
إطلاق المبادرة الإفتائية “طوفان الردع نصرة لغزة”
يوليو 22, 2025
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: إنقاذ غزة فرضٌ شرعي عاجل
يوليو 23, 2025تابعت الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ الضغوط السياسية الشديدة على مشيخة الأزهر الشريف، إلى الحد الذي يُحذف فيه نداء شيخ الأزهر الخاص بغزة بعد انتشاره، ثم يصدر لذلك تبرير لا يمكن قبوله.
إن مشيخة الأزهر الشريف لا تملك – حتى لو أرادت – أن تتخلى عن مكانتها العليّة، وعن مقامها الرفيع، الذي اكتسبته عبر التاريخ بجهود عمالقة كبار ملؤوا الأرض علماً عبر ألف سنة، ولا يسعها – حتى لو رغبت، وحاشا لها أن ترغب – أن تتجاهل قضية غزة، فهي قضية دين وعروبة، وجوار وشرف ومروءة.
فلو كان الذين يتعرضون في غزة شعباً من اليهود أو الهندوس، لما وسع الأزهر الشريف، ولا علماء الإسلام قاطبة، أن يسكتوا ولا أن يرضوا عن تجويع شعب بنسائه وأطفاله وشيوخه.. فذلك من واجبات الإسلام، وحقوق الجوار، ومقتضيات المروءة والشرف لكل البشر، بل لمخلوقات الله الأخرى؛ فقد أخبر رسول الله ﷺ أن امرأة دخلت النار في هرّة حبستها، وأن بغيًّا دخلت الجنة في كلبٍ سقته من العطش!
إن كان علماء الإسلام والأزهر لا يستطيعون السكوت عن شعوب تُجَوَّع وتُقْتَل ولو لم تكن مسلمة، بل ولو لم تكن من البشر.. فكيف يستطيع الأزهر الشريف أن يسكت عن شعب غزة المسلم العربي الأبي، الذي يخوض أشرف معارك الأمة، دفاعاً عن نفسه وعِرضه وبلده، وعن مقدّس المسلمين: مسرى رسول الله، ومجمع الأنبياء، وملتقى الأرض بالسماء؟!!
إن ما يحدث من الضغط السياسي على مشيخة الأزهر الشريف قد جاوز كل الحدود، بما في ذلك حدّ السياسة والعقل والرأي السليم، فما من دولة تكبت قوتها الناعمة، ولا صوتها العالي المسموع في العالمين!
ثم إن لغزة خصوصيةً أخرى مع الأزهر الشريف، فإن فيها فرعاً للأزهر، وإن الكثرة الكاثرة من دعاة غزة وعلمائها ومربّيها وأصحاب الفضل فيها، إنما هم من خريجي المعهد العريق والمسجد العتيق، وعامة شيوخ الأزهر لهم طلاب وطالبات في غزة الأبيّة الصامدة، يعرفهم ويراسلهم ويتواصل معهم، ولا يزالون يستفتونه فيفتيهم، ويستغيثونه فيغيثهم.
إن نداء شيخ الأزهر هو خطوة أولى في سبيل إبراء الذمة، وإغاثة الغزيين ونصرتهم. وإن كبت صوت الأزهر، وحجب نداء شيخه عن النطق بأدنى الحق الواجب، هو انتقال من سياسة إغلاق المعابر إلى تكميم الأفواه، وحصار المؤسسات.
وإن الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ، تُثمّن الدور الكبير الضخم الذي يضطلع به الدعاة وطوائف المربّين في غزة، من ثبات وصبر وتضحية ومؤازرة لأهلنا هناك، وندرك أن ما يقومون به من دعم معنوي وتثبيت إيماني للناس في بقايا المساجد والمصليات والمخيمات المؤقتة، هو من أعظم أبواب الجهاد في سبيل الله، وهم اليوم ورثة الأنبياء في المحن والابتلاء، يُحيون القلوب، ويُثبتون العزائم، ويقفون سدًّا معنويًّا منيعًا أمام آلة البطش والتهجير والإبادة.
إن نداء شيخ الأزهر يُمثّل كل عالم عامل في هذه الأمة، ونحن نعتقد أن ما في صدر الشيخ أحمد الطيب من مروءة القبيلة العربية، ومن نسب عريق في المشيخة الأزهرية، لَيَنطوي على ما هو أكبر من النداء المحذوف وأفضل، وأن قابل الأيام ستشهد ما هو خير وأعظم.
وختاماً، فإننا نوجّه نداءنا إلى كافة المجامع والهيئات العلمائية في ربوع العالم الإسلامي أن تتحمّل مسؤولياتها الشرعية والإنسانية، وتتحدث بوضوح عن هذه الشريحة المجاهدة من أبناء غزة، وتُسلّط الضوء على معاناتهم المزدوجة: بين كِبَر الجَهد، وعِظَم الجُهد، مع دعوة الجهات الرسمية والجمعيات الخيرية إلى تخصيص دعم عاجل للدعاة والمربّين في غزة، تأميناً لبقائهم واستمرار دورهم.
ونؤكد على أن المجاهدين الصابرين، والدعاة الراسخين، هم فخر الأمة وركيزتها في غزة، وأن الحاضنة الشعبية على الدرجة نفسها من الثواب والأجر، وأن دعمهم واجب بكل أشكال الدعم.
والله من وراء القصد، والهادي إلى سواء السبيل.