
الاحتلال يرتكب مجزرة دامية بحق نازحي خان يونس
أغسطس 24, 2025
الصهاينة يقيمون بؤرًا جديدة ويستولون على أراضٍ بالضفة
أغسطس 25, 2025توماس هيجهامر
بعد تخرجه في دمشق عام 1966، عاد عبد الله عزام إلى عمله مدرساً في برقين، وواصل أداء دور فعال بين الإخوان في جنين. لقد كان هذا في وقت تصاعدت فيه التوترات بين اليساريين والإسلاميين في فلسطين وغيرها. كان لحادثة محددة، في آذار/مارس عام 1967، تأثير كبير في عزام؛ في أثناء مظاهرة مؤيدة لجمال عبد الناصر في جنين، دخل رجل إلى مركز “الإخوان المسلمين” ومزّق الكتب الدينية وألقاها في الشارع، كان عزام هناك ليرى الكتب الممزقة تطير في شوارع جنين، ولقد كانت هذه الحادثة هي الأولى من بين تجارب سيئة عديدة مر بها مع اليساريين على مدى أعوام.
تسارع تنسيق عزام في عامي 1965 و1966 بشكل أكبر إثر الأحداث السياسية في مصر، عندما واجه فرع الإخوان الأم حملة قمع كبيرة ووحشية على يد الرئيس عبد الناصر، بعد ادعاء كشف محاولة انقلاب إسلامي في عام 1965، توجهت الحكومة المصرية إلى اعتقال الآلاف من أعضاء الإخوان المشتبه بهم والتحقيق معهم بشكل وحشي. بلغت الحملة أوجها في نهاية آب/أغسطس من عام 1966 بمحاكمة ثلاث شخصيات إخوانية بارزة وإعدامها، من بينها المنظر البارز سيد قطب.
هزت إعدام قطب عزاماً، وربما حفزت لديه أول نشاط في المعارضة السياسية وكان برقية احتجاج للحكومة المصرية. كتب عزام لاحقاً: “أذكر أني كتبت برقية لعبد الناصر أقول فيها: الدعوة لن تموت والشهداء خالدون والتاريخ لا يرحم”، ووصف الحادثة بمزيد من التفصيل لاحقاً:
“كتبت برقية عاجلة ووجهتها إلى جمال عبد الناصر حيث أرسلتْها عبر بريد القرية، خلاصتها التهديد والوعيد لعبد الناصر وأن التاريخ لا يرحم، إلا أن مسؤول بريد القرية أرجعها لي حرصاً عليّ، فكتبتها مرة أخرى تحت اسم مستعار وأرسلتها، ولا أدري هل وصلت أم لا”.
بحسب عزام، لم تمر هذه الحادثة من دون أن تلحظها السلطات الأردنية:
“المخابرات أرسلوا إلى مدير البريد، مدير البريد صاحبي. قالوا له: من هذا؟ قال لهم: هذا شخص أرسلها، قالوا: نحن رجعنا إلى سجل القرية لا يوجد اسمه في السيلة (التي أنا منها)، لا يوجد هذا الاسم فيها. لا بد أن أذكر الاسم: محمد سالم عدنان … وما وُضع اسمي في المطابع [على قائمة منع السفر]”.
لم ترد واقعة البرقية في مصادر أخرى، لكن لا يوجد مجال كبير للشك في أن عزاماً كان غاضباً عند بلوغه خبر إعدام قطب.
ومما فاقم الأمر سوءاً أن الكثير من اليساريين، كما يقال، احتفلوا بإعدام سيد قطب الذي اعتبروه رجعياً خطيراً، بحسب كاتب إسلامي فلسطيني، فبعض الناس في نابلس، كما قيل، وزعوا الحلوى المحلية الكنافة احتفالاً بالواقعة. في برقين، في الثانوية التي كان عزام يدرس فيها، أعطى أحد الأساتذة حلويات للأطفال احتفالاً بالإعدام. لقد أغضب هذا عزاماً، وكان على زملائه الآخرين التدخل لشجب المشاجرة.
قطبي
كان عزام غاضباً لأن سيد قطب كان إلهامه الرئيس، في وقت ما في الثمانينات، قال عزام: “والحق أني ما تأثرت بكاتب كاتب الفكر الإسلامي أكثر مما تأثرت بسيد قطب، وإني لأشعر بفضل الله العظيم عليّ إذ شرح صدري وفتح قلبي لدراسة كتب سيد قطب، فقد وجهني سيد قطب فكرياً، وابن تيمية عقدياً، وابن القيم روحياً، والنووي فقهياً، فهؤلاء أكثر أربعة أثروا في حياتي أثراً عميقاً”.
وللتأكيد، فقد أشاد عزام بكُتاب من “الإخوان المسلمين”، كذلك، فكأي “أخ مسلم” صالح، قرأ حسن البنا بحماسة واحتفى به في كتابات لاحقة؛ قالت زوجته إنه في منتصف الستينيات كان من أهم مطالعاته كتب الشهيد حسن البنا، لقد تأثر في الستينيات بمحمد قطب، شقيق سيد، إضافة إلى السوري مصطفى السباعي والمصري يوسف القرضاوي، لكن سيد قطب احتل مكاناً خاصاً في عالم عزام الفكري.
بدأ عزام بقراءة قطب في وقت متأخر نسبياً، عام 1965، نتيجة التغطية الإعلامية لإعدامه في ذلك العام، إلا أنه أصبح معجباً به بقية حياته، وتأثير قطب الأيديولوجي ظاهر في عدد كبير من كتابات عزام الذي قال لاحقاً إنه عندما قرأ كتاب سيد قطب: المستقبل لهذا الدين، للمرة الأولى في عام 1965، اعتقد أن قطباً كان “يعيش في الأحلام”. وبعد خمسين عاماً تقريباً، وبعد أن بدأت الحركة الإسلامية تجتاح المنطقة، غيّر عزام رأيه وكتب كتاباً عنوانه: الإسلام ومستقبل البشرية (1980)، في إشارة واضحة إلى قطب.
لم يكن عزام بالطبع وحده معجباً بسيد قطب، هذا المعلم ضعيف البنية من الريف المصري كتب سلسلة من الكتب في الخمسينيات والستينيات ستجعله أحد أكثر المفكرين الإسلاميين تأثيراً في العصر الحديث؛ إذ أثرت أفكاره، حول المجتمعات المسلمة التي تعيش في الجاهلية والحاجة إلى تأسيس دولة إسلامية قائمة على الحاكمية، في أجيال من الإسلاميين داخل مصر وخارجها، وجعله سجنه الذي استمر عقداً كاملاً، وتعذيبه وأخيراً إعدامه على يد نظام عبد الناصر، شهيداً ورمزاً قوياً لمقاومة الاستبداد.
وكذلك كان لدى قطب حياة مثيرة بل ومأساوية؛ لقد ولد عام 1906 في قرية في محافظة أسيوط لعائلة من ملاك الأراضي المتدينين والمثقفين سياسياً، كان والده نشيطاً في حزب مصطفى كامل: “الحزب الوطني”، وعقد اجتماعات في منزل العائلة (ربما وكنتيجة لذلك، ثلاثة من أشقاء سيد الأربعة – محمد وأمينة وحميدة – أصبحوا ناشطين بارزين في الإخوان). تم تشجيع سيد على أن يحفظ القرآن في وقت مبكر، لكنه وصل إلى قناعة أن التعليم الديني متخلف. في عامه الثالث عشر، انتقل مع عائلته إلى القاهرة، حيث تطور شغفه بالأدب والشعر، ودرس لاحقاً في “مدرسة المعلمين”، عمل أولاً كمعلم (منذ عام 1933 حتى 1940)، ثم كموظف في وزارة التعليم. في تلك الفترة كتب الكثير من الأعمال الروائية والشعرية والنقد الأدبي. بعد عام 1945 أصبحت كتاباته أكثر سياسية، لكنه كان ما زال قومياً أكثر منه إسلامياً.
عام 1948، أرسلته الوزارة إلى الولايات المتحدة ليدرس التعليم، وقضى عامين في “كلية ولاية كولورادو للتعليم” في غريلي، تجول قطب في الولايات المتحدة وزار أوروبا في أثناء عودته إلى البلاد؛ فعمقت مواجهته مع ما اعتبره ثقافة غربية ميتة اقتناعه بأن الإسلام قدم نموذجاً مجتمعياً متفوقاً.
في كتابه: أمريكا التي رأيت (1951)، قدم قائمة طويلة من الاعتراضات حول المجتمع الأمريكي، من ماديته وممارساته الجنسية غير الشرعية وعنصريته، إلى السينما الضحلة والممارسات غير المحترمة في الجنائز وحلاقات الشعر السيئة.
عند عودته إلى القاهرة في عام 1950، أخذ وظيفته القديمة في وزارة التعليم، لكنه بدأ يحضر بانتظام حلقات “الإخوان المسلمين”، وبدأ يكتب بشكل واسع عن الإسلام والسياسة. لقد بدأ تحديداً العمل على أعظم إنتاجاته، تفسيره للقرآن ذي الستة مجلدات، والمعنون بـ: في ظلال القرآن، والذي استغرقه عقداً كاملاً لإتمامه. في غضون عام 1953، ترك قطب الوزارة وانضم رسمياً إلى “الإخوان المسلمين”، ما خوّله ليصبح مدير تحرير المجلة الأسبوعية للحركة: الإخوان المسلمون.
في منتصف الخمسينات، كان قطب قد أصدر عدة كتب عن الإسلام والسياسة، منها: العدالة الاجتماعية في الإسلام (1949)، معركة الإسلام والرأسمالية (1951)، السلام العالمي والإسلام (1951)، دراسات إسلامية (1953)، والدفعة الأولى من في ظلال القرآن (1954). بدءاً من عام 1951، كان قطب يكتب لمجلات إسلامية، مثل الرسالة، والدعوة، واللواء الجديد.
في بداية الخمسينات، كان الإخوان حركة واسعة الشعبية بمعارضة نشيطة للوجود البريطاني في مصر. تمتع الإخوان بقضية مشتركة مع ما سمي “الضباط الأحرار” الذين سيسقطون الملك المصري عام 1952، وكان قطب على تواصل شخصي مع جمال عبد الناصر و”الضباط الأحرار” الآخرين، قبل الثورة وبعدها، إلا أن العلاقات ساءت خلال وقت قليل لأن الحركتين كان لديهما وجهات نظر مختلفة حول دور الإسلام في السياسة.
خلال العقود القليلة التالية، سيعاني الإخوان قمعاً شديداً تحت حكم نظام جمال عبد الناصر. كان هذا بشكل رئيس لأن عبد الناصر قاد نظاماً سلطوياً قمع كل أشكال المعارضة السياسية، ولأنه أيضاً واجه تهديداً أمنياً حقيقياً من عناصر راديكالية داخل الإخوان، وخاصة من الأعضاء السابقين لجناح “النظام الخاص”، التابع للإخوان، والمعروف أكثر باسم “الجهاز السري”. كان “الجهاز السري” هو الجناح شبه المسلح للإخوان المسلمين، وتأسس في أواخر الثلاثينات (هناك خلاف حول التاريخ)، وكان نشيطاً تحديداً في نهاية الأربعينات، عندما نفذ عشرات التفجيرات والاغتيالات ضد الشرطة وأهداف بريطانية، كما كان مسؤولاً عن تجنيد المتطوعين من الإخوان وإرسالهم إلى فلسطين في عام 1948.
بعد أن تولى حسن الهضيبي منصب المرشد العام عام 1950 سعى لحل الوحدة التي اعتبرها عائقاً أمام الحركة، نجح بذلك جزئياً فقط، واستطاعت نسخة سرية منها الاستمرار حتى حلها النهائي في نهاية الستينيات.
لم يكن سيد قطب عضواً في “الجهاز السري”، لكنه كان مصدر إلهام أيديولوجياً مهماً. سيصبح عبد الله عزام لاحقاً صديقاً لبعض الأعضاء السابقين في “الجهاز السري”، وأهمهم كمال السنانيري، وعبد العزيز علي، وصلاح حسن. لم تكن هذه صدفة، لأن عزاماً شارك الأفكار المتشددة والعقلية العسكرية لهؤلاء الرجال.
وكما يفعل الكثير من الأوتوقراطيين، تعامل ناصر مع التهديد من الفرع الهامشي الراديكالي بقمع الحركة كلها. وبدأ قمع الإخوان الجدي في بداية عام 1954، عندما حظرت الحكومة المنظمة واعتقلت لوقت قصير الكثير من كوادرها، ومن بينهم قطب. في خريف ذلك العام، بعد محاولة اغتيال لعبد الناصر اتهم بها الإخوان، شهدت الحركة قمعاً شديداً على يد الحكومة التي سجنت قطباً والكثير من الأعضاء. سيقضي قطب الأعوام العشرة التالية في السجن، وسيقاسي تعذيباً وحشياً وفترات طويلة من السجن الانفرادي، كما حدث كذلك التعامل السيء مع الكثير من السجناء، وكان هذا تحديداً في حادثة عام 1957، قام بها السجانون، الذين ادعوا أنهم يقمعون أعمال الشغب في السجن، بقتل أكثر من عشرين سجيناً إخوانياً في زنازينهم.
أُطلق سراح قطب في نهاية عام 1946، لكن اعتقل مجدداً بعد ثمانية شهور فقط في إطار محاولة الانقلاب المذكورة سابقاً ضد عبد الناصر. بعد محاكمة شكلية حُكم عليه بالإعدام، وتم شنقه في آب/أغسطس عام 1966.
جعلت تجربة السجن قطباً راديكالياً -كما فعلت مع الكثير من الإسلاميين- وجعلته يخلص إلى أن النظام المصري فاسد لدرجة يتعذر معها إصلاحه. في تلك الفترة، كتب أشد نصوصه الثورية وضوحاً؛ ففي عام 1964، أصدر كتابه: معالم في الطريق، كتاب وجيز سيصبح من أعظم كلاسيكيات الأدبيات الإسلامية الراديكالية.
لقد كان (المعالم) جوهرياً دعوة إلى التحرك، قال إن المسلمين يجب أن يزيلوا الحكومات التي تسيء استخدام السلطة و”لا تحكم بما أنزل الله”. بهذه الطريقة فقط، يمكن أن يخرج المجتمع المسلم من الجاهلية إلى نظام اجتماعي عادل ومزدهر.
لا يوجد وضوح كبير في الكتاب حول المنهج الذي يجب أن يُستخدم في إزالة هذه الحكومات لكنه يقول إنه “لا بد من طليعة تعزم هذه العزيمة”، وأنه حين توجد تلك العقبات والمؤثرات المعادية فلا بد من إزالتها بالقوة. يحاجج قطب كذلك في أن “[أولئك المهزومون روحياً وعقلياً الذين] يحاولون حصر الجهاد في الإسلام بما يسمونه الحرب الدفاعية” مخطئون، وأن الجهاد ممكن كذلك لتحرير المسلمين من القمع المحلي. ليس من الصعب رؤية كيف يمكن تأويل ذلك كدعوة إلى العنف الثوري.
كانت الدعوة الثورية واحدة من الكثير من سمات إنتاج قطب الأيديولوجي الواسع. لقد كتب كثيراً كذلك عن العقيدة، وعن رؤيته للمجتمع الإسلامي، وعن الحضارة الإسلامية ومكانها في العالم. ولداعمين مثل عبد الله عزام، كانت جاذبية كتابات قطب لا تكمن تحديداً وبشكل كبير في الدعوة إلى السلاح، بل في الرؤية الشمولية التي قدمها، وفي الطريقة المتقنة التي جمع بها الدليل من النصوص الإسلامية والتحليل السياسي المستمر الداعم لمحاججته. وفي الوقت نفسه، كانت الروح الثورية للمعالم هي التي ميزت قطباً عن بقية كُتاب “الإخوان المسلمين” الآخرين.
راديكالية قطب وموته لأجل القضية منحته سمعة من “الحدة” افتقدتها شخصيات إسلامية أخرى أكثر براغماتية. هناك الكثير من الكتاب غزيري الإنتاج، والكثير من الناشطين المخاطرين، لكن هناك القلة من الذين يجمعون الأمرين معاً. كان هذا الجمع بين السمات شيئاً سيشارك به عبد الله عزام مع سيد قطب.
كان سيد قطب أحد الشخصيات الإخوانية القيادية القليلة في النصف الثاني من القرن العشرين، والتي لم يحظَ عزام بلقائها. لو لم يكن قطب قد سُجن، لكانت طُرقهم ستتقاطع على الأرجح، لأن قطباً كان على تواصل مع الإخوان الأردنيين. في عام 1954، حضر مؤتمراً للإخوان المسلمين، في القدس حيث التقى محمد خليفة، زعيم الإخوان في الأردن؛ وهو نفسه الذي جاء ليزور عزاماً الشاب في السيلة بعد ذلك بفترة قليلة.
ندم عزام بالتأكيد على أنه لم يحظ بفرصة لقاء قطب. عندما انتقل عزام إلى القاهرة عام 1971، كان من أول الأشياء التي قام بها التواصل مع عائلة قطب، ممثلة بشقيقة سيد: أمينة. عندما خرج محمد، شقيق سيد، من السجن في تشرين الأول/أكتوبر 1971، التقاه عزام أول ما أتيحت له الفرصة.
في تلك الأثناء، وجد عزام عدة طرائق للاحتفاء بقطب؛ في عام 1969، على سبيل المثال، عندما كان يقاتل مع “الفدائيين” في شمال الأردن، كتب مع رفاقة اسم قطب على الصواريخ التي أطلقوها على الأهداف الإسرائيلية. في آب/أغسطس من عام 1970، احتفلوا بالذكرى الثالثة لإعدام قطب بإطلاق ما سموه “عملية سيد قطب” ضد دورية دبابات إسرائيلية متجولة.
كتب عزام كذلك مقالات تحتفي بقطب وأفكاره بعد موته بكثير. في عام 1981، على سبيل المثال، كتب عزام مقالة في مجلة المجتمع يدافع فيها بشدة عن قطب بوجه الاتهام -الذي وجهه ناصر الدين الألباني- في مقالة سابقة بأن قطباً كان متأثراً بالصوفية. في خريف عام 1986، كتب عزام رثاء متوقداً لقطب في مجلة الجهاد في الذكرى العشرين لإعدامه. ثم كتب عزام بعدها سيرة قصيرة لقطب. بعد ذلك، جمع أتباع عزام هذه النصوص الثلاثة في مخطوطة واحدة ونشروها بعد وفاته في كتاب عنوانه: عملاق الفكر الإسلامي (الشهيد سيد قطب).
التأثير القطبي حاضر في عدد من كتابات عزام ومحاضراته. إنه يظهر تحديداً وبشكل بارز في كتابات عزام قبل أفغانستان، مثل: الإسلام ومستقبل البشرية، والسرطان الأحمر. وفي الثمانينيات، سجل عزام سلسلة محاضرات مدتها 40 ساعة بعنوان: في ظلال سورة التوبة؛ لتفسير سورة التوبة. لم يكن العنوان والمعنى يمثلان صدى لكتاب قطب: في ظلال القرآن فحسب؛ بل اعتمد قطب بشدة على تحليل قطب للسورة نفسها. الأمر الذي لا يقل أهمية عن الاقتباسات والإشارات هو التأثير القطبي الجوهري الذي يمكن أن نراه في تفكير عزام:
وجهة نظر عزام عن الإسلام كنموذج اجتماعي كامل وحضارة متفوقة، وانهماكه بالتشريع الإسلامي، وتوجهه تجاه الأنظمة العربية.. كلها تمثل صدى لقطب.
لقد استخدم كذلك المصطلحات القطبية، مثل الجاهلية والحاكمية بشكل واسع، وفي الحقيقة، وبعد موت عزام، كتب مؤلف إسلامي كتاباً كاملاً اسمه: مفهوم الحاكمية في فكر عبد الله عزام. كذلك استشهد عزام بقطب كثيراً في محاضراته، وشجع الطلاب على قراءته. في مخيمات التدريب في أفغانستان، كان يحث المتدربين على أن يقرؤوا في ظلال القرآن لمدة نصف ساعة بعد صلاة الفجر.