
40 منظمة: الاحتلال يعرقل مساعدات غزة الإنسانية
نوفمبر 1, 2025
تحت راية الطوفان في بيت حانون!
نوفمبر 2, 2025ماذا قدمت هيئة الأنصار في الذكرى الرابعة لتأسيسها؟
د. محمد الصغير
رئيس الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ
في 26 من أكتوبر 2025 أتمت الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ عامها الرابع، وبهذه المناسبة عقدت مؤتمراً صحفياً بحضور أعضاء مجلس الأمناء، وعدد من سفراء الهيئة حول العالم، وتم في المؤتمر استعراض أهم المشاريع العلمية والدعوية التي ترعاها الهيئة، وعرض المسؤولون عن هذه المشاريع بعض الإنجازات التي تحققت في الفترة الماضية، ونظراً لأن الهيئة تقوم في جُل أعمالها على الركيزة الإعلامية. فقد اعتمدت من انطلاقتها الأولى فريقاً إعلامياً محترفاً، يؤدي رسالتها ويحقق أهدافها.
أولاً: الفريق الإعلامي
أنشأت الهيئة كتيبة إلكترونية متخصصة، وأعدت كوادر مدربة لخدمة قضايا الأمة، ورصد الأحداث المهمة، والرباط في معركة الوعي عبر منصاتها المتعددة.
• أطلقت أكثر من 15 منصة وموقعاً إلكترونياً.
• وصلت منتجاتها ومنشوراتها إلى أكثر من 3 مليار شخص حول العالم خلال السنوات الأربع الماضية.
ثانياً: مجلة أنصار النبي ﷺ
وهي باكورة مشاريع الهيئة وبداية ثمارها وبركاتها، وانطلقت بعد ستة أشهر من تأسيس الهيئة، وكانت الفكرة وتنفيذ الخطة من الأستاذ محمد إلهامي ثم تولى رئاسة تحريرها، وصدر منها حتى الآن 41 عدداً، بمشاركة أكثر من 500 كاتب، وتعد المجلة نافذة التذكير والتأثير، التي تطل الهيئة من خلالها على الأمة، وتتيح لعلماء المسلمين تسجيل مواقفهم ووصول صوتهم في القضايا الكبرى، وقد رابطت المجلة في خندق طوفان الأقصى خلال عامين كاملين، كما تحافظ على صوت العلماء الأسرى الذين أرادت آلة البطش والاستبداد أن تحول بينهم وبين الجماهير، كما يتضمن كل عدد من أعدادها لمسة وفاء للعلماء الذين رحلوا وانحسرت دائرة الضوء عن أعمالهم، ليتعرف عليهم القارئ من جديد.
ثالثاً: مشروع بصيرة الدعوي
مشروع لدعوة غير الناطقين بالعربية للدخول في الإسلام، من خلال وسائل التواصل الحديثة، وتركز بصيرة حتى الآن على ثلاث لغات رئيسة هي الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية، وبعد دخول المهتدي إلى الإسلام ينخرط في مدرسة التعليم التي تقدم عشرة مستويات متدرجة: تبدأ بالطهارة والتوحيد، وتنتهي بتدريبه على دعوة محيطه القريب من الأقارب والزملاء، وقد أضافت المجلة إلى أبوابها باباً عن قصص هؤلاء المهتدين، ومن الطريف أن بعضهم قاده للإسلام قراءة مثل هذه القصص الواقعية الحديثة، ومن بداية المشروع دخل 2300 شخص في الإسلام، انخرط منهم 1868 مسلمًا جديدًا في مسارات التعليم، التي منها تحفيظ القرآن الكريم.
رابعاً: وقف الأنصار
اتساع مشاريع الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ وتنوعها اقتضى وجود مظلة قانونية لها، وهذا ما سعت إليه إدارة الهيئة منذ تأسيسها، حتى صدر لها قرار المحكمة التركية باعتماد وقف أنصار النبي ﷺ برئاسة الأستاذ أشرف توفيق، وبذلك أصبحت مشاريع الهيئة تعمل تحت مظلة القانون التركي رسمياً، ولها حسابات بنكية رسمية في البنوك الحكومية والخاصة، لمن يرغب في دعم أنشطتها المختلفة، وتعد تركيا من الدول القلائل التي ما زالت تولي الأوقاف ومشاريعها أهمية خاصة، ويعمل وقف أنصار النبي ﷺ حتى الآن في مجال المساعدات الإنسانية والاجتماعية، بالإضافة إلى رعاية مشاريع الهيئة ومنجزاتها، ومن ذلك:
- قيام وقف أنصار النبي ﷺ بتقديم مساعدات شهرية للجاليات العربية في تركيا، بقيمة بلغت أكثر من مليون ليرة تركية، من خلال كارت الأنصار الذي يقدم شهرياً للأسر المتعففة.
- كما نفذ الوقف أكثر من 30 مشروعًا إغاثيًا في غزة خلال حرب طوفان الأقصى، مثل: سقيا الماء، وتكايا الإطعام، وإنشاء مخبزين، ورعاية بعض الدعاة والأئمة.
- كما يقوم الوقف على رعاية عدد من الحالات المرضية المزمنة بصفة شهرية.
خامساً: سفراء هيئة الأنصار
اعتمدت هيئة أنصار النبي ﷺ سفراء لها حول العالم، يحملون رسالتها ويسعون في تحقيق أهدافها، حسب الوسائل المتاحة في بلادهم، وزاد عدد السفراء عن سبعين سفيراً في أكثر من أربعين دولة، ويرأس مجلس السفراء فضيلة الشيخ أحمد هليل، والأمين العام لمجلس السفراء د. عبدالرحمن عارف، ومما أضيف لأبواب مجلة أنصار النبي ﷺ باب يكتب فيه السفراء عن بلدانهم وتجاربهم وأهم القضايا التي تشغلهم.
إنجازات السفراء:
• إنتاج برنامج تلفزيوني عالمي بعنوان “في محبة النبي ﷺ” بأكثر من 10 لغات.
• كتابة 50 مقالًا في مجلة أنصار النبي ﷺ.
• ترجمة وشرح كتب الهيئة بعدة لغات لتعميق الأثر وتوسيع الانتشار.
سادساً: القبة الخضراء لحفظ السنة النبوية
وهو المشروع الأول من نوعه حول العالم لتحفيظ السنة المطهرة، باعتماد التحفيظ والتعليم وجاهة في تركيا، وعن بُعد في باقي دول العالم، وتَقدم للانخراط في المشروع حتى الآن أكثر من 10,000 طالب، يشاركون في أنشطة المركز من خلال 500 مدينة حول العالم بإشراف فضيلة الشيخ أحمد الحسني الشنقيطي.
وكانت المحصلة بعد تسعة أشهر من انطلاق المشروع، تحفيظ أكثر من 50,000 حديثاً حتى الآن، وكُرّم عدد من الطلاب أتموا حفظ ألف حديث شريف، كما أقام المركز أكثر من 20 محاضرة وفعالية كان آخرها مجلس سماع كتاب الشمائل المحمدية ثم كتاب بلوغ المرام، وقد حضره أكثر من 300 شخص حضورياً وتابعه 15 ألف مستمع حول العالم، بإشراف 28 محفّظًا من مختلف الدول.
سابعاً: دار الإفتاء الإلكترونية
التي أطلقتها هيئة أنصار النبي ﷺ في الذكرى الرابعة لانطلاقها، تحت مظلة مركز أنصار النبي ﷺ للفتوى والإرشاد، برئاسة فضيلة المفتي د. عبدالحي يوسف، والذي لخص قصة دار الإفتاء في هذه السطور:
“فقد يسّر الله تعالى –بفضله وكرمه– قيام الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ، والتي كان الناس بحاجة إليها لينتظم في سلكها كلُّ من كتب الله له سهماً في الذود عن حياض نبينا ﷺ ونصرته والذب عن شريعته وبيان هديه، فتدافع نحوها الفضلاء والنبلاء من السادة العلماء أئمة الدين وخاصة المسلمين؛ فأجرى الله بها من الخير الشيء الكثير، في فعاليات تتابعت ومقالات طار كل مطار، ودورات انتفع بها الخاصُّ والعام، وبرامج مسموعة وأخرى مرئية، وهداية لفئام من الناس كانوا في ضلالتهم يعمهون، فالحمد لله على نعمته، ونسأله سبحانه المزيد من فضله.
وغير خاف على المتابعين ما يراد بديننا من طمس معالمه وتبديل أحكامه، حيث تعاون على ذلك شياطين الإنس والجن إرادة منهم ﴿یُرِیدُونَ لِیُطۡفِـُٔوا۟ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَ ٰهِهِمۡ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَـٰفِرُونَ﴾ [الصف: 8]، وكان من مكرهم الكُبّار منعُهم أهلَ العلم والدين وأئمةَ المسلمين من تبيين أحكام الله عز وجل، والحجر عليهم في النطق بالحقِّ الذي يعتقدون، فغيبوا كثيرين خلف القضبان، وشرَّدوا آخرين في أقاصي البلاد؛ وأشبعوا فريقاً ثالثاً بالأراجيف والترهات تنفيراً للناس منهم، وبلغ الحالُ ببعض الطغاة أن يجعل الفُتيا في بلده قاصرة على نفر معدودين ممن ترضى عنهم الأجهزة الأمنية، أولئك الذين لا ينطقون إلا بما يوافق هوى الحاكم من أحلاس السلطة وأعوان الشرطة؛ ليبقى عامة الناس مغيَّبين عن معرفة الحق واتّباعه، يحسبون المعروف منكراً والمنكر معروفاً.
فاضطلعت الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ بدورها المنشود في مواجهة هذا الكيد اللئيم؛ بإنشاء دار الفتوى الإلكترونية، وذلك للآتي:
أ- قياماً بفرض الكفاية الذي أوجبه الله على أهل الذكر عيناً؛ حيث حرَّم سبحانه كتمان العلم فقال ﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِیثَـٰقَ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ لَتُبَیِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُۥ﴾ [آل عمران: ١٨٧] وتوعَّد أولئك الكاتمين بقوله: ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ یَكۡتُمُونَ مَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡكِتَـٰبِ وَیَشۡتَرُونَ بِهِۦ ثَمَنࣰا قَلِیلًا أُو۟لَـٰۤىِٕكَ مَا یَأۡكُلُونَ فِی بُطُونِهِمۡ إِلَّا ٱلنَّارَ وَلَا یُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ وَلَا یُزَكِّیهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمٌ﴾ [البقرة: ١٧٤]، وأوجب على عامة المسلمين السؤال عما جهلوا من أحكام الدين فقال: ﴿فَسۡـَٔلُوۤا۟ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [النحل: ٤٣].
ب- اقتداءً بأكابر أهل العلم في القديم والحديث؛ بداية من الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم بعد رسول الله ﷺ، مروراً بمن بعدهم من أئمة الدين وحملة الوحي، ممن تصدوا لهذه المهمة العظيمة والشأن الكبير.
ت- إدراكاً من الهيئة لخطورة الفتوى؛ وأن المفتي –كما قال القرافي رحمه الله– ترجمان عن الله، أو –كما قال ابن القيم رحمه الله– موقِّع عن الله تعالى.
ث- قطعاً للطريق على أولئك المجترئين على الفتيا، الخائضين بغير علم، من الرؤوس الجهال الذين علا في هذا الزمان صوتهم وعظم شرهم، وصار دينهم وديدنهم تتبُّعَ الرخص ومجاراةَ الواقع، واستحلالَ الحرام بأدنى الحيل، ظانين –وبعض الظن إثم– أن الخلاف بذاته حجة.
ج- إقامة للحجة على الناس جميعاً، لئلا يخلو الزمان من ناطق بالحق مبيِّن للهدى، وقد علمنا عظيم حاجة لذلك؛ فما أسعدهم أولئك الذين يبينون للعباد مراد الله منهم، مفسرين للآيات شارحين للسنن داحضين للشبهات.
ومن أجل دَرَك تلك الحاجة الشرعية سلكت دار الفتوى الإلكترونية سبلاً شتى كلُّها ميسور موفور والحمد لله رب العالمين، ومن ذلك:
1- باستنفار أصحاب الكفاءات من علماء الإسلام؛ من المشهود لهم بالعلم والورع والاستقامة والسداد، مع البصيرة والمعرفة بالحياة وبالناس أيضاً، بالإضافة إلى ملكة الفقه والاستنباط؛ دون الاقتصار على مذهب معيَّن أو جماعة مخصوصة أو حزب معلوم.
2- بإقامة خط ساخن للفتاوى يتناوب فيه عدد من أهل العلم يستقبلون أسئلة الناس ويتصدون للإجابة عنها شفاهة، عبر الهاتف الذي جُعل له رقم يمكن الاتصال به مجاناً من أي مكان في العالم.
3- بتسجيل الإجابة –صوتاً وصورة– عن بعض الفتاوى التي تأتي عبر الموقع كتابةً.
4- بنشر الفتاوى التي يجهلها كثيرون مما له صلة بواقعهم، والتي دوَّنها الأئمة الثقات عبر العصور المختلفة، ومن ذلك مثلاً الفتاوى المتعلقة بأرض الرباط فلسطين في زمان صارت فيه كلمات (الجهاد والرباط) محرَّمة مجرَّمة عند كثيرين، ومثلها الفتاوى التي تبيِّن وجوب الحكم بما أنزل الله عز وجل، وتلك التي تشرح طبيعة يهود وما جُبلوا عليه من الخسة والمكر.
5- باستكتاب العلماء للإجابة عما يحتاج إلى بحث وتدقيق من النوازل المعاصرة والأسئلة الحادثة.
هذا، وإنا لنسأل الله عز وجل أن يجزي خيراً القائمين على هذه الهيئة المباركة، وأن يبارك في جهود داعميها، وأن يشد على أيدي الفتية القائمين على اللجنة الإعلامية، فإن لهم القدح المعلى في هذا الجهد المشكور والعمل المبرور، ونسأله سبحانه أن يجعل أعمالنا جميعاً خالصة لوجهه الكريم”. أ.ه
وفي الختام..
نؤكد أن هيئة أنصار النبي ﷺ بشتى مشروعاتها، تهدف إلى خدمة الجناب النبوي والذود عن حياض السنة المطهرة، والسعي لإيصال دعوة الحق إلى الخلق، ودحض الشبه والرد على افتراءات المغرضين، آملين أن نكون من أنصار النبي الكريم ﷺ، شعارنا في ذلك:
إن فاتنا شرف الصحبة فلا يفوتنا شرف النصرة.




