
صوت غريب في هاتف
يونيو 17, 2025
حجة الوداع
يونيو 17, 2025بقلم: د. عبد السلام البسيوني – عضو مجلس أمناء الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ
لعلها أول شاعرة عربية تمدح رسول الله ﷺ في القديم والحديث[1]؛ مع وجود عدد كبير من الشعراء غير المسلمين الذين مدحوا الإسلام ورسوله ﷺ؛ فهي حالة خاصة نفتخر بأخوتها، والتعرف إليها، كما أنها شاعرة يفخر بها الشعر!
احترمتها كثيرًا حين حاورتها عبر الفيسبوك، فوجدت التوازن، وحسن الخلق، والرفق، والتأدب الشديد، وحين سمعت في صوتها رنة افتخار متواضعٍ بأنها أول سيدة مسيحية في التاريخ -في حدود علمي- تمدح سيدنا المصطفى صلى الله عليه وعلى سيدنا عيسى وسلم تسليمًا كثيرًا.
وحين تشرفت بالتعرف عليها وجدت سيدة من نوع خاص في رقتها، وحساسيتها، وحُسن خلقها، ودماثة كلماتها، ثم لتدهشني بإرسالها صورتها هذه بالحجاب الأسود الوقور، الذي يحمي خلقًا كريمًا، ونقاء لافتًا وآسرًا! اللهم أكرمها يا رب العالمين.
وقد وُلدت الأديبة والكاتبة المسرحية المميزة سيلفا حنا في سورية/ القامشلي، عام 1976. وكتبت الشعر العربي بمختلف أشكاله، وحازت لقب شاعر العام 2008 في تجمع (شعراء بلا حدود)، وتأهلت في منافسات أمير الشعراء عامي 2008 و2009 وشاركت في أمسيات شعرية وندوات أدبية عديدة، كما شاركت في مسابقة قناة الكوثر الفضائية، ونالت جوائز شعرية عديدة في سورية ولبنان!
وهي فنانة منوعة بطبيعتها؛ تعلمت الموسيقى في دوسلدورف بألمانيا عام 1990، وتعلمت أصول فن الإبرو؛ فن الرسم على الماء في إسطنبول عام 2009. وهو إبداع إسلامي لا يعرفه كثير من المثقفين والفنانين، وقد أبدع فيه الأتراك، وعندهم فيه أساتذة ذوو إبداع لافت، علمًا أن اللوحة منه تنتج -أصلية- مرة واحدة، بحكم كونها ألوانًا على سطح من الماء، وبعض الأخلاط غير الزيتية.
وقد نُشرت أعمال الأستاذة سيلفا في منابر صحفية، ومجلات وجرائد وطنية عديدة، بجانب عشرات المواقع الإلكترونية.
وكانت سيلفا عضواً في ملتقى الحكايا الأدبي، وملتقى المجد الثقافي، ومنظمة شعراء بلا حدود!
وهي خلطة غريبة من النساء، نصرانية مارونية، مفتونة بكرامات القديس النصراني الماروني شربل، مسلمة اللسان، تهلل وتكبر وتتشهد، حتى يظن من يقرأ لها أنها مسلمة، تكتب على صفحتها في 17/4/2012:
- أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله!
- بسبب الفتنة الطائفية أقول اليوم للجميع: لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله! هل من معارض أو معارضة على كلامي؟ وأنا الناصرية المسيحية التابعة للمسيح الناصري عليه السلام!
لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله.
في آخر حياتها القصيرة تكتب: “اللهم إني أشكو إليك ضيق نفسي! هبني راحة البال”.
رأت النور يوم 1/1/1976 بسوريا. وتوفيت في يوليو 2016 عن أربعين سنة، وقد كتبت على صفحتها: اللهم أحسن خاتمتنا، وتوفنا وأنت راض عنا!
وإني لأطمع أن تكون قد ماتت على الإسلام.
وكتبت غير مرة كلام شيخ الإسلام ابن تيمية: “إن الله ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة!”.
وتنعي شيخ أحد المساجد، فتكتب: بمزيد من الرضا والقبول بقضاء الله وقدره ننعى إليكم الشيخ الفاضل مهند قباقيبو، إمام جامع النخلة بحمص، حيث استشهد بحي القرابيص. إنا لله وإنا إليه راجعون.. رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه!
وتكتب للمسلمين:
- مبارك عليكم شهر رمضان جعلكم الله من عتقائه! الله يتقبل صيامكم وقيامكم، كل عام وأنت إلى الله أقرب، ولفعل الطاعات أسبق وإلى الجنة!
- تحية لأحبتي فهل لي من دعوة صادقة في ظهر الغيب عند فطوركم؟
وتقف بضراوة ضد نظام الأسد، وتجعل صفحتها منصة إسلامية لبث الأخبار على مدار الساعة، وتكتب بروح إسلامية عجيبة:
– الرقة: عاجل: الآن رفع أطول علم استقلال على مبنى كلية الآداب بالرقة، وتكبيرات تعانق السماء!
– أحفاد الرشيد معكم للموت.. يا دير الزور/ زغاريد الحرائر تملأ السماء/ ويا حمص فداكِ روحي ودمي/
– ويا جيشنا الحر بالروح بنفديك!
وكتبت: أصدر بشار الأسد رئيس النظام الفاسد مرسوماً خطيراً اليوم :ينص على منح تراخيص للشركات الأمنية الخاصة! ومعنى ذلك: أن هذا النظام البائد بعد نفاد شبيحته وشبيحة إيران وشبيحة العراق وشبيحة حزب الله، يريد استقدام مرتزقة أجانب والله أعلم من أي جنسيات! ألا يعلم بأن أشبالنا سيتصدون لكل من يحاول قتل حرية الشعب؟
وبسبب هذا تأتيها رسالة تهديد صريحة من زبانية الأسد نشرتها على صفحتها.
الشِّعر في حياة سيلفا حنا
تكتب الشعر في أغراض عدة، حتى ما أسمته: الشعر المدنس الجميل، في الغزل الجريء، لكن أهم أغراضها عن الحرية، والشام.
تقول في قصيدتها (آه ما أحلى الشام):
لا تكتب اسمي على الأشجار والورقِ **** يا مثملًا بشذا أنفاسه حبقي
يطوف طيفك في قلبي هوًى وندًى **** وفي دمي دافق ٌ من زئبقٍ نَزِقِ
غمرتني بفراتٍ راق منبعه **** وشعّ وجهك بدرًا في سما حدقي
أسعفْ شبابيَ بالعشقِ الذي انبلجتْ **** أسراره في ثنايا الصبحِ والغسقِ
يا من به تحتفي الأحضان حانية **** وتنتشي لذة في حمرةِ الشفقِ
الداء أنت بقلبي والدواء معا **** وفي نعيمك دوما منتهى طرقي
من لي سواك إذا ما اجتاحني أرقٌ **** ومن يلملم فِي درب الأسى مِزقي
يا من تحجُّ إليه الأمنيات هوى **** وفي المنام يضاهي بسمة الفلقِ
بريق عينيك ما أبهى نواظرها **** والشمس تغفو على بُرْدٍ من القلقِ
والثغر من رونق الصفصاف منقسم **** أزْرتْ مفاتنه بالزهر والعبَقِ
غمائم العشق نشوى روضتي قصدت **** كأنَّ لألاءها شعرٌ علَى وَرَقِ
هذي شفاهي بأنسامِ الهوى يبست **** أفنان حبٍّ كواها الليل من أرقِ
إن كنت أدمنت ليلا فلتكن حلمي **** وناغم الشعر شلالا على عُنُقِي
مقيمةٌ في لظى الأشواق يلفحني **** سوط من الوجد أو لسعٌ من الحُرقِ
ليس الرجال جسوما لفّها ترفٌ **** إن الرجال بطول الباع في الغدقِ
إن كان ثغري غريقا في تعلقه **** فإن ثغرك عندي آخرُ الرمَقِ
صدري افترش وقرير العين نم زمنا **** وبعد رحلة حُلم هانئٍ أفق ِ
وأعبر البحر لا المجداف يسعفني **** وفي عيونك لا ملجا من الغرق ِ!
أجني رحيق قصيد أنت جنّته **** وكحل قافيتي بعض من الألقِ
تكبر الشامُ في عينيّ يانعةً **** إنّ الحماة عيونُ اللهِ في الأفقِ
وكتبت عن حماة:
أتيتَ بملء روحكِ من حماةِ **** فخبرنا هناكَ عن الحياةِ
وكيف يعيشُ أبنائي وأهلي **** صروفَ النائباتِ من العُتَاةِ
وعلم رفقتي يَا صيرفيا **** صفاتِ الصابرينَ على المماتِ
فلا والله ما أُنْسيتُ قَوْمي **** ولكني ألوذ إلى الصلاةِ
وعن دمشق قالت:
لا تبك عينك يا دمشق فإنني **** لهطول دمعك كاللهيب أُثارُ
إن قلتِ آهٍ والمواجع أثقلت **** فدويُّ آهك في الحشا هدّار
لا تحزني هذا ابتلاءٌ كاشف **** فكذا يشاء الواحد القهار
أدعو بنبض القلب أن يجلو دجى **** سقم لديك مع الشفاء نهار
وعن سوريا كتبت: قلبي على وطني:
ضعوا قلبي على وردة **** فنار الوجد مشتدة
وليس المكتوي بالسو **** ط جَلدًا؛ كالذي عده
تنام الليل يا بدرا **** وتهدي خافقي سهده
على جمر ٍ أصاحبه **** فلا تغترّ بالحِدّة
وعن نفسها كتبت: شامية:
شامية فتنت فؤادي في الهوى **** فأقام قلبي في دروب سهاد
يتوهج العناب فوق خدودها **** هزت جذوع الروح بعد حصاد
ويح الغرام فكلما قلت انقضى **** عاد الهوى متدللا بتمادِ
ذئبية العينين كم من عاشق **** نزل المكان وفي دمشق ينادي
ماذا أقول؟ وأحرفي مظلومة **** جفن المدى أرخى فسال مدادي
وكتبت في الغزل:
يا منى القلب
يا منى القلب لا عدمتك أنسي ***فيك نور يجل عن كل شمس
يا حبيبا وفي الفؤاد هواه *** يا ترابا في روضه طاب غرسي
في سماه ُ إني أحلِّق زهوا **** وبفردوسه يُخَلَّد ُ همسي
تعزف الروح في مقامك لحنا *** يُثمل البدر بانتشاء وأُنس ِ
قسما بالهوى وخفق فؤادي *** لذة العشق مشتهايَ وعرسي
يا منى القلب: كيف ترحل عني **** أتراه يخيب ظني وحدسي؟
وهل الحب والصبابة إلا **** همسة فاقترب لتسعد نفسي
أنا بين الحياة والموت أذوي **** قد تساوى لديّ يومي وأمسي
سنة قد مضت أتنسى وتمحى؟ **** يا خليل الهوى هل الهجر ينسي؟
ذاب قلبي من الغرام ولكن **** ما لقلبي سوى هواك مُؤَسِّ
صمتُ عشرين بعد عشرِ وصُمتَ ال *** خمسَ والأربعينَ من بعد خَمْسِ
فابدأ العمرَ من جديد وخذني *** أنا عشتار لن ترى أي نحس
وقالت شاكية:
خان الحبيبُ فما تجف دموعي **** ونأى فأطفأ بالبعاد شموعي
شط المزارُ وقد كبرت عن الهوى **** فمضى وخلّف للضياع قلوعي
يا آسري لا تبتعد عن مهجتي **** قد آن بعد النائبات رجوعي
ألأنني في العمر أكبر منك يا **** قمري؟ تحن إلى جفاف ربيعي
وعن شواعر آخر زمان اللواتي يتركن معالي الأمور للهو والعبث، كتبت:
ألا بلغوا عني الشواعرَ صرخةً **** تضيق بها الدنيا الدنية في طورِ
لماذا بهذا (الفيس) تنشرن فتنةً **** تركتنّ ثوراتٍ وتبحثنَ عن ثورِ
وتكتبن عن حب وعشق وخمرة **** وتتركن أطفالًا تموت على دورِ
فتباً لأقلامٍ هجرنَ معاقلا **** لنثر أحاسيس معمقة الغور
المعلّقة الخضراء
وفي عام 2011 أطلق تجمع «شعراء حول الرسول» مشروعًا شعرياً كبيرًا أطلق عليه: (المعلّقة الخضراء)، وهي قصيدة جماعية دينية شارك في كتابتها 100 شاعر، 707 أبيات في مديح المصطفى ﷺ، فشاركت سيلفا حنا في المعلّقة، كما شارك فيها أيضاً الشاعر الأردني المسيحي سليمان المشيني، فكتب الشاعر الأردني محمد سمحان في 7-8-2011 يُشعل لها قنديل تحية:
تحية شعرية جميلة للشاعرة السورية سيلفا حنا حنا، لمشاركتها في المعلقة الخضراء؛ مقابلة للود بالود وللتسامح بالتسامح وللاحترام بالاحترام:
﴿وَلتجدَنَّ أقرَبَهُمْ مَوَدَّة لِلذِينَ آمَنوا الذِينَ قالوا إنا نصَارَى﴾..
تحية للشاعرة العربية المسيحية السورية سيلفا حنا حنا لمشاركتها في المعلقة الخضراء..
الأقربون؛ وَإنْ لمْ تلتق ِ السُّبُلُ *** وَإنْ تعَدَّدَتْ الأسْفارُ وَالمِللُ
وَمَنْ أعَزُّوا جُنودَ اللهِ مُذْ نزَلوا *** فِي القادِسِيَّةِ وَاليَرْمُوكِ أو رَحَلوا
وَحِكمَةُ اللهِ شَاءَتْ أنْ نكونَ كمَا *** أرَادَ فِي الخلقِ فالأدْيَانُ وَالدُّول
مِن أرضِنا انبَثقتْ أنوَارُهَا فغدَت *** كأنهَا الضَّوْءُ فِي الأكوَان ِتنتقِلُ
وَمَا المَسِيحُ سِوى بُشْرَى لأحْمَدِنا *** وَفِي الأناجيلِ جَاءَ الوَعدُ وَالأمَلُ
حَسْبي وَحْسْبُكِ أنَ الضَّادَ تجْمَعُنا *** وَإنْ تنوَّعَتْ الأسْفارُ وَالرُّسُل
قولِي لِمَنْ عَمِلوا مِنْ أجْل ِ فرْقتِنا *** لقدْ فشِلتمْ وَخابَ القصْدُ وَالعَمل
وَفِي المُعَلقةِ الخضْراء ألفنا *** وَجْدٌ لأحْمَدَ فِي الوجْدْانِ يَعْتمِلُ
ومما كتبته في حب النبي ﷺ:
حُبِّي زُلالٌ للنَّبِيِّ وآلِهِ **** وَلِصَحْبِهِ الأطْهَارِ والنُّجَبَاءِ
صَلُّوا على المُخْتَارِ فَهْوَ شَفِيعُكُمْ **** قَلْبٌ يُشَعْشِعُ بِالسَّنَا الوَضَّاءِ
آثَارُهُ للتّائِهِينَ هِدَايَة **** بَدْرُ السَّمَاءِ وَقُدْوَةُ البُلَغَاءِ
أَرْسَى العَدَالَةَ فَاسْتَوَى مِيْزَانُها **** وَشَفَى البِرِيَّةَ مِنْ سَقِيمِ الدَّاءِ
عُرْبٌ وَعُجْمٌ كُلُّنَا بِإِخَائِنا **** فِي وَحَدَةٍ قُدْسِيّةٍ غَرَّاءِ
أَنْعِمْ بِهِ وَبِمَا أَفَاضَ مُعَلمًا **** فَحَدِيثُهُ كَالمَاءِ في الرَّمْضَاءِ
النَّهْرُ صَفَّقَ وَالحَمَائِمُ غَرَّدَتْ **** وَالزَّهْرُ شَاغَبَ أَحْرُفِي بِغِنَاء ِ
وهذه بديعتها: شهدًا على شفتيّ، 29-5-2016
أبدعتها قبل موتها ببضعة أشهر، وكتبت تشكرني لما تحدثت عنها في كتابي: ملائح المدائح: “شكرًا للشيخ عبد السلام البسيوني على كلماته المشجعة، كما أني أعتبر كلامه وسام شرف أعلقه على صدري كرمز المحبة والسلام. وأقول له:
كُنَّا عَلَى الْعَهْدِ: إِنْجِيلِي يُؤَانِسُنِي **** وَمُصْحَفٌ لَكَ يُتْلَى فِي الدُّجَى حِكَمَا
شهداً على شفتيّ
وَاقْرأْ على رُوحِ الرَّسولِ وَلائي | يمِّمْ إلى شَطْرِ الحبيبِ حُدائي |
رَفَلَتْ قَوَافِيها بِنَبْضِ وَفائِي | مِن خافِقي -شَغَفًا- نَثَرتُ قَصَائِدي |
إنْبَاؤهُ؟! هُوَ أَصدَقُ الأنْبَاءِ | خَيْرُ الأَنَامِ مِنَ الإلهِ مُؤَيَّدٌ |
والرُّوحُ أَمْطَرَ غَيثه بِسَخَاء | شَهْدًا على شَفَتَيَّ يَنْسَابُ اسْمُهُ |
رَوَّى المَدَى.. وَجَلا دُجَى الظَّلْمَاءِ | ثَمِلَ الزَّمَانُ بِطِيبِهِ.. وَضِياؤهُ |
وَلِصَحْبِهِ الأطْهَارِ والنُّجَبَاءِ | حُبِّي زُلالٌ للنَّبِيِّ وآلِهِ |
قَلْبٌ يُشَعْشِعُ بِالسَّنَا الوَضَّاءِ | صَلوا على المُخْتَارِ فَهْوَ شَفِيعُكُمْ |
بَدْرُ السَّمَاءِ وَقُدْوَةُ البُلَغَاءِ | آثَارُهُ للتّائِهِينَ هِدَايَةٌ |
وَشَفَى البِرِيَّةَ مِنْ سَقِيمِ الدَّاءِ | أَرْسَى العَدَالَةَ فَاسْتَوَى مِيزَانُها |
فِي وَحَدَةٍ قُدْسِيّةٍ غَرَّاءِ | عُرْبٌ وَعُجْمٌ كُلُّنَا بِإِخَائِنا |
فَحَدِيثُهُ كَالمَاءِ في الرَّمْضَاءِ | أنْعِمْ بِهِ وَبِمَا أَفَاضَ مُعَلمًا |
وَالزَّهْرُ عطَّرَ أَحْرُفِي بِغِنَاءِ | النَّهْرُ صَفَّقَ وَالحَمَائِمُ غَرَّدَتْ |
بَعْدَ المَتَاهَةِ قَدْ رَنَتْ لَلِقَاء | وَالنَّفْسُ لاهِثَةُ الخُطَى لِحِيَاضِهِ |
تَتَنَسَّمُ الأَطْيَابَ بَعْدَ شَقَاء | تَهْفُو إلى دَارِ البَقا بِجِوَارِهِ |
فَتَزُولُ آلامِي وَيَبْرأُ دَائِي | أُصْغِي لآيَاتِ الكِتَابِ تَطَبُّبًا |
وَبِهَا الوَرَى نَعِمُوا بِطِيبِ رَوَاءِ | اقْرَأْ تَلَقَّاهَا رَحِيقَ رِسَالةٍ |
حتَّى القِيَامَةِ نَرْتَوِي بِسَخَاءِ | يَا أَكْرَمَ الكُرَمَاءِ خَيْرُكَ هَاطِلٌ |
لِلهِ أَسْجُدُ، كَمْ يَطُولُ دُعَائِي | أَقْتَاتُ مِنْ قَسَمَاتِ ذِكْرِكَ وَمْضةً |
فَهُمَا المَسِيحُ وَأَحمَدٌ بِبَهَاءِ | علمانِ في إنْجِيلِنا.. وَكِتَابنا |
يومًا.. فَأنتَمْ عِطرُهَا بِسناءِ | إنْ جَفَّتِ الأزْهارُ مِنْ أَطيَابِها |
[1] لم أجد أية مصادر عنها للأسف الشديد، واستفدت كثيراً من حواري معها، ومن صفحتها على (فيسبوك).