
عصر الملك الجبري وتحديات تحرير بيت المقدس
يوليو 10, 2025
ترجمة “بيان رفض وإنكار لزيارة المدعو شلغومي ومجموعته إلى الكيان الصهيوني المحتل” للغة الإنجليزية
يوليو 11, 2025أ.د. جمال بن عمار الأحمر الأنصاري
سفير الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ- الجزائر
الطعام في زمن النبي ﷺ ضرورة يومية للأفراد، والأسَر، والجيش النبوي. وكان رسول الله ﷺ إذا لم يجد طعاماً صام، وقد يجوع لقلة الطعام. وفي النماذج الصحيحة الآتية نجد رحمات الله تعالى تنزل بالطعام لعباده المؤمنين على يد رسوله الكريم ﷺ في معجزات متنوعة؛ مرة بالتمر، وثانية باللبن، وثالثة بالعجين، ورابعة بالخبز، وخامسة بالإدام، وسادسة بالحيس، وسابعة بالشواء، وثامنة باللحم، وتاسعة بالطعام عامة. كيف لا يكون ذلك ورسوله الرؤوف ﷺ هو الرحمة المهداة بعينها.
معجزته ﷺ في تكثير اللبن لأهل الصُّفَّة
عن أبي هريرة قال: والله الذي لا إله إلا هو، إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشُد الحجر على بطني من الجوع. ولقد قعدت يوماً على طريقهم الذي يخرجون منه، فمرَّ أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله، ما سألته إلا ليُشبعني، فمرَّ ولم يفعل، ثم مرَّ بي عمر، فسألته عن آية في كتاب الله، ما سألته إلا ليُشبعني، فمرَّ ولم يفعل، ثم مرَّ بي أبو القاسم ﷺ فتبسم حين رآني، وعرف ما في نفسي وما في وجهي، ثم قال: “يا أبا هِرّ!” قلت: لبيك يا رسول الله، قال: “أَلْـحِقْ!” ومضى، فاتبعته، فدخل فاستأذن، فأذن لي، فدخل فوجد لبناً في قدح، فقال: “من أين هذا اللبن؟” قالوا: أهداه لك فلان أو فلانة. قال: “أبا هر” قلت: لبيك يا رسول الله! قال: “ألْـحِق إلى أهل الصفة فادعهم لي؟”.
قال: وأهل الصفة أضياف الإسلام، لا يأوون على أهل ولا مال، ولا على أحد، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم، ولم يتناول منها شيئاً، وإذا أتته هدية أرسل إليهم، وأصاب منها وأشركهم فيها. فساءني ذلك، فقلت: وما هذا اللبن في أهل الصفة؟ كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شَربة أتقوَّى بها، فإذا جاء أمرني فكنت أنا أعطيهم وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن!! ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله ﷺ بَدٌّ. فأتيتُهم فدعوتُهم، فأقبلوا، فاستأذنوا فَأذن لهم، وأخذوا مجالسهم من البيت. قال: “يا أبا هر!”، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: “خذ فأعطِهم”، قال: فأخذتُ القدح فجعلت أعطيه الرجل، فيشرب حتى يروى، ثم يردُّ عليَّ القدح، فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد عليّ القدح، فيشرب حتى يروى، ثم يرد عليّ القدح، حتى انتهيتُ إلى النبي ﷺ وقد روي القوم كلهم، فأخذ القدح فوضعه على يده، فنظر إليّ فتبسم، فقال: “أبا هر!” قلت: لبيك يا رسول الله! قال: “بقيتُ أنا وأنت” قلت: صدقت يا رسول الله، قال: “اقعد فاشرب”، فقعدتُ فشربتُ، فقال: “اشرب” فشربتُ، فما زال يقول “اشرب”، حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكاً. قال: “فأرِني” فأعطيته القدح، فحمد الله وسمَّى وشرب الفَضلة.
معجزته ﷺ في تكثير تمر جابر
عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما: أن أباه تُوُفِّـيَ وترك عليه ثلاثين وسقاً لرجل من اليهود. فاستنظره جابر فأبى أن يُنظِره. فكلم جابر رسول الله ﷺ ليشفع له إليه، فجاء رسول الله ﷺ وكلم اليهودي ليأخذ ثمر نخله بالذي له، فأبى! فدخل رسول الله ﷺ النخل فمشى فيها. ثم قال لجابر: “جُدّ له، فأوف الذي له”. فجدَّه بعدما رجع رسول الله ﷺ فأوفاه ثلاثين وسقاً، وفضلت له سبعة عشر وسقاً. فجاء جابر رسول الله ﷺ ليخبره بالذي كان، فوجده يصلي العصر، فلما انصرف أخبره بالفضل، فقال: “أخبر ذلك ابن الخطاب” فذهب جابر إلى عمر فأخبره، فقال له عمر: لقد علمت حين مشى فيها رسول الله ﷺ لَيُباركَنَّ فيها!
معجزته ﷺ في تكثير كبد الشاة
عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما قال: كنا مع النبي ﷺ ثلاثين ومائة، فقال النبي ﷺ: “هل مع أحد منكم طعام؟”، فإذا مع رجل صاع من طعام أو نحوه، فعجن، ثم جاء رجل مشرك، مشعان طويل بغنم يسوقها، فقال النبي ﷺ: “بيعاً أم عطية؟”، أو قال: “أم هبة؟” قال: لا، بل بيع! فاشترى منه شاة، فصُنعت، وأمر النبي ﷺ بسواد البطن أن يُشوى. وأيمُ الله، ما في الثلاثين والمائة إلا قد حزَّ النبيُّ ﷺ له حزة من سواد بطنها، إن كان شاهداً أعطاها إياه، وإن كان غائباً خبأ له، فجعل منها قصعتين، فأكلوا أجمعون وشبعنا، ففضلت القصعتان، فحملناه على البعير!.
معجزته ﷺ في تكثير العجين واللحم يوم الخندق
عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال: لما حُفر الخندق، رأيت بالنبي خَمَصاً شديداً، فانكفأت إلى امرأتي، فقلت: هل عندكِ شيء؟ فإني رأيت برسول الله ﷺ خمصاً شديداً! فأخرجت إليَّ جراباً فيه صاع من شعير، ولنا بُهَيمة داجن فذبحتُها وطحنَتِ الشعير، ففرغت إلى فراغي، وقطعتها في برمتها، ثم وليت إلى رسول الله ﷺ، فقالت: لا تفضحني برسول الله ﷺ وبمن معه! فجئته فساررته، فقلت: يا رسول الله، ذبحنا بُـهيمة لنا، وطحنَّا صاعاً من شعير كان عندنا، فتعال أنت ونفر معكَ! فصاح النبي ﷺ فقال: “يا أهل الخندق، إن جابراً قد صنع سوراً، فحي هلا بكم”. فقال رسول الله ﷺ: “لا تُنزلن بُرمتكم، ولا تخبزن عجينكم حتى أجيء!”، فجئت وجاء رسول الله ﷺ يَقدُم الناس، حتى جئتُ امرأتي، فقالت: بك وبك، فقلت: قد فعلت الذي قلتِ! فأخرجتْ له عجيناً، فبصق فيه وبارك، ثم عمد إلى برمتنا فبصق وبارك، ثم قال: “ادعَيْ خابزة، فلتخبز معك، واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها”، وهم ألف، فأُقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوه وانحرفوا، وإن برمتَنا لتغط كما هي، وإن عجيننا ليخبز كما هو!.
معجزته ﷺ في تكثير خبز أبي طلحة المفتت والإدام
عن أنس بن مالك الأنصاري قال: قال أبو طلحة لأم سُليم: لقد سمعتُ صوت رسول الله ﷺ ضعيفاً، أعرف فيه الجوع، فهل عندك شيء؟ قالت: نعم!، فأخرجت أقراصاً من شعير، ثم أخرجت خماراً لها، فلفت الخبز ببعضه، ثم دسته تحت يدي، ولاثتني ببعضه، ثم أرسلتني إلى رسول الله ﷺ. قال: فذهبت به، فوجدت رسول الله ﷺ في المسجد ومعه الناس، فقمت عليهم، فقال لي رسول الله ﷺ: “أرسلك أبو طلحة؟” فقلت: نعم!، قال: “بطعام؟” فقلت: نعم، فقال رسول الله ﷺ لمن معه: “قوموا”، فانطلق وانطلقت بين أيديهم، حتى جئت أبا طلحة فأخبرته. فقال أبو طلحة: يا أم سليم، قد جاء رسول الله ﷺ بالناس، وليس عندنا ما نطعمهم! فقالت: الله ورسوله أعلم! فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله ﷺ، فأقبل رسول الله ﷺ وأبو طلحة معه. فقال رسول الله ﷺ: “هلمي يا أم سليم، ما عندك؟”، فأتت بذلك الخبز، فأمر به رسول الله ﷺ ففتَّ، وعصرت أم سليم عكة فأَدَمَتُهُ، ثم قال رسول الله ﷺ فيه ما شاء الله أن يقول، ثم قال: “ائذن لعشرة” فأُذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم قال: “ائذن لعشرة”، فأُذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا، ثم خرجوا، ثم قال: “ائذن لعشرة”، فأُذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا، ثم خرجوا، ثم قال: “ائذن لعشرة” فأكل القومُ كلُّهم وشبعوا، والقوم سبعون أو ثمانون رجلاً!
معجزته ﷺ في تكثير حَيس أم سليم
عن أنس بن مالك الأنصاري قال: كان النبي ﷺ إذا مرَّ بجنبات أم سُليم دخل عليها فسلم عليها، ثم قال: كان النبي ﷺ عروساً بزينب، فقالت لي أم سليم: لو أهدينا لرسول الله ﷺ هدية؟ فقلت لها: افعلي! فعمدت إلى تمر وسمن وأقط، فاتخذت حَيْسة في برمة، فأرسلت بها معي إليه. فانطلقت بها إليه، فقال لي: “ضعها!”، ثم أمرني فقال: “ادع لي –رجالاً سماهم- وادع لي مَن لَقيت”. قال: ففعلتُ الذي أمرني، فرجعتُ فإذا البيتُ غاصٌّ بأهله، فرأيت النبي ﷺ وضع يديه على تلك الْـحَيْسة، وتكلم بها ما شاء الله، ثم جعل يدعو عشرة عشرة يأكلون منه، ويقول لهم: “اذكروا اسم الله وليأكل كل رجل مما يليه!” قال: حتى تصدعوا كلُّهم عنها.
معجزته ﷺ في تكثير فَضل أزواد الطعام في غزوة تبوك
عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد الخُدري- شك الأعمش- قال: لما كان غزوة تبوك، أصاب الناس مجاعة، قالوا: يا رسول الله، لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا وادهنا؟ فقال رسول الله ﷺ: “افعلوا”. قال: فجاء عمر، فقال: يا رسول الله، إن فعلتَ قلَّ الظهر، ولكن ادعُهم بفضل أزوادهم، ثم ادع الله لهم عليها بالبركة، لعل الله أن يجعل في ذلك! فقال رسول الله ﷺ: “نعم!” قال: فدعا بنَطْع فبسطه، ثم بفضل أزوادهم، قال: فجعل الرجل يجيء بكف ذُرة، قال: ويجيء الآخر بكف تَـمر، قال: ويجيء الآخر بكِسرة، حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير. قال: فدعا رسول الله ﷺ عليه بالبركة، ثم قال: “خذوا في أوعيتكم”. قال: فأخذوا في أوعيتهم، حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملؤوه! قال: فأكلوا حتى شبعوا، وفضُلت فَضلة! فقال رسول الله ﷺ: “أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبدٌ، غير شاكٍّ، فيُحجب عن الجنة”.
وعن سلمة بن الأكوع قال: خفَّت أزواد القوم وأملقوا، فأتوا النبي ﷺ في نحر إبلهم، فأذن لهم، فلقيهم عمر فأخبروه، فقال: ما بقاؤكم بعد إبلكم! فدخل على النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، ما بقاؤهم بعد إبلهم؟ فقال رسول الله ﷺ: “ناد في الناس: ليأتون بفضل أزوادهم”، فَبُسِط لذلك نَطع وجعلوه على النطع، فقام رسول الله ﷺ فدعا وبرَّك عليه، ثم دعاهم بأوعيتهم، فاحتثى الناس حتى فرغوا، ثم قال رسول الله ﷺ: “أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله”.
معجزته ﷺ في بركة دعائه بالطعام
عن جابر قال: وشكا الناس إلى رسول الله ﷺ الجوع. فقال: “عسى الله أن يطعمكم”. فأتينا سِيف البحر، فزخر البحر زخرة، فألقى دابَّة، فأَورينا على شِقها النار، فاطَّبخنا واشتوينا، وأكلنا حتى شبعنا. قال جابر: فدخلت أنا وفلان وفلان، حتى عدَّ خمسة، في حجاج عينها، ما يرانا أحد، حتى خرجنا فأخذنا ضلعاً من أضلاعه فقوسناه، ثم دعونا بأعظم رجل في الركب، وأعظم جمل في الركب، وأعظم كفل في الركب، فدخل تحته ما يطأطئ رأسه!
الخلاصة
وأحاديث تكثير الطعام القليل تعددت، وتكررت في مواطن متعددة ورويت عن بضعة عشر من الصحابة، ورواها عنهم أضعافهم من التابعين ثم من لا يُعد بعدهم. وأكثر هذه الأحاديث مروية في الصحيح، وأكثرها في قصص متواترة، ومجامع مشهورة. ولا يمكن التحدث عنها إلا بالحق، ولا يسكت الحاضر لها على ما أنكر منها.