
العدد الواحد والأربعون
أكتوبر 3, 2025
بيان علماء الأمة حول مواقف الدول العربية والإسلامية من خطة ترامب
أكتوبر 3, 2025بقلم: د. محمد الصغير – رئيس الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ
يوم السابع من أكتوبر من عام 2023م يوم من أيام الله التي أمرنا بالتذكير بها ﴿وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ [إبراهيم: 5]، وعلى قدر التضحية وعظم الثمن الذي قدمه الشعب الفلسطيني كبداية لمشروع التحرير، كان الأثر الكبير الذي أحدثه طوفان الأقصى على كافة الأصعدة، واستطاع بجدارة أن يعيد قضية فلسطين إلى الواجهة.
وأكبر دليل على ذلك كلمات وفود الدول المختلفة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي انعقدت دورتها الثمانون يوم الثلاثاء 23 أيلول/سبتمبر 2025م وكان الحديث عن حرب الإبادة الجماعية في غزة هو الصوت الأعلى، والموضوع الأكثر تدوالاً في خطابات المتحدثين، مع أن كلمات إخوان العقيدة وأشقاء العروبة دارت بين الشجب والاستنكار، مع زيادة في نبرة التنديد دون الوصول إلى درجة التهديد، وكان الاستثناء من ذلك رئيس وزراء باكستان الذي افتتح كلمته بالقرآن الكريم ثم أكد على الآتي:
- لا بد من تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي حالاً.
- يجب وقف إطلاق النار في غزة الآن.
- هجوم إسرائيل على الدوحة انتهاك صارخ لسيادة قطر، ونعلن تضامننا معها.
وقبل الخروج من دائرة المتحدثين، نلفت الأنظار إلى أن محمود عباس مسؤول السلطة الفلسطينية لم يسمح له بتأشيرة دخول إلى أمريكا، وسمح له فقط باستخدام رابط (زووم)، وانصبت كلمته على تهنئة اليهود بأعيادهم، وتجديد اعترافه بدولة إسرائيل، وتأكيد رفضه لعملية طوفان الأقصى، وأنه لا ينبغي أن يكون لحماس أي وجود في إدارة غزة، مع تسليم سلاحها بالكامل، وليت عباس سوّى بين الجلاد والضحية، وطالب بنزع الأسلحة النووية من جيش الاحتلال، كما طالب بنزع سلاح المجاهدين، وليته اعترف بحق حماس في الحياة، كما اعترف بحق المحتل الغاصب في كل شيء.
أما المفاجأة الكبرى فكانت في كلمة رئيس كولومبيا وما تلاها من أعمال على الأرض:
1- دعا لتحريك جيش لتحرير فلسطين.
2- طالب الدول بالانضمام لجيش التحرير، وأنه سيشارك بنفسه.
3- ذكر صراحة أن ترمب يرعى الإبادة الجماعية في غزة.
4- لم يظهر إلا حاملاً ما يدل على فلسطين كالعلم أو الشال.
5- شارك في مظاهرة مؤيدة لحقوق فلسطين في نيويورك، ومنددة بحرب الإبادة في غزة.
6- أعلن عن فتح باب التطوع في جيش تحرير فلسطين، وحث أبناء شعبه على ذلك.
7- دعا جنود أمريكا لعصيان أوامر ترمب، وعدم توجيه بنادقهم تجاه الإنسانية.
8- أطل على العالم العربي مع الإعلامي أحمد طه على شاشة الجزيرة مؤكداً ذلك كله.
9- اعتبرت الإدارة الأمريكية أعماله تحريضية وألغت تأشيرته.
10- ندد الرئيس الكولومبي غوستابو بيترو، بقرار الولايات المتحدة، واتهم واشنطن بانتهاك القانون الدولي، ودعا لنقل مقر الأمم المتحدة بعيداً عن هيمنة الإدارة الأمريكية.
تلك عشرة كاملة.. مما جعل رئيس البرازيل يقبل رأس الرئيس الكولومبي على الملأ، ولم تُظهر الوفود العربية أو الإسلامية أي تعاطف، أو تقدم بادرة شكر على هذه المواقف المتقدمة، ويذكر لها في هذا المقام، أنها قاطعت مع المقاطعين كلمة نتن ياهو، الذي ظهر وكأنه يتحدث إلى زوجته التي تجلس في قاعة شبه فارغة، إلا ممن باتوا تحت لحاف إسرائيل، وظهرت عليهم الجنابة السياسية، حيث ربطوا مستقبلهم بخطيئة التطبيع !
وشاهد العالم أجمع إساءة وجه المحتل الغاصب، وإعراض الوفود عن سماع شريط أكاذيبه المعادة.
أسطول الصمود يشق طريقه
أثناء كتابة هذه السطور وردت أنباء عن اقتراب أسطول الصمود العالمي من مياه غزة، وأنهم قبالة مرسى مطروح المصرية، ويتكون هذا الأسطول من قرابة خمسين سفينة شعبية، من أكثر من أربعين جنسية غالبيتهم من غير المسلمين، وأكثر المشاركين من المسلمين من الأتراك ودول المغرب العربي، وعدد من دول الخليج فيهم سيدة من البحرين تبلغ من العمر اثنين وسبعين عاماً.
وكان الأسطول قد تعرض للقصف في مياه تونس في بدايات انطلاقه، ثم تعرضت له مسيرات معادية في وسط البحر وأطلقت عليه قنابل الدخان، مما جعل إيطاليا وأسبانيا ترسلان سفناً نوعية لمرافقة الأسطول ورعاية رعاياهم، كما أرسلت تركيا مُسيّراتها التي حلقت فوق الأسطول أيضاً.
ولا يمكن التنبؤ بما سيقوم به جيش الاحتلال تجاه هذه القافلة الإنسانية الشعبية، التي عزمت على كسر الحصار المفروض على شعب غزة، ولا ينبغي أن تتوقف هذه القوافل، ولابد أن تشكل جسراً بحرياً متصلاً، لإغاثة الشعب الأعزل المحاصر من كل اتجاه منذ عامين كاملين، والحمد لله على نعمة المياه الدولية، التي لا تقع تحت سيطرة أحد من الأشقاء أو الجيران، وإلا لرأيناها عليهم مؤصدة.