(قصيدة) أصداء الخواطر

فـي ذكـرى مـولـد سيد الـوجـود عليه أزكى الصلاة وأبهى السلام أتيتَ الـكـونَ أخـلاقـاً ودِيـنا وبِـشْـرًا يـغـمـر الأرواح لِـيـنـا

ووحـيـاً يـمـلأ الآفـاقَ نـــورا يـعـيـد إلى الـطـريــق التائهينا أتيت الأرض غيثاً مــن أمــان يُـريـش الجائـعـيـن الخائفـيـنا

أتيت الأرض تـرفـع كـل إصْـرٍ وتنشر في الورى عـدلاً مَكينا وتنثر فـي المدى دِفئـاً وظِـلا وقــــولاً لـيِّـنـاً سلسا ًمـبـيـنـا

وتـدعـو لـلإلـه الـخـلـق حـبـاً وتـرشــد في الـدروب الحائرينا وتملأ مــن هـدى الإيمان أفقاً تـلـبـد مــن سـواد الـكـفـر حينا

تفتِّح بـالـهـدى والـنـور عـقـلاً يألِّهُ بـالـهـوى حـجـراً وطـيـنـا وتــفــتـح للـرسـالــة كـل أرض لـهـا كان الخنا والـجـهـل دينا

تـزود جـيـشـك الـغـازي بـرفـق وتوصي بـالـضـعـاف الـسـائرينـا تـؤسس مـن هُدَى القرآن نهجاً قــويـمـا مـسـتـقـيـمـا مستبينا

وتـرقى نحو ربـك في اشتياق لتَلقى المخلصين الـصـادقـيـنـا وتبقى في المدى ذكراً وعطراً يـثـيـر الـسـاهـمـيـن الـشـائمينا

***

رسـولَ اللــه يا ثـغـر الـمـعـالـي ويـا أنــف الـسـيـادة، يا جبينا… ويـا زهـــو الـمـعـانـي والمباني ويـا مـثـوى قـوافـي المادحينا

زففت لك الـمـشـاعــر صـادقـات وأشـهـدت الـتَّــولَّــه والـحـنينا فـمـا لي غـيـر قـافـيـة وشـوق يؤجـج في الحشا تـوقـاً دفينا

تــراودنـي الأمـانـي كــل عــام بـأنّـي في الــوفــود الـزائـريـنـا ويتركني الـحجيج أسـيـر عجز فأبقى في الـجـوى أَسِـفًا حـزينا

فـمـن لي أن أزورك يـا شـفـائي؟ لأزرع في خـواطـريَ الـيـقـيـنـا وأغسل مـن نـدى الإيـمـان قـلـبـا عـلـيـه الـرَّانُ عـافٍ مـذ سنينا

وأملأ من صدى الـدعوات روحي وأدعو في جموع الـمـخـبـتـيـنا

لـعـل اللـــه يـغـفـر كــل ذنـب ويـنـسـيـنـي دروب الـغـافـلـينا ويـعـمـر بالـهـدى والـنـور قلبي فـأرقـى فـي مـقـام الـذاكـريـنـا

***

عـلـيـك اللــه صلى كـل حـيـن صـــلاة تــمــلأ الــدنـيـا رنـيـنـا وآلـكَ والـصـحـابــةِ مـا استهلت دمــــوع الـراكـعـيـن الخاشعينا

موريتانيا، الأحد١٢ربيع الأول ١٤٤٤