
﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾
سبتمبر 5, 2025
الأدب مع النبي ﷺ منهاج حياة
سبتمبر 6, 2025تتواصل في مدينة غزة عمليات الهدم الممنهج التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي، في مشهد يعكس إصراره على تفريغ المدينة من سكانها ودفعهم نحو التهجير القسري. فبعد أن دمّر، أمس الجمعة، برج مشتهى غربي المدينة، عاد اليوم ليقصف برج السوسي السكني المقابل لمقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) في حي تل الهوى، وهو مبنى تحتضن شققه عشرات العائلات.
وادعى الاحتلال أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كانت تستخدم المبنى لأغراض استخبارية ومراقبة تحركات الجنود، غير أن شهود العيان يؤكدون أن سكانه مدنيون لا صلة لهم بأي نشاط عسكري. وفي السياق نفسه، وجّهت قوات الاحتلال إنذارات عاجلة إلى سكان عمارة الرؤيا والنازحين في الخيام المحيطة بها لمغادرتها تمهيدًا لتدميرها، لتضاف إلى سلسلة طويلة من الأبراج والمباني التي نسفت خلال الأيام الماضية شمال وغرب المدينة.
هذه السياسة التي تتخذ من القصف العنيف ذريعةً لإحكام السيطرة على الأرض، تكشف أن ما يجري ليس مجرد تصعيد عسكري عابر، بل جزء من خطة متكاملة تستهدف اقتلاع الفلسطينيين من بيوتهم وتحويل غزة إلى مدينة أطلال. ورغم حجم المأساة، يظل أهل غزة صامدين في مواجهة آلة الحرب، متشبثين بأرضهم وحقوقهم، يقدّمون للعالم درسًا في الثبات والكرامة.
ونسأل الله أن يرحم الشهداء، ويشفي الجرحى، ويحفظ غزة وأهلها من بطش المعتدين.