
محرقة الأطفال في غزة”هكذا يقول رب الجنود”
مايو 24, 2025
الشيخ عكرمة صبري: حكومة اليمين المتطرف تنقض على الأقصى
مايو 26, 2025بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا يزال إخواننا في غزة يواجهون مؤامرة الحصار الخانق، والتجويع القاتل، وقد اجتمعت عليهم آلة القتل الصهيونية، وتآمر النفاق العربي، ولم يبق لهم معين إلا الله تعالى، وكفى بالله نصيرًا، ثم قلة ممن وفقهم الله للقيام بواجب النصرة والمعونة حسب قدرتهم المحدودة.
وقد ناقش مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء الليبية، مسألة التبرع بثمن الأضحية لأهل غزة، وتوجيه الناس إلى إرسال أثمان ضحاياهم إلى إخوانهم في غزة نظرًا لاشتداد المجاعة هناك.
وبعد التباحث والمناقشة قرر المجلس ما يلي:
أولاً: الأضحية سنة مؤكدة في حق من لا تجحف به ولا تضيق عليه، كما هو مقرر عند جمهور الفقهاء، وقد كان بعض الصحابة يتعمّدون عدم التضحية، ويظهرون ذلك؛ مخافـة أن يحسبَ الناس أنها فرض واجب، فعن حذيفة بن أسيد قال: (لقد رأيت أبا بكر، وعمر وما يُضحيان؛ كراهية أن يقتدى بهما) (المحلى: 6/9).
ثانياً: إذا أراد بعض الناس أن يترك الأضحية ويرسل ثمنها إلى غزة فهذا أولى، ما دام الترك جزئيا من بعض الناس دون بعض، ولا ينتج عنه تعطيل شعيرة الأضحية بالكلية في البلد، فإن الفعل المندوب بالجزء يكون واجبًا بالكل، كما ذكر المحققون من أهل العلم، ومنهم الشاطبي رحمه الله في الموافقات (1/211)، إذ إن بقاء هذه السنن ظاهرةً بين المسلمين هو من أسباب نصرهم وعزتهم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) [محمد : 7].
ثالثاً: من اعتاد التضحية بأكثر من أضحية، فينبغي له الاكتفاء بواحدة، وإرسال ثمن الزائد إلى المحاصرين، الذين يموتُ بعض أطفالهم جوعًا في غزة.
نسأل الله تعالى أن يفرج كرب أهل غزة، ويعجل بنصرهم، ويهلك عدوهم، إنه سميع قريب مجيب.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم