
وجدت النور من رحم الظلام
أكتوبر 11, 2025
حرب الطوفان وبداية التحوّل الكبير
أكتوبر 11, 2025أفادت مصادر طبية فلسطينية، فجر السبت، بأن جثامين 155 شهيدًا وصلت إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، في حصيلة دامية تأتي رغم دخول المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ عند الساعة 12:00 ظهر الجمعة.
وأوضح المصدر أن من بين الشهداء 19 شخصًا قضوا جراء قصف مباشر من قوات الاحتلال، بينما تم انتشال جثامين 135 شهيدًا من تحت أنقاض المنازل المدمرة في مختلف مناطق القطاع، في عملية مكثفة تواصلها فرق الدفاع المدني بالتعاون مع المتطوعين، وسط تحديات هائلة بسبب الدمار الواسع ووجود ذخائر غير منفجرة.
ومن بين الضحايا، استُشهد 16 مواطنًا في قصف استهدف منزل عائلة غبون جنوب مدينة غزة، ومواطن في حي الشيخ رضوان شمالًا، واثنان آخران في غارة جوية جنوب خان يونس. كما توفي مواطن متأثرًا بجراحه السابقة، ليكتمل المشهد الدامي بدماءٍ ما زالت تروي تراب غزة الصامد.
ويأتي هذا الإعلان في اليوم الأول من وقف النار، الذي تم التوصل إليه بعد مفاوضات غير مباشرة في شرم الشيخ برعاية أمريكية، وأُقرّ من قبل حركة حماس كخطوة أولى لوقف الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال منذ 8 أكتوبر 2023.
ورغم بدء عودة النازحين إلى منازلهم عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين، فإن المشهد يظل مأساويًّا: آلاف العائلات تعود إلى ركامٍ لا يُعرف تحته عدد المفقودين، فيما تواصل وزارة الداخلية في غزة نشر قواتها لاستعادة النظام، وحماية الممتلكات، ودعم جهود الإنقاذ.
وبحسب إحصاءات فلسطينية رسمية، فإن العدوان المستمر منذ عامين خلّف أكثر من 67 ألف شهيد، ونحو 170 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى مجاعة أودت بحياة 460 فلسطينيًّا، بينهم 154 طفلًا، في جريمة إنسانية لم يشهد التاريخ مثيلًا لها.
واليوم، بينما يُنتشل أهل غزة أحباءهم من تحت الأنقاض، يبقى السؤال الأليم: كم من الأحياء لا يزالون تحت الركام؟ وكم من القبور ستُفتح قبل أن يُحقَّق الفرج؟