وحشية النظام الدولي وضرورة فِكاك الأمة
مايو 6, 2024المعتقلون يا وزارة الداخلية!
مايو 7, 2024هذا الاحتلال لا حل له ولا علاج إلا بالمقاومة، وبناء المزيد من قوه المقاومة.
تتطور قوة المقاومة يومياً، وكل ثانية أو ثانيتين تشتبك مع الاحتلال، وهي جاهزة للمعركة الكبرى.
نحن حريصون على بناء أفضل العلاقات مع كل مكونات أمتنا: دول ومنظومات وشعوب.
أرى أمامنا مرحلة قريبة نخوض فيها معركة قاسية، لكن نتيجتها كبيرة بطريقة غير مسبوقة.
** كان أبرز الموضوعات السياسية ربما في الفترة الماضية هو اجتماع (العلمين)، وهذا الاجتماع أثار لغطًا في الشارع الفلسطيني، ولدى النخبة السياسية الفلسطينية، البعض وجّه اللوم لحركة حماس بسبب المشاركة، والبعض الآخر عدّها ضرورية.
– القائد الشهيد صالح العاروري: نرجو أن يكون الموقف واضحًا، نحن في حركة حماس عندنا موقف وقرار، أنه يجب أن يظل التواصل واللقاءات البينية الفلسطينية قائمة، ويحظر أن نصل إلى درجة القطيعة مع أي طرف فلسطيني، لأن الانقطاع والقطيعة سيتحول عداء وسياسات متضادة ومتعاكسة، وتُخرّب على بعضها، ولذلك حتى لو كان اللقاء لن يخرج منة شيء عملي، مجرد أن نبقى نلتقي فهذا شيء جيد.
الآن المشكلة أين؟ أنه حين تُعلق آمال على هذا اللقاء أنه سيحل كل المشاكل! يا أخي هذه اللقاءات لا تحل المشاكل، هناك حتى الآن فجوة حقيقية، وافتراق في الرؤى والمشاريع لا تحلها هذه اللقاءات، لكن هذه اللقاءات تخفف من حدة التعارضات والاختلافات التي يمكن أن تتحول إلى مواجهة، وتمنع حدوث المواجهة، ولذلك نحن حريصون أن نلتقي دائمًا، ونقول لشعبنا ولشبابنا لا تتوقعوا من هذه اللقاءات أن تحل كل مشاكلنا، هناك قضايا ثانية، نحن عندنا رؤيا أن هذا الاحتلال لا حل له ولا علاج إلا بالمقاومة، وبناء المزيد من قوه المقاومة المتمثلة في التحالف مع مزيد المقاومين، وضم مزيد من الشرائح والقوى المؤمنة بالمقاومة لهذا التكتل.
ما يزال الأخ (أبو مازن) متمسكًا ومؤمنًا بأن مصلحة الشعب الفلسطيني في الانسجام مع الشرعية الدولية والاعتراف بها، والاعتماد على قوة زخمها، والقانون الدولي والمؤسسات الأممية، والجامعة العربية، والرباعية الدولية، ما تزال هذه قناعاته والتزاماته.. هو يعدها إنجازات، والتزاماته على الأرض تنسجم مع رؤيته، فالتزامه على الأرض أنه يجب أن لا تكون هناك مقاومة، ولذلك يوجد افتراق كبير في المنهج، المنهج ما زال لم يتغير، وهذه اللقاءات لا يُتوقع منها أن تحل كل هذه القضايا، لكن نحن حريصون على اللقاءات، نقرب الأفكار، نتفهم بعضنا، نجد طريقة لأن تكمل هذه القضايا بعضها، نخفف من حدة المشاكل والصدامات، نحل بعض القضايا الجزئية.
لذلك لا ينتظر أن هذا اللقاء لابد أن يحل لنا مشكلة الانقسام، فالانقسام منهجي في الرؤى، نحن في غزة -في المكان الموجودون فيه ومسؤولون عن إدارته- مسيرتنا على الأرض تؤكد رؤيتنا، لم نتحول إلى كيان يبحث عن مصالحه، نبني قوة مقاومة، كل فصيل سياسي في الشعب الفلسطيني له جيش مقاتل في غزة انسجامًا مع رؤيتنا، وكل يوم المقاومة تطور قوتها، وكل ثانية أو ثانيتين تشتبك مع الاحتلال، وهي ذخر استراتيجي، وهي جاهزة لأن تخوض هذه المعركة الكبرى والشاملة التي ستغير من معادلة المنطقة، ولذلك أرجو ألا يضيع أحد كثير من وقته ومن جهده ومن أعصابه في أن هذه اللقاءات ماذا قدمت؟ يا أخي انسوا اللقاءات ولننشغل بالجد، الجد هو مقاومة الاحتلال، ودعونا نتحاور عسى أن نخفف الخلاف.
** ثمة مشكلة وهي اعتقال النشطاء في الضفة الغربية، هل حُلّت في لقاء العلمين أو بعده؟
– القائد الشهيد صالح العاروري: انظر، منذ أن جاءت السلطة عام 1995م ودخلت الضفة الغربية أو قبلها في 94م، والاعتقالات على خلفية وطنية قائمة لم تتوقف يومًا واحدًا، ولذلك غير متوقع أنه في أي لقاء أو في أي جلسة تُحل، وسببها الاختلاف المنهجي، هذه السلطة ملتزمة اتجاه الاحتلال بمنع المقاومة، ولذلك تعتقل المقاومين، لا تعتقل (حماس) أو تعتقل (الجهاد)، بل تعتقل المقاومين، ولذلك المعتقلون الآن الموجودون في سجون السلطة من (فتح) ومن (حماس)، ومن (الجهاد) ومن (الشعبية)، وأخيرًا (ديمقراطية) انضمت أيضًا، وكل الوقت وهذه الاعتقالات قائمة لم تُحل، هذه تُحل عندما نتفق على المنهج معهم، إذا صرنا متفقين.
حتى في سنة 2000 لما اندلعت انتفاضة الأقصى، وكانت انتفاضة عنيفة جدًا، الاحتلال دمّر مقرات السلطة.. إخوة أخذهم الاحتلال من مقرات السلطة.. لنا شباب موجودون في سجون الاحتلال محكومون بمؤبدات أخذهم من زنازين السلطة، فأين السلطة؟ انسحبت من مراكزها وتركتها، وجاء الاحتلال وأخذهم من الزنازين، هذا ظل قائمًا وما زال قائمًا، وبالنسبة لموقف الإخوة في حركة (الجهاد) المطالِب بإطلاق سراح هؤلاء فهو موقف محق 100%، وهذا موقفنا.
منذ أن تأسست السلطة ونحن نعاني منه، أكثر وقبل كل الإخوة، موقف محقّ لكن كان رأينا أن اللقاء يساعد أفضل في حل هذه المشكلة من المقاطعة، ومع ذلك ليس لدينا أي عتب على الإخوة الذين تغيّبوا، نحن نقول: يجب أن يظل الجميع حاضرًا وأن نلتقي، وأنا التقيت قبل أيام أنا والأخ أبو طارق، وتكلمنا في الموضوع وهو قال: نحن لا نقاطع العلاقات الوطنية، ليس لدينا موقف أن نقاطع اللقاءات الوطنية، لكن نحن وجدنا أنفسنا محرجين جدًا أمام الشباب المجاهدين والمقاومين الذين يُعذَّب إخوانهم، مع الأسف أنا أقول لك يتعرضون للتعذيب، أنت على فرض أنك مضطر أمام الاحتلال أن تعتقله فلماذا تعذبه؟ والقانون الفلسطيني لا يسمح بالتعذيب، أنا أقول لك: هنا توجد مشكلة حقيقية.
** صفقات تبادل الأسرى بينكم كمقاومة وبين إسرائيل، بطريقة غير مباشرة أو عبر التفاوض غير المباشر، هل غاب هذا الملف تمامًا عن التداول في الآونة الأخيرة؟
– القائد الشهيد صالح العاروري: لا، الموضوع لا يزال مطروحاً؛ لكن في السنوات الأخيرة كانت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة مضطربة ومؤقتة، فقد أجروا خمس انتخابات خلال أربع سنوات، ولذلك لم يكن هناك حكومة مستعدة لإجراء صفقة تبادل.
هذا هو السبب.. لم يكن من طرفنا، بل نحن دائمًا جاهزون -ومن أول يوم- لإنجاز صفقة تبادل، لكن الحكومات التي مرت في الفترة الماضية لم تكن مستعدة، والحكومة القائمة أيضاً غير مستعدة لإجراء صفقة تبادل أسرى، أما نحن فمن طرفنا جاهزون.
** ما حدود دور (حماس) في أزمة مخيم عين الحلوة؟
– القائد الشهيد صالح العاروري: طبعاً الحركة لم يكن لها أي يد في هذا الصراع، طبعاً لم تشارك فيه، ولم تتسبب فيه، بل كانت عامل مركزي للتهدئة، وفي الفصل وفي إيجاد الحلول، وفي تهيئة الأجواء لإنهاء هذا القتال، وما تزال الحركة على هذا الموقف، ونحنا تكلمنا حتى مع الإخوة في لبنان، يعني الأخ إسماعيل هنية تواصل مع كل القيادات في لبنان، وتحدث معهم ليكون للجميع دور في منع التطور، والحمد لله توقف الاشتباك المباشر، وهناك جهود تبذل من الفصائل المشتركة جميعًا من أجل تثبيت عدم العودة إلى أي اشتباك، لقد كان أمراً مؤسفاً بالطبع.
** لأنه يا شيخ صالح قيل -وجيد أن نوضحه اليوم- أن حركة حماس هي المظلة التي يستظل بها كثير من الإسلاميين داخل مخيم عين الحلوة، وكأن حماس شكّلت الغطاء السياسي لهذه المجموعات.
– القائد الشهيد صالح العاروري: نحن سمعنا اتهامات مثل هذه لحماس ولحزب الله ولغيرهم، حركة حماس حريصة على بناء أفضل العلاقات مع كل المكونات، كل المكونات الموجودة داخل المخيم، إذا لم تكن هناك علاقات تساعد على تهدئة وضبط الأمور، فالأمور ستكون أسوأ، ولذلك نحن حريصون على أن تكون لدينا علاقات مع الجميع لخدمة استمرار الهدوء والأمان في داخل المخيم.
** من ضمن السائد أو المنتشر حاليًا بأن ثمة تفاهماً غير معلن بين حركة حماس وحركة فتح يخص تشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية بديلًا عن الحكومة الحالية، ويستشهدون بالانتخابات المحلية في قطاع غزة للإشارة لهذا الأمر، هل هناك فعلًا نوع من التفاهمات أو مؤشرات عليها على الأقل؟
– القائد الشهيد صالح العاروري: لا يوجد أي تفاهم، ولا مقدمات تفاهم لحكومة مشتركة فلسطينية، عرض علينا رسمياً حكومة وحدة وطنية، نحن قلنا لهم: حكومة الوحدة الوطنية خطوة مبنية على خطوات، هذه الحكومة لابد أن يكون لها مجلس تشريعي، لابد أن يكون هناك انتخابات رئاسية، وبغير ذلك لا ينضبط الأمر. أما أن نأخذ حكومة ونشكلها سويًّا فهذا لا يصلح، نحن نريد حكومة مبنية على سلسلة إجراءات تعيد توحيد الوضع الفلسطيني، أما حكومة فقط اسمها حكومة وحدة وطنية، وليس هناك جسم منتخب -أي جسم منتخب يمثل الكل الفلسطيني- لا تستطيع أن تدير الأمور، لابد أن يكون الرئيس منتخباً من كل الشعب الفلسطيني في الضفة، وغزة على الأقل، ولابد أن يكون التشريعي منتخباً، ووقتها لا حماس ولا فتح تستطيع أن تفرض ما تريد خلافًا لإرادة الشعب الفلسطيني، ولذلك رفضنا فكرة حكومة مجتزئة دون مجلس تشريعي ودون رئاسة.
** معركة خلافة (أبو مازن) والتقارير حولها، كيف تتابعها حركة حماس؟ هل لديكم اهتمام خاص في مرحلة ما بعد الرئيس أبو مازن؟
الشيخ العاروري: نحن لدينا اهتمام، وهو الخوف من أن يُعبث بوضعنا الفلسطيني من خلال قوى معادية، مثل إسرائيل والأمريكان، وبعض الأدوات في المنطقة، مع الأسف أن يُدخَل لهذه المسألة ويُعبَث باستقرار وأمن وحدة وضعنا الفلسطيني، وتُحرف الأمور باتجاه مخالف ومعاكس لمصالحنا، ولذلك نحن مهتمون بهذا الموضوع من هذا المنطلق، أما موقفنا: يجب أن تُجرى انتخابات رئاسية، ولا ننتظر أن (أبو مازن) -لا سمح الله- يصير له شيء.
** يعني أنتم مع ترتيب الساحة الفلسطينية؟
– القائد الشهيد صالح العاروري: هذا هو الأصل. وهذا موقفنا الذي نتكلم به مع الإخوة في (فتح) بوضوح، لابد أن يُبنى الوضع الفلسطيني على قواعد أساسية صلبة معبرة عن إرادة شعبنا الفلسطيني، ووقتها لا يستطيع أحد العبث بوضعنا الفلسطيني الداخلي.
** فيما يتعلق بالعلاقات الإقليمية والدولية، واضح أن صانع القرار في السعودية أعاد قراءة كثير من الملفات في المنطقة، وقد تكون العلاقة مع المقاومة الفلسطينية ومع حركة حماس أحدها، خاصة أن حركة حماس كانت تتمتع بعلاقات ممتازة مع المملكة ومنذ فترة قريبة جدًا، هل هناك بوابة أو طريق أو مسار لاستعادة العلاقات مع المملكة العربية السعودية؟
– القائد الشهيد صالح العاروري: أولًا لم يحدث من طرفنا أي تغيير تجاه المملكة العربية السعودية، التغييرات حدثت عندهم، والتغير في الموقف تجاهنا من عندهم، لكن نحن لم يتغير من طرفنا أي شيء، يعني هم كانوا على عداء مع إيران، والآن الحمد لله الأمور تتحسن، وإن شاء الله ينتهي هذا العداء، علاقتنا الوثيقة مع إيران كانت قديمة عندما كانت العلاقات بينهما طبيعية، وأيضاً لما صار بينهم عداء شديد، والآن نفس العلاقة، ولا تُستخدم هذه العلاقة التي لنا مع إيران ضد السعودية مثقال ذرة، ولا نقبل هذا، مثل ما أننا لا نقبل أن تُستخدم علاقتنا مع أي أحد ضد إيران.
فأسس بناء علاقتنا مع كل مكونات أمتنا واضحة تمامًا، هي لخدمة هذه القضية التي هي قضية الأمة: القدس، نحن نبني علاقات مع كل مكونات أمتنا خدمةً لهذه القضية التي هي قضيتهم جميعًا، ولنا سياسة أننا لا نتدخل في المشاكل والصراعات الداخلية بين هذه الدول، أو داخل هذه الدول، ليس لأن ذلك لا يعنينا، نحن يهمنا ويؤلمنا كل ما يحدث، لكن ليس لدينا القدرة أو الطاقة لنترك قضية القدس وفلسطين، ونذهب للاشتراك في هذه الصراعات، التغيير حصل من عند الإخوة في السعودية، لم يتغير موقفنا إلى الآن، نحن حريصون على بناء أفضل العلاقات مع كل مكونات أمتنا دول ومنظومات وشعوب، والسعودية من ضمن هذا المكونات، السعودية ربما لديهم استدارات وتغيير في تموضعاتهم وإدارة علاقاتهم، نأمل أن يكون هذا لمصلحة القضية الفلسطينية، ولمصلحة علاقتهم معنا كشعب فلسطيني، وأن لا يتحقق أبدًا ما يُشاع وما يقال عن صفقة كبيرة تتضمن تطبيعاً للعلاقة مع إسرائيل، لأن تطبيع السعودية العلاقة مع إسرائيل مختلف عن تطبيع أي دوله أخرى، تطبيع كل الدول مع إسرائيل مجرّم وغير صحيح وهي تحتل القدس، لكن تطبيع السعودية التي تحوي الأماكن المقدسة مع إسرائيل يعني التسليم بهذه المقدسات للسيادة الإسرائيلية، ولذلك نحن نأمل أن لا تذهب السعودية إلى هذا المسار أبدًا.
** بالنسبة للعلاقة مع الحلفاء، إيران وحزب الله وسوريا، كمحور مقاومة حاليًا، واضح أن العلاقة مع إيران تتطور كثيراً، والعلاقة مع حزب الله علاقة تنسيق يومي، بالنسبة لسوريا، فُتح مجال في سوريا لكن لم تصل الأمور إلى ما كان متوقعًا؟
– القائد الشهيد صالح العاروري: حدث خلل في العلاقة مع مبدأنا في إدارة أفضل العلاقات مع كل المكونات، وصار انقطاع في العلاقة، وسوريا مرت بظروف غير عادية، يعني مثل ما مرت اليمن وليبيا وغيرها من دول المنطقة وأثرت على العلاقة بيننا وبينهم، صار فيها تشويش كبير، لكن موقفنا الرسمي كحركة حماس لم يتغير، وهو أننا لا نتدخل في الصراع الدائر هناك، هذا موقفنا الرسمي الحقيقي أننا لا نتدخل في الصراع، ثم قررنا أن نعيد تصحيح هذا الخلل باستعادة العلاقة مع سوريا، واستقبلت سوريا هذا الأمر استقبالًا حسنًا، والرئيس بشار استقبل الدكتور خليل مسئول العلاقات، وكان اللقاء إيجابياً جدًا، وحدثت بعد ذلك عديد من اللقاءات على مستويات أخرى والأجواء كلها إيجابية.
** أنت زرت سوريا يا شيخ صالح؟
– القائد الشهيد صالح العاروري: لم أكن من ضمن الوفود التي زارت سوريا رسمياً.
** تخفيض المنحة القطرية لقطاع غزة أثار كثيراً من التساؤلات عن أسبابه، البعض قال إن العلاقة مع سوريا أحد الأسباب، والبعض قال: له علاقة بالانتخابات الداخلية المقبلة، البعض قال: لديها بعض التحفظات على تصريحات بعض القادة أو تصرفاتهم، ما هي الحقيقة؟
– القائد الشهيد صالح العاروري: لم يحدث تخفيض في المنحة، بل يحدث أحيانًا تأخير فني، وهذا ليس بجديد، المنحة تُوزع على عدة شرائح، يحدث أحيانًا تغيير فيها، فمثلًا منحة الوقود 10 ملايين، يجعلها سبع ملايين، وثلاث ملايين على الحالات الاجتماعية، لكن لم تُخفض مجمل المنحة. صار تناقل بين الحصص، يعني حصة رواتب الموظفين نأخذ منها مليونين، ونضيفهما لترميم المنازل، فهذا هو الموضوع، ليس هناك من سبب متعلق بوضع حماس الداخلي، ولا بموضوع علاقتنا مع سوريا، قولًا واحدًا.
وللأمانة: القطريون دائماً واقفون مع شعبنا، وتحديداً في قطاع غزة، وفي الضفة الغربية، لكن في قطاع غزة على اعتبار أنه المنطقة الأكثر صعوبة من الناحية الإنسانية، ودائماً حاضرون في مشاريع الإعمار، في الكهرباء، في الحالات الاجتماعية، في البناء، في الوقود في كل شيء، ولم يحدث ولو مرة واحدة -وأنا لي عشرة سنين في القيادة- أن تدخلوا في شيء وقالوا نحن نريد كذا.
** كيف يرى الشيخ صالح العاروري مستقبل هذه المنطقة ومستقبل حركات المقاومة فيها؟
– القائد الشهيد صالح العاروري: المستقبل لشعوب هذه المنطقة، ولن يستطيع أحد أن يسير عكس التاريخ ويأسر إرادة هذه الشعوب، والمستقبل للمقاومة، والمستقبل لتحرير فلسطين إن شاء الله، وليس بعيدًا، يعني أنا أرى أمامنا مرحلة قريبة نخوض فيها معركة قاسية، لكن نتيجتها ستكون كبيرة على الوضع في فلسطين بطريقة غير مسبوقة، وعلى الوضع في المنطقة ككل، وعلى مكانة هذا الكيان في العالم، وفي المنطقة، والنظر إلى مستقبله.
** الشيخ صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، شكراً جزيلا لك.
– القائد الشهيد صالح العاروري: بارك الله فيك.
ــــــــــــــــــــــــــ
* اغتال الكيان الصهيوني القائد الشهيد صالح العاروري في 2 يناير 2024م في بيروت، وهو قائد عسكري وسياسي بحركة حماس، أسهم في تأسيس (كتائب القسام) بالضفة الغربية، اعتُقل وقضى نحو 18 عامًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ثم أُبعد عن فلسطين. وظل يجاهد حتى قضى نحبه. مصدر الحوار: قناة الميادين، حوار خاص مع الشيخ صالح العاروري، بتاريخ: 25-8-2023م. تحرير: مجلة أنصار النبي.
**وقد نُشر الجزء الأول من الحوار بالعدد السابق من مجلة أنصار النبي (عدد 21).