
معايدة عيد الفطر في مقر الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ
أبريل 1, 2025
مشروعات رمضانية
أبريل 4, 2025في لحظةٍ تُشخص فيها الأبصار إلى غزة، وتضرّج أرضُها بدماء الشهداء، يستهدف الكيانُ الصهيوني مجددًا الأراضيَ السورية، وتحديدًا مدينتي درعا ودمشق، مخلفًا أربعةَ عشر شهيدًا وعددًا من الجرحى من المدنيين، في جريمةٍ جديدة تؤكد أن سُعارَ الاحتلال لا يتوقفُ عند حدود، ولا يفرّق بين من يقاتله ومن يلتزم الصمت. ﴿ لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ﴾
[ سورة التوبة: 10]
إن ما حدث يؤكد أن المشروع الصهيوني لا يستهدف مَن يحمل السلاحَ فحسْب بل يستهدفُ كلَّ شعوب المنطقة التي تسعى لكرامتها، حتى وإن لم تُطلق رصاصةً واحدة، فـسوريا الجديدة التي لم تُبادِر بعَداء ولا هجوم، والتي تسعى اليومَ لإعادة بناء مؤسساتها واستعادة مقومات الحياة فيها، لم تسلم من نيران العدوان.
لقد أصبح من الواضحِ أن العدو الصهيوني يسعى لإجهاض كل مشروعٍ تحرريّ، أو نهضة عربية أو إسلامية،
ومما زاد الطين بلة التصريحُ الوقح الصادر عن مسؤول صهيوني، بأن هذا القصف “رسالة تحذيرية لتركيا” بسبب التقارب المتزايد بين القيادة التركية والحكومة السورية الجديدة، ولمنع أي وجودٍ عسكري تركي في سوريا، أو اعتراضٍ على النشاط الجوي الإسرائيلي في المنطقة.
{قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ }
(آل عمران 118)
ونحن الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ إذ نُدين بأشد العبارات هذا العدوان الغادر، فإننا نؤكد ما يلي:
أولًا:
نبارك هبة الشعب السوري في الدفاع عن أرضه وعرضه قياماً بواجب الجهاد، ونؤكد على حق الشعب السوري في الـدفاع عن أرضه، ونبشرهم بحديث عقبة ابن عامر سمعت النبي ﷺ يقول: لا تَزالُ عِصابةٌ من أُمَّتي يقاتلونَ على أمرِ اللهِ، قاهِرينَ لعَدُوِّهِم، لا يَضرُّهم مَن خالفهم، حتى تأتيَهم الساعةُ وهم على ذلك. أخرجه مسلم، وفي رواية غيره <على أبواب دمشق وما حولها> وقال الإمام أحمد عن هذه الطائفة: هم أهل الشام.
ثانياً:
﴿ انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾
[ التوبة: 41]
ندعو شعوب الأمة كافة إلى التظاهر يوم الجمعة القادم تظاهراتٍ شعبيةً عارمةً، تعبيراً عن وحدة الصف وعن ضمير أمة الجسد الواحد، ورفضاً للعدوان على غزة وسوريا، وإبراءً للذمة من الخذلان، وتأكيداً على أن الأمة لن تصمت على فظائع الصهاينة.
ثالثاً:
ندعو الحكومات العربية والإسلامية إلى:
▪️سحب الاستثمارات من الشركات الغربية التي تموّل آلة القتل الصهيونية.
▪️قطع العلاقات السياسية والاقتصادية مع الاحتلال، وإغلاق سفاراته فورًا.
رابعًا:
نلتمس من السادة العلماء وقادة الرأي في أمة محمد ﷺ التحرك العاجل وبذل المستطاع لتوجيه الشعوب لحصار سفارات العدو، وممارسة أقصى الضغوط على الحكام من أجل إيقاف هذا السُعار المهين لكرامة الأمة.
وختاماً:
نقول إن هذا العدوان الصهيوني الغادر على سوريا يؤكد زيف دعاوى “الدفاع عن النفس”، ويُسقِط كلّ حجج الاحتلال أمام العالم.
فـسوريا لم تطلق نارًا، ولا صرّحت بعَداء، ومع ذلك قُصفت، وسُفكت دماء أبنائها، وهددت جارتها تركيا.
فأين أنتم يا من لُمتُم أهل غزة على مقاومة المحتل؟!
ها هي درعا تُقصف دون طلقة واحدة، فهل ستلومون صمتها أيضًا؟
إن هذا السُعار الذي أصاب إسرائيل وأعوانه ليس من القوة، بل من الهلع، وهو بإذن الله علامة من علامات زوالهم القريب. فكما سقطت مشاريع الطغاة، ستسقط غطرسة الغزاة، وستنتصر الشعوب بإذن علام الغيوب إذا صدقت العزائم، وتضافرت الجهود، فإما أن ننهض جميعا، أو نتساقط واحدًا تلو الآخر.
فإما حياة تسر الصديق
وإما ممات يغيظ العدا.