
أديان باطلة (1)عقائد الهند نموذجاً
أغسطس 14, 2025
الاحتلال يطلق خطة استيطان لربط القدس والضفة بالكيان
أغسطس 14, 2025الشيخ جلال الدين حمصي
سفير الهيئة في لبنان
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن سار على نهجه القويم إلى يوم الدين.. وبعد:
فإن من أعظم النعم التي امتنّ الله بها على عباده في الشام بعد زوال القبضة الطاغوتية الأسدية البعثية المجرمة الحاقدة على الدين وأهله..
هي عودة الروح إلى الجسد، وهي الدعوة إلى توحيد الله وحده والسير على خطى النبي الأمين ﷺ؛ وكذلك بث الحياة في أوصال العمل الإسلامي الذي كان مقموعًا لعقود.
فقد عاشت سوريا -في ظل النظام البائد- مرحلة من التضييق الشديد على شعائر الإسلام، حيث مُنعت مظاهر العبادة الجماعية كصلاة العيد في الساحات، وتهمّشت المساجد، وأُفرغت من رسالتها التربوية والإيمانية، فباتت كثير من بيوت الله أشبه بالمرافق المهجورة، لا تُقام فيها شعائر الإيمان إلا بما يُرضي السلطة ويخدم أهدافها.
أما اليوم، وبعد أن أذن الله بزوال كثير من مظاهر الظلم والطغيان، فقد انطلقت نهضة دعوية مباركة تُبشّر بعودة المجد الإسلامي إلى أرض الشام، مهد الرسالات ومهبط البركات.
لقد رأى الناس كيف أعاد الله للمساجد حياتها، فأُعيد إعمار ما هُدم منها، وتزيّنت بيوت الله بالنور والذكر، وصدق فيهم قوله تعالى:
﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ﴾ [النور: 36].
ومن صور إحياء السنن المهجورة:
عودة صلاة العيد في الساحات، كما كان يفعل النبي ﷺ وأصحابه الكرام، في مشهد يملأ القلوب بهجةً، ويعيد للأمة شعائرها العظيمة، تحقيقًا لقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج: 32].
كما يجري العمل على استرداد الكثير من أملاك الأوقاف المنهوبة، لتعود وزارة الأوقاف من أغنى الوزارات، مما سيمكنها من تمويل مشاريع دعوية وعمرانية ضخمة لخدمة بيوت الله عز وجل.
كما يجري الاعتناء بالمساجد المركزية، لا سيما ذات الطابع الأثري، وإعادة تأهيلها بما يليق بمكانتها، حمايةً لهوية الأمة وتاريخها الديني.
وفي الجانب العلمي، انطلقت الندوات الشرعية والدورات الدعوية، وانتشرت المحاضرات المنهجية في فقه العبادات والسلوك، وكانت حملة (خير الأيام) نموذجًا رائدًا في تفعيل أيام العشر من ذي الحجة، تذكيرًا بفضلها ومكانتها، تخللتها محاضرات ومسابقات إيمانية، ومواكب دعوية.
كذلك، انتشرت المسابقات القرآنية والإيمانية مثل:
فرسان الفجر: التي أحيت سنة المحافظة على صلاة الفجر جماعة.
مسابقة النصر القرآنية: التي غرست في القلوب معاني الجهاد والتضحية.
ورمضان النصر: التي أحيت ليالي الشهر المبارك بالذكر والتنافس على الطاعات.
ولأن العلم الشرعي هو قوام الدعوة، فقد افتُتحت المراكز العلمية لتخريج طلاب العلم والدعاة، وإقامة الحِلَق والدروس، إحياءً لقول الله تعالى: ﴿فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ﴾ [التوبة: 122].
ومن صور الجمال القرآني، ما شهدته البلاد من (قوافل النور)، وهي فعاليات يُتلى فيها القرآن على مسامع الناس في مشاهد مهيبة تفيض خشوعًا ووقارًا، تبث في القلوب سكينة، وفي الأرواح نورًا، استجابة لقوله سبحانه: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204].
كما لم يُغفل الجانب المؤسساتي، فتم افتتاح المصليات في الجامعات والثكنات الأمنية والفروع، في خطوة مباركة تعيد الدين إلى سائر مفاصل الحياة، وتؤسس لجيل متوازن يجمع بين الإيمان والعمل.
واعترافًا بفضل أهل العلم والقرآن، أقيمت احتفالات لتكريم العلماء وطلبة العلم وحفظة كتاب الله، وفاءً لقوله تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ [المجادلة: 11].
إن هذه النهضة الدعوية المباركة ليست طارئة ولا مؤقتة، بل هي امتداد لوعد الله وتمكينه لعباده الصالحين، حيث قال سبحانه: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ﴾ [النور: 55]،
وهذا الوعد يتجلى في عودة الإسلام ليكون منهج حياة، ودستور أمة، وشعلة هداية في زمن الظلمات.
نسأل الله أن يُتمّ هذه النعمة، وأن يبارك في هذه النهضة، وأن يجعل سوريا منارة للعلم والدعوة، ومهوى قلوب المؤمنين.