
الزموا ثغوركم في إسناد غزة
أبريل 19, 2025
20 دليلا على نبوة محمد بن عبد الله ﷺ.. شهادات العلماء والرُّهبان والمثقفين عبر العصور (2/2)
أبريل 21, 2025د. عبد الله الزنداني- مجلس أمناء الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ
الجهاد والنصرة بالكلمة
الكلمة هي أداة قوية يمكن أن تساهم بشكل كبير في نصرة القضية الفلسطينية، وهي من أسمى وسائل الجهاد التي دعا إليها الإسلام. فالكلمة هي التي تبني العقول، وتوجه الرأي العام، وتزيد من الوعي حول قضايا الأمة الإسلامية، وفي مقدمتها قضية فلسطين. وقد كان رسول الله ﷺ يستخدم الكلمة في تبليغ رسالة الإسلام، وتوجيه الأمة، وحشدها في معركة الحق ضد الباطل.
أهمية الجهاد بالكلمة
نشر الوعي بالقضية الفلسطينية
• الكلمة هي أداة فعّالة لرفع الوعي بالقضية الفلسطينية في المجتمع الإسلامي والعالمي.
• من خلال المقالات، والكتب، والخطب، ووسائل الإعلام، يمكن إيصال معاناة الشعب الفلسطيني وتوثيق الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني ضدهم.
2. تحفيز الأمة على دعم فلسطين • الكلمة قد تلهم المسلمين للتحرك، سواء كان ذلك بالمشاركة في التظاهرات، أو التبرع بالمال، أو نشر الأخبار الحقيقية عن فلسطين. • خطباء المساجد والمفكرون الإسلاميون يمكنهم استخدام الكلمة كوسيلة لتحفيز الأمة على التضامن مع الفلسطينيين، وزيادة الحافز الشعبي للدفاع عن المسجد الأقصى.3. مواجهة حملات التضليل الإعلامي • الاحتلال الصهيوني يقوم بحملات إعلامية ضخمة، تهدف إلى تشويه الحقائق وتضليل الرأي العام العالمي حول القضية الفلسطينية. • الكلمة وسيلة فاعلة للرد على هذه الأكاذيب وكشف الحقيقة، سواء عبر الإنترنت أو الإعلام التقليدي، من خلال التأكيد على العدالة في القضية الفلسطينية.4. تسليط الضوء على الجرائم الإنسانية • الكلمة تُسهم في فضح الانتهاكات الإنسانية التي يرتكبها الاحتلال؛ مثل الاعتقالات التعسفية، والتعذيب، والاستيطان. • الصحافة الحرة والكتاب والمثقفون يمكنهم توثيق هذه الانتهاكات بكلماتهم، مما يعزز التضامن الدولي مع الفلسطينيين ويُظهر الوحشية التي يتعرضون لها.5. توحيد الصف الإسلامي • الكلمة تُسهم في تعزيز التضامن بين مختلف طوائف الأمة الإسلامية، وتحفيزهم على العمل معًا من أجل نصرة فلسطين. • الحديث عن فلسطين في المحافل الدينية والثقافية يُرسّخ في نفوس المسلمين أهمية الوحدة حول هذه القضية المصيرية.
وسائل الجهاد بالكلمة
- الدعوة عبر المنابر
• خطب الجمعة والمحاضرات والندوات والمنتديات الإسلامية، هي منابر مهمة لاستخدام الكلمة في نشر الوعي وحشد الجهود لدعم فلسطين.
• يجب على العلماء والخطباء أن يُذكّروا الأمة بواجبها تجاه فلسطين ويحثّوها على تحمّل المسؤولية في نصرة القضية الفلسطينية. - الكتابة والنشر
• الكتابة في الصحف، والمجلات، والكتب، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي تُعد من أقوى وسائل نشر الوعي حول معاناة الفلسطينيين.
• يمكن للأدباء والمفكرين الإسلاميين كتابة مقالات، وروايات، ودراسات تاريخية تُوثّق حقيقة الوضع في فلسطين، وتُسهم في تعبئة المجتمع الإسلامي والعالمي. - الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي
• وسائل التواصل الاجتماعي، مثل الفيسبوك، تويتر (إكس)، يوتيوب، وغيرها من المنصات، تمثل قوة هائلة لنشر الكلمة.
• يجب أن يُستغل هذا الفضاء لنقل الحقائق عن فلسطين، فضح الجرائم الصهيونية، والتأكيد على ضرورة دعم الشعب الفلسطيني. - التأثير في الرأي العام العالمي
• من خلال استخدام الكلمة، يمكن التأثير في الرأي العام الدولي، بحيث يُصبح الضغط على الحكومات والمؤسسات الدولية واجبًا لحماية حقوق الفلسطينيين.
• يمكن تحقيق ذلك عبر المقالات في الصحف العالمية، أو الظهور في المحافل الدولية، أو من خلال التعاون مع وسائل الإعلام الغربية لزيادة الوعي حول القضية الفلسطينية. - نشر القصص الإنسانية
• الكلمات يمكن أن تسلط الضوء على القصص الإنسانية المؤلمة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
• من خلال السرد القصصي والتوثيق، يمكن التأثير على مشاعر الناس، وزيادة تعاطفهم مع الفلسطينيين، وبالتالي زيادة الدعم الشعبي العالمي لهم. - الدعاء والتضرع لله
• الدعاء بالكلمة يُعد من أهم وسائل الجهاد في سبيل الله، حيث يمكن للمسلمين الدعاء في المساجد، في البيوت، وفي أي وقت، من أجل رفع البلاء عن الفلسطينيين، وتحرير أرضهم.
• الدعاء للكلمات الطيبة يسهم في نشر الأمل، ويُعد عملًا جهاديًا في حد ذاته، خصوصًا إذا كان دعاءً جماعيًا وموحدًا. - دعم الحقائق عبر الوثائق والشهادات
• توثيق الجرائم الإسرائيلية بالكلمة عبر شهادات الأفراد، خصوصًا من الناجين من المجازر أو من الأسرى الفلسطينيين، يمكن أن يكون له تأثير هائل في إثارة الضمير العالمي.
• نشر التقارير والأدلة والوثائق التي تُظهر انتهاكات الاحتلال، يعزز من قوة الكلمة ويمنحها مصداقية أكبر.
أهمية الجهاد بالكلمة
الجهاد بالكلمة يعد من أقوى الوسائل المؤثرة في العالم المعاصر، خاصة في ظل الهيمنة الإعلامية والرقمية التي يمكن أن تسهم في توجيه الرأي العام العالمي. فعن طريق الكلمة، يستطيع المسلمون نقل الحقيقة، وفضح الظلم، والضغط على الأنظمة السياسية والحقوقية لإنصاف الفلسطينيين. لذلك، فإن الجهاد بالكلمة هو فرض على جميع المسلمين، من خلال واجبهم الديني والأخلاقي في نشر الحقائق وحماية مقدساتهم.
إن الكلمة سلاح فاعل في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وهو لا يقل أهمية عن أي وسيلة جهادية أخرى. من خلال استخدام الكلمة، يمكن للمسلمين أن يؤثروا في الرأي العام العالمي، ويكشفوا ظلم الاحتلال، ويشجعوا الأمة على التضامن والعمل من أجل نصرة فلسطين. ومن خلال الاستفادة من هذا السلاح بشكل صحيح، يمكن للأمة أن تسهم في تحقيق النصر على أعداء الله وتحقيق الحرية لفلسطين والمسجد الأقصى.
الجهاد والنصرة بالدعاء: سلاح لا يخيب
الدعاء هو أحد أسمى وسائل الجهاد والنصرة في الإسلام، بل هو سلاح ذو قوة عظيمة، يرفع البلاء، ويحقق النصر، ويهز عروش الطغاة والمحتلين. لقد أولى الإسلام الدعاء أهمية كبيرة، وجعل منه سلاحًا رئيسًا في مواجهة الظلم والعدوان، وتحديدًا في قضية فلسطين التي تستدعي من الأمة كلها الدعاء والإلحاح في طلب الفرج والنجاة.
أهمية الدعاء في نصرة فلسطين
1. قوة الدعاء في تحقيق النصر.
• الدعاء هو السهم الذي لا يُخطئ هدفه، خاصة عندما يُوجّه إلى الله بإخلاص وإيمان. وقد ورد عن النبي ﷺ أن الدعاء في جوف الليل، وخاصة في الثلث الأخير، من أقوى الأدوات لتحقيق النصر.
• قال النبي ﷺ: “إن في الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرًا إلا أعطاه إياه”. وهذا يدلّ على أن الدعاء في أوقات الاستجابة، وخاصة في الثلث الأخير من الليل، له تأثير عظيم في تغيير مجريات الأحداث.
2. الدعاء مصدر القوة والصبر للشعب الفلسطيني
• من خلال الدعاء، يرفع المسلمون أكفهم إلى الله متضرعين له بالنصرة لأهل فلسطين، فيجد الفلسطينيون في هذه الدعوات عزيمة وصبرًا على ما يتعرضون له من ظلم وقهر.
• الدعاء يُعد وسيلة لرفع معنويات الشعب الفلسطيني وتعزيز إرادتهم في مقاومة الاحتلال، حيث يُشعرهم أنهم ليسوا وحدهم في معركتهم، بل أن الأمة كلها تدعو لهم.
3. استجابة الله للدعاء في حالات الشدة
• في الأوقات الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، حيث يواجهون القتل والتهجير والتدمير، يبقى الدعاء هو الأمل الوحيد في التغيير.
• قال رسول الله ﷺ: “الدعاء هو العبادة”. وهذه العبارة تأكيد على أن الدعاء هو أساس العبادة وأسمى وسائل الاتصال بالله، وهو القادر على تغيير الواقع وإزالة الشدائد.
4. الدعاء ضد الظلم والعدوان
• الدعاء من أعظم أشكال الجهاد ضد الظلم، ويجب على الأمة الإسلامية أن تتوجه إلى الله بالدعاء لنصرة فلسطين، ورفع الظلم عن أهلها، وجعلها حرة من الاحتلال.
• “اللهم اجعل كيدهم في نحورهم، اللهم انصر إخواننا في فلسطين على من بغى عليهم”، هي دعوات يمكن تكرارها في كل وقت، وهي تعبير عن يقين المسلم في قدرة الله على نصرة المستضعفين.
أهمية الدعاء في الأوقات الخاصة
1. دعاء الثلث الأخير من الليل
• الدعاء في الثلث الأخير من الليل له مكانة عظيمة في الإسلام. وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: “ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له”.
• هذه هي الفرصة الذهبية للمؤمنين من أجل الدعاء بإخلاص لتحقيق النصر لفلسطين، إذ أن هذا الوقت هو وقت الاستجابة.
2. الدعاء يوم الجمعة
• يوم الجمعة هو يوم مبارك، وفيه ساعة استجابة. فقد ثبت في الحديث الصحيح أن النبي ﷺ قال: “في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبدٌ مسلم يسأل الله فيها خيرًا إلا أعطاه إياه”.
• يمكن أن يكون هذا اليوم فرصة للمسلمين في أنحاء العالم للدعاء في سبيل الله لفلسطين، لرفع البلاء عن أهلها، وتحقيق النصر لهم.
3. دعاء في السجود
• السجود هو أقرب ما يكون العبد من ربه، ولذلك يُعد وقت السجود من أوقات استجابة الدعاء. قال النبي ﷺ: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء”.
• ينبغي أن يستغل المسلمون هذه اللحظات في الصلاة للدعاء لفلسطين، وأن يطلبوا من الله النصر للقدس والمسجد الأقصى، وأن يعينوا المجاهدين ويشفي جرحى الفلسطينيين.
أدوات ووسائل الدعاء الفعّال
1. الدعاء الجماعي
• الدعاء الجماعي من أكثر الطرق فعالية في الإسلام، حيث إن تجمع الأمة كلها على الدعاء يعزز الاستجابة. قد ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: “لا يرد القدر إلا الدعاء”.
• يمكن للمسلمين في المساجد، المدارس، والمؤسسات أن يتجمعوا للدعاء من أجل فلسطين في أوقات استجابة الدعاء.
2. الدعاء في الصلاة
• من المهم أن لا يُغفل الدعاء لفلسطين في الصلاة، سواء كانت صلوات فرض أو نفل. يُنصح بأن يتوجه المسلمون في كل صلاة بالدعاء لفلسطين والمسجد الأقصى، وأن يطلبوا من الله العون والنصرة.
3. الدعاء في الأوقات الصعبة
• في وقت المحن، مثل الحروب أو الاضطهاد، يزداد الدعاء قوة. ويجب على المسلمين أن يكثروا من الدعاء في أوقات الكوارث والمصائب التي يمر بها الفلسطينيون، فإن الله قريب مجيب الدعاء.
4. الدعاء بالاسماء الحسنى
• من أساليب الدعاء الفعالة أن يتوسل المسلم إلى الله بأسمائه الحسنى. مثل الدعاء بـ: “يا رحمن، يا رحيم، يا قادر يا مقتدر، يا مجيب الدعوات، يا منتقم يا جبار”.
الدعاء كما كان في السيرة النبوية
في العديد من المواقف، كان النبي ﷺ يدعو الله في أوقات الشدة والبلاء، ومن أبرز ذلك دعائه في غزوة بدر، وفي معركة أحد، وكذلك عندما كان يواجه المحن في مكة المكرمة. وقد ثبت أن النبي ﷺ قال: “اللهم أنجِ المستضعفين من المؤمنين في كل مكان”.
كما كان النبي ﷺ يُلح في الدعاء لفتح مكة وتحرير القدس، وكان دائمًا يُذكّر الأمة بفضل الدعاء وأثره العظيم.
الدعاء هو سلاح لا يُستهان به في نصرة فلسطين، فهو يتجاوز الحدود المادية ويصل إلى السماء حيث استجابة الله. إن الكلمة الطيبة والنية الصادقة في الدعاء من شأنها أن تُغير الأقدار وتحقق النصر على المحتلين. فلنحرص على الدعاء لفلسطين والمسجد الأقصى في أوقات الاستجابة، ولنجعل الدعاء جزءًا من جهادنا المستمر من أجل تحرير أرضنا ومقدساتنا.