
غضبٌ قادَني إلى الهداية!
يوليو 18, 2025
الاحتلال يوسع اقتحاماته بالضفة ويجبر فلسطينيين على الهدم
يوليو 19, 2025الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول اللهﷺ وعلى آله وصحبه، ومن ناصره واهتدى بهداه وبعد:قال الله تعالى:انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ [التوبة:41].
إن ما تعيشه غزةُ اليوم أمامَ أعيننا تجاوز كل الحدود، حتى صرنا نشاهد شهداء الجوع والعطش على الشاشات، ولا نملك القدرة على إيصال شربة ماء أو قارورة دواء لإخواننا من الشيوخ والنساء والأطفال.
إنه عار الدهر وفضيحة التاريخ، وسُبة الأبد، وإن المسؤوليةَ الشرعية والإنسانية لن تعفي أحدًا يوم الحساب .
إن غزة الأبية تنزف منذ 21 شهرًا متواصلة، وتقاوم الموت جوعًا وقهرًا وقصفًا، بينما أمة المليارين عاجزة عن كسر حصار يقتلهم كما تقتلهم آلات الحرب، ولا يزال المعبر -شريان الحياة- مغلقًا أمام الغذاء والدواء، وكأننا ألفنا مشهد طفل يموت عطشًا، أو أمٍّ تحتضن طفلها الذي يتلوى جوعا، في أبشع حصار بقوة السلاح عرفه التاريخ !
لقد كان خطاب أبي عبيدة الأخير صرخة حق، وجرس إنذار، وكان وقعه أشد على نفوس الأحرار من زخات الرصاص، لأنه فضح المتخاذلين والقاعدين والساكتين، وجعل الخصومة مع الجميع يوم الدين، وجعلنا نخشى أن نُحشر يوم القيامة خصوما لأبطالنا من الشهداء والمجاهدين، الذين نرجو أن يكونوا شفعاءَنا عند رب العالمين.
ومن هنا نطالب الحكومات الإسلامية أن تفتح باب الجهاد أمام جماهير الأمة، التي لن تتأخر عن نجدة أهل غزة، وقد سبق أن فتحتم الباب نفسه أيام جهاد الأفغان وغيره من البلدان، وإن كنتم لا تملكون القرار فافتحوا المعابر لنغيث إخواننا الذين يموتون جوعا وعطشا، فها هي منظمة الأونروا ذكرت أن المواد الغذائية المحتجزة في مدينة العريش تكفي أهل غزة ثلاثة أشهر كاملة، افتحوا المعابر لتقطعوا حجتنا ،فإن لم نغث أهل غزة جعنا معهم على الأقل، فقد رأينا صمودهم أمام الأهوال وفرح الواحد منهم باستشهاد أولاده، لكن كرامته تأبى أن يرى أولاده يموتون جوعا.
ونذكر الحكومات الإسلامية، وجميع العاملين في صفوفها، بأنهم على خطر شديد، وأن سياستَهم في هذه الحرب تنقض عرى الولاء والبراء، وأنهم يعرضون أنفسهم لمقت الله وعذابه، فإن كل لحظة ألم وجوع وقهر قد يجمع الله بها على المتخاذلين عذاب الدنيا والآخرة.
ثانيا: إن مخاطبة الحكومات هو من باب المعذرة إلى الله، لأنهم لم يحركوا ساكنا خلال ال 700 يومٍ الماضية، لذا نتوجه إلى القبائل والعشائر أهل الغَيرة والحمية، أن يفزعوا لغزة من كل مكان لا سيما دول الجوار، كما فعل شجعان العشائر العربية في إغاثة إخوانهم في سورية.
ثالثا: لقد كان أبوعبيدة صريحا في وضع المسؤولية في رقبة الجميع، وفي مقدمتهم العلماء، وإننا نؤكد على استعدادنا التقدم الصفوف استجابة لإخواننا وتأسيا بنبينا صلى الله عليه وسلم وبما ان رمزية العلم ومشيخته في الأزهر الشريف صاحبِ التاريخ العريق والمواقف الفاصلة، وحقُّ الجوار يحتم عليه مالا يحتم على غيره، وإننا على يقين من أن أي تحرك حاسم من قبل فضيلة شيخ الأزهر د. أحمد الطيب سيغير المعادلة وسيكسر الحصار، أو يؤدي على الأقل واجب العين المتعين على قادة الأمة وعلمائها، فإن التاريخ قد فتح ناصع صفحاته لتسجل فيها اسمك يا فضيلة الإمام إلى جوار العز بن عبدالسلام، وإلا فأعد للسؤال إجابة فقد اختصمنا أبوعبيدة جميعا أمام محكمة العدل الإلهية، ونسأل الله أن يكشف عن إخواننا ويجعلنا جميعا سببا في ذلك، والله من وراء القصد والهادي سواءَ السبيل