها الجيش المصري أثناء تقدمه، استجابة للروح المعنوية التي كانت تعتمل في صدور أفراد هذا الجيش ضباطًا وأفرادًا.
وكانت أول محاولة للتحرش هي مهاجمة مستعمرة «تيريم الدنجور» على الحدود المصرية في 16 مايو سنة 1948م، حيث أطلق عليها الجيش نيران مدفعيته ثم حاول المشاة اقتحامها، ولكنهم صرفوا النظر لما وجدوا منها مقاومة عنيفة، واستمروا في التقدم مكتفين بحصار هذه المستعمرة.
ثم واصل الجيش تقدمه شمالاً وأخذ يهاجم (كفار ديروم) و(بيرون إسحاق) و(كوكبة) و(نحبيا) وغيرها دون أن يحتل أياً منها.
وقد نجح في احتلال «بتسانيم» بعد معركة دامية أظهر فيها الجنود المصريون ضروبًا من البسالة، كما نجح في احتلال «دير سنيد» بمعاونة بارزة من متطوعي الإخوان المسلمين.
ولكن الروح المعنوية للضباط والجنود ضعفت بعد تدخل السياسة وفرض الهدنة الأولى والثانية، وما كادت طلائع الجيش تصل إلى «أسدود» حتى تجمعت القوات اليهودية من منطقة «رحبوت» وهاجمته هجومًا عنيفًا، أفلح الجيش المصري في صده وتكبيد العدو خسائر فادحة، ولكنه توقف عند أسدود، ولم يتمكن من التقدم بعد ذلك متخذًا موقف الدفاع عن نفسه وعن الأرض التي احتلها.
ثم زحفت القوات المصرية شرقًا واتصلت بقوات المتطوعين المصريين المرابطة في جبال الخليل، بقصد عزل مستعمرات النقب عن بقية أجزاء فلسطين .
ولكن هذه القوات لم تعمل شيئاً ضد عشرات المستعمرات وعشرات الآلاف من جنود العدو المتناثرة داخل هذا الإطار الذي رسمته القوات المصرية لقواتها.
ثم فرضت الهدنة الأولى لتمكين العدو من جلب أنواع جديدة من الأسلحة الثقيلة والطائرات الضخمة، وحين آنس اليهود في أنفسهم القوة والإعداد ضربوا بالهدنة عرض الحائط وأخذوا يهاجمون تقاطع الطرق ويحتلونها، وانتفضت المستعمرات الهادئة الوادعة لتؤدي دورها المرسوم، فقطعت طرق المواصلات حين كان الضغط يشتد على خطوط الجيش الأمامية، مما اضطر قيادته إلى تقصير خطوطه والتخلي عن مناطق المجدل وأسدود والتجمع في منطقة رفح- غزة، تاركاً خلفه قوة قوامها خمسة آلاف جندي محاصرة في الفالوجا لم تستطع الإفلات واللحاق بالجيش المنسحب إلى غزة دون سبب ظاهر.
والغريب أن تصدر الأوامر بالانسحاب من هذه المناطق الشاسعة دون أن يبذل الجيش أي مجهود في ضرب فصائل العدو التي أخذت تقطع الطرق على إمداداته، ودون أن يتعرض الجيش لهجوم جدي يضطر بسببه إلى الانسحاب، فقد كانت ضغوط العدو من جهة الشمال مما يمكن صده بسهولة كما سبق أن فعل الجيش عند أسدود. وليس هناك أدنى سبب لبقاء قوات الفالوجا محصورة بعد انسحاب الجيش المصري إلى قطاع رفح- غزة، بينما كانت منطقة بئر سبع في أشد الحاجة إليها لحمايتها.
ولم يعد هناك من أمل في إنقاذ فلسطين، بعد أن أصبحت قوة الجيش كلها متجمعة في منطقة رفح- غزة، بأوامر عليا، ولواء الفالوجا الذي كان مقررًا أن يحتل بئر سبع محاصر في الفالوجا لا يستطيع حراكًا، ولم يعد في الإمكان حمايته إلا بمحاصرة المستعمرات الكبيرة وعدم إعطائها فرصة للتكتل، حتى يفرغ الجيش من إعادة تنظيم خطوطه الدفاعية ويستطيع أن يصمد للهجمات التي تكررت عليه من قبل القوات اليهودية، وهو ينسحب إلى منطقة رفح- غزة، والتي استمرت تتوالى عليه في مواقعه الجديدة قبل أن يتحصن ويستعد للدفاع عن نفسه.
وتركز الأمل في أن يقوم متطوعو الإخوان بهذا الواجب الكبير، وقد تقدموا فعلاً إلى قيادة الجيش بهذا الرأي الذي وافق عليه اللواء المواوي، وكتب إلى كل من الأمانة العامة للجامعة العربية وإلى رئاسة أركان الحرب يطلب تجنيد كتيبة من الإخوان عن طريق المركز العام وإرسالهم فورًا إلى الميدان ليتمكن من السيطرة على الموقف.
وسافر فعلاً فضيلة الشيخ محمد فرغلي قائد المتطوعين الإخوان في منطقة رفح ليعمل على تجهيز هذا العدد الكبير وترحيله فورًا إلى الميدان.
وفي نفس الوقت نشطت قوات الإخوان الموجودة بالفعل في الميدان، في عمليات قطع الطرق وإنزال الخسائر بالعدو على النحو الذي فصلناه في الفصل السابق، مما كان له أكبر الأثر في تمكين الجيش من الاستمرار في المواقع الجديدة التي اختارها لنفسه.
وما إن طلب المرحوم عبد الرحمن عزام باشا أمين الجامعة العربية من الإخوان تجهيز الكتيبة المطلوبة لإنقاذ الموقف وشل حركة اليهود والتحول إلى الهجوم بدلاً من الدفاع، حتى بادر الصاغ محمود لبيب بطلب متطوع واحد من كل شعبة من شعب الإخوان على النحو المفصل في شهادة سيادته في قضية (السيارة الجيب)، واستعد الإخوان للتحرك.
ولكن ما إن وصل النبأ إلى مسامع النقراشي باشا حتى هاج وماج ورفض قبول الفكرة من أساسها، على الرغم من أنها مطلب رئيسي لقيادة الحملة في فلسطين، ولم يكن هناك أدنى تفسير لذلك غير ما ظهر على الفور من تجنيد النقراشي باشا لقوى الأمن في مصر للقضاء على الإخوان المسلمين، مصدر القوة الرئيسي لإمداد القوات المسلحة بحاجتها من الفدائيين لإكمال النصر، كما أمر قيادات الجيش باعتقال المقاتلين من الإخوان في الميدان، حتى لا يسهموا في إنقاذ الجيش المصري، الذي كان مقررًا له أن يعلن الهزيمة ويستسلم للصهاينة إسهامًا من حكومة مصر الخائنة في قيام إسرائيل على أرض فلسطين، هذه هي الخيانة العظمى، الماثلة للعيان بحقائقها المادية دون ما حاجة إلى استقراء الوثائق البريطانية والأمريكية التي تدمغ قوى الاستعمار بدفع الحكومة المصرية إلى القضاء على الإخوان المسلمين، ومع ذلك فلابد لنا من أن نعرض لهذه الوثائق التي نشرت بالفعل، بعد مضي المدة القانونية لحظر الإطلاع عليها، والتي تطوع بنشرها في جريدة «المسلمون» الأستاذ محسن محمد رئيس تحرير الجمهورية في سلسلة من المقالات تحت عنوان: مَن قتل الإمام الشهيد الأستاذ حسن البنا؟
وقبل أن نعرض إلى هذه الوثائق يجمل بنا أن نركز على الصورة الواقعية في الميدان، والتي فرضت على الخونة التعجيل بضرب الإخوان انتصارًا لأعداء هذا الوطن، وتمكينًا لهم من احتلال فلسطين .
كانت قوات الإخوان المسلمين في مناطق رفح- غزة حيث تمركز فضيلة الشيخ فرغلي بقواته في معسكر البريج، وتمركزت فصائل من الإخوان في معسكر غزة ومعسكر النصيرات بقيادة الأخ محمود عبده، ثم تحركت هذه الفصائل إلى مناطق بيت لحم- الخليل، حيث تمركزت في «صور باهر» بقيادة الأخ محمود عبده، وأنزلت بالعدو خسائر بعد أن مرت وهي في طريقها إلى بيت لحم بمناطق العوجة- عصلوج- بئر سبع- حيث تمركز الأخ عبد المنعم عبد الرءوف بقواته وهو ينزل بالعدو كل يوم خسائر فادحة ويحمي ظهر الجيش المصري من الجنوب، وهذا الأمر لا يغيظ إلا الأعداء، لكنه يدخل السرور والانشراح في قلوب الأصدقاء.. فإذا اغتاظ النقراشي باشا وأصدر قراره في هذا الموقف بحل الإخوان في مصر واعتقالهم وحبس المجاهدين في فلسطين، فمن أي الفريقين يكون؟ ومع أي الجانبين يعمل: مصر أو إسرائيل؟
كانت قوات الجيش المصري تنسحب من مواقعها التي احتلتها وتنكمش في منطقة رفح- غزة، وطلبت نجدة من متطوعي الإخوان لمضاعفة الضربات للعدو، حتى تأخذ فرصة لتعزيز دفاعاتها استعدادًا للهجوم واسترداد الأرض التي انسحب منها الجيش، فإذا أعلن الإخوان استعدادهم وبدأوا فعلاً في تجهيز الكتيبة المطلوبة، ثم هاج النقراشي باشا وثار، وأمر بمنع سفر الكتيبة، واتخذ على الفور إجراءات القضاء على هذا العنصر الذي يعزز الجيش المصري ويدعمه فمن أي الفريقين يكون النقراشي باشا؟ ومع أي الجانبين يعمل: مصر أو إسرائيل؟ إنه يعمل مع إسرائيل دون نزاع ودون حاجة إلى استطلاع الوثائق البريطانية أو غيرها ما دامت حالة التلبس ظاهرة للعيان، وتلك هي الخيانة العظمى بأدلتها الدامغة.
كانت قيادة هذا الجيش الإخواني المسلم في السجون، وكانت كل أوراق هذا الجيش وتنظيماته وغاياته وأهدافه مضبوطة في (السيارة الجيب) تحت تصرف النقراشي باشا، وكانت كل هذه الأوراق تنضح بشرف الغاية ونبل المقصد، فالغاية: هي تحرير مصر من الإنجليز ومحاربة الصهاينة، والوسيلة: أعمال جدية في التسليح والتدريب، واضحة في الأوراق لكل ذي عين تقرأ، ومعلومة لدى النقراشي باشا بحكم تصريحه للإخوان بتسليح أنفسهم وتسليح جنود الهيئة العربية العليا، وقد قرأت المحكمة هذه الأوراق وأعلنت حقيقتها هذه على شعب مصر والشعوب العربية جمعاء.
فإذا كان النقراشي قد أخفى على شعب مصر والشعوب العربية هذه الأغراض الشريفة والمقاصد النبيلة، المؤيدة عمليًا بما يعلم من مجهود غير عادي في تسليح جنود الهيئة العربية العليا وجنود الإخوان وتدريبهم للقتال في فلسطين، كما أخفى على شعب مصر والشعوب العربية كل ما جاء في هذه الأوراق وقد وضع فعلاً موضع التنفيذ، فكان جنود هذا الجيش المسلم يقاتلون فعلاً بعلمه وتحت إمرة ضباطه في الميدان مقدمين الشهداء والجرحى فداء للإسلام، دون دعاية أو منٍّ أو تأخير، وكانت قيادة الجيش المصري تلح كل يوم في طلب هذا العنصر من الرجال الذي يحمي مؤخرة الجيش ويشترك في أخطر العمليات العسكرية، ويزعج العدو ويقطع طرق مواصلاته ومحاصرة مستعمراته.
إذا كان النقراشي قد أخفى على شعب مصر والشعوب الإسلامية كل هذه الحقائق التي تحت يده، ونسب إلى هؤلاء الأبطال الجريمة والإجرام، والتخريب والتآمر على الحكم. فماذا يكون النقراشي باشا؟ هل يكون أمينًا على العروبة والإسلام؟ هل يكون أمينًا على مصر والمصريين؟ أم يكون غادرًا خائنًا، يقاتل المؤمنين ويقف إلى صفوف الكفار، متلبسًا بالغدر والخيانة والتضليل، وإخفاء الحق وإعلاء الباطل، بكل ما يستطيع من وسائل الإعلام والسلطان، إلى حد أن يستصدر الفتاوى الشرعية المضللة لتقول للناس: إن جنود الإسلام الشرفاء الأطهار ليسوا إلا ممن ينطبق عليهم قول الله تبارك وتعالى: ﴿إِنّمَا جَزَاءُ الّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتّلُوا أَوْ يُصَلّبُوا أَوْ تُقَطّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [المائدة: 33].
أي والله ضلل النقراشي باشا علماء الأزهر الشريف، كما ضللهم خلفه إبراهيم عبد الهادي ليصدروا هذه الفتوى في حق جنود الإسلام الذين يقدمون في كل يوم من الشهداء والجرحى ما سبق أن أوضحنا عند وصف المعارك في فلسطين، مستعملاً سلطان المادة، فهو الذي يرقيهم ويصرف لهم المرتبات، ويختار لهم المناصب، وقد كذب وتحمل وزرهم هو وكل من عاونه أو خلفه متبعًا نفس السبيل، أي شيء هو هذا الوزر؟ إنه النفاق الذي اكتملت صفاته، وتمت عناصره في بناء هؤلاء الرجال الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا، وهم يدعون أنهم يحسنون صنعًا، ولا أقول مقولة القرآن الكريم: ﴿وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾ [الكهف: 104]، ذلك لأنهم أدنى بكثير من هذه الدرجة فشتان بين من يحسب أنه يحسن صنعاً، وبين من يدعي أنه يحسن صنعاً وهو يعلم علم اليقين أنه كاذب مضل، مضلل مبين، تجتمع فيه الصفات التي حددها رسول الله ﷺ للمنافقين: “آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان”؛ كأظهر ما يكون عليه الاجتماع وأوضح.
وقد كذب هو وأعوانه وخلفاؤه أن نسبوا الجريمة إلى المجاهدين في سبيل الله، وهم يعلمون إخلاصهم وترد لهم التقارير اليومية عن بطولاتهم وشجاعتهم.
وقد أخلفوا والله إذ وعدوا الأمة بتطهير فلسطين، وهم ضاربين في أعماق التضليل حيث قدموا جيشًا يثيرون به الغبار زاعمين أنهم يحاولون تحقيق الوعد، ويصدرون له من التعليمات ما يضمن لهم خلف هذا الوعد وتحقيق النصر للأعداء وتثبيت أقدامهم، على النحو الذي فصلناه في إصدار الأوامر إليه بالانسحاب والانكماش في منطقة رفح- غزة، دون أدنى مبرر تفرضه ظروف القتال، ثم قطع التموين عنه لتكون هزيمته مؤكدة، على عكس ما أعلنوا ووعدوا.
وقد خانوا والله إذ اؤتمنوا على أمانة الدفاع عن الوطن، فما رعوا الأمانة حق رعايتها بل إنهم:
أولا: أسلموا القيادة العامة للجيوش العربية المسلحة إلى إنجليزي صهيوني هو جلوب باشا، وتلك هي ذروة الخيانة.
ثانيًا: سمحوا بتوغل الجيش المصري في فلسطين دون أن يضع خطة عملية لفض «الجيوب» اليهودية الخطيرة، التي توزعت في الصحراء «النقب» حتى يحاصر هذا الجيش من الجنوب بقوات مستعمرات النقب، ومن الشمال بالقوات اليهودية، في المستعمرات الصهيونية، فتتحقق بذلك هزيمته، وإعلان إسرائيل.
ثالثًا: قبلوا الهدنة الأولى والثانية لإعطاء اليهود فرصة نادرة لاستجلاب أحدث أنواع الطائرات والدبابات وغيرها، وحبسوا واعتقلوا أبناء مصر البررة، المتطوعين في سبيل الله؛ فمنعوهم من مواصلة العمل، لما رأوا أن في مصر رجالاً هم أهل فعلاً لإنزال الهزيمة بالأعداء، وتخييب آمال حكام مصر في الولاء والفناء ذلاً وانكسارًا لهؤلاء الأعداء.
رابعًا: غيروا دون سبب معقول هدف الجيش المصري في احتلال تل أبيب وهو يتقدم إلى الشمال دون مقاومة، مخافة أن ينهار العدو باحتلال عاصمته، وقبل تل أبيب بعشرين ميلاً عددوا له الأهداف ليضطرب صفه وينكمش جمعه، ويقترب من الهزيمة، وييأس من المقاومة والاستبسال.
خامسًا: سلحوا الجيش بأسلحة ترتد إلى جنوده لتقتلهم، ولا تندفع إلى الأمام لتنصرهم، اللهم إلا القليل من الأسلحة الخفيفة، التي لم يستطيعوا سحبها، وإحلالها بما فسد، لثقتهم أنها لن تحسم المعركة، وأن خدمة العدو في تقديم شعب مصر ممثلاً في جيشها فداء للأعداء هي خدمة أكيدة ومحققة. فما يكون جزاء مثل هؤلاء الخونة الغدارين في الإسلام؟