
بعد استشهاد أبي بكر سيسيه .. المسلمون في فرنسا ينتفضون ضد الإسلاموفوبيا
مايو 12, 2025
استشهاد الصحفي “حسن أصليح”.. الاحتلال يواصل المجازر ودماء غزة لا تتوقف
مايو 13, 2025الشيخ عماد المبيض-المشرف العام على مؤسسة اتحاد الدعاة في بريطانيا
عسقلان وغزة إسلامية وردت في أسانيد عن رسول الله ﷺ، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ : “أَوَّلُ هَذَا الأَمْرِ نُبُوَّةٌ وَرَحْمَةٌ، ثُمَّ يَكُونُ خِلافَةً وَرَحْمَةً، ثُمَّ يَكُونُ مُلْكاً وَرَحْمَةً، ثُمَّ يَكُونُ إِمَارَةً وَرَحْمَةً، ثُمَّ يَتَكادَمُونَ عَلَيْهِ تَكادُمَ الْحُمُرِ، فَعَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ، وَإِنَّ أَفْضَلَ جهادِكُمُ الرِّبَاطُ، وَإِنَّ أَفْضَلَ رباطِكُمْ عَسْقَلانُ”.
وغزة كانت على مر العصور تابعة لعسقلان الملاصقة لها، حتى إنه كان يطلق عليها اسم «غزة عسقلان»، فالمتأمل في حديث رسول الله ﷺ يعلم قدر هذه الأرض وأجرها ومكانتها في الإسلام، فكم من صالح فهم المقصد فلزم ساحل عسقلان مرابطاً؛كأبي ريحانة الأزدي رضي الله عنه، وكم من عالم ارتحل إلى عسقلان لينال شرف الرباط فيها؛ كالإمام سفيان الثوري الذي رابط على ساحل عسقلان أربعين يوماً، وكالإمام عطاء بن رباح الذي جعل له في كل عام أربعين يوماً يرابط فيها على ثرى عسقلان، ومنهم من مات فيها مرابطاً؛كعمر بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.
فبرغم الآلام والمواجع التي أقضّت المضاجع وأحرقت الأفئدة، إلا إن حقيقة إدراك أهل غزة لعظيم أجر الرباط عامةً وعظيم أجر الرباط في هذا الساحل خاصةً، يوقر في قلوبهم أنهم على ثغر من ثغور الإسلام، يتذكرون عظيم أجره في ظل عظم البلاء، فغزة آسرة للأفئدة بأجر رباطها وذكرها في عقيدة الأمة.
فهذا الإمام الشافعي المولود في غزة وبالتحديد في حي الزيتون فيها والذي قدم مئات الشهداء في الحرب الأخيرة يخرج طالباً للعلم ولا ينسى غزة وحبها، وقد قال رحمه الله أبياتاً تبين مدى تعلقه بها:
وإني لمشتاق إلى أرض غزة ** وإن خانني بعد التفرق كتماني
سقى الله أرضاً لو ظفرت بتربها ** كحلت به من شدة الشوق أجفاني
وقد نجح أهل غزة بتمسكهم بالرباط في هذه الأرض قهراً لعدوهم في تفنيد الأكاذيب الصهيونية بمقولتهم: «الكبار يموتون والصغار ينسون»، ففي مسيرات العودة التي خرج بها أهل قطاع غزة بالآلاف أثبتوا أن الكبار لم يموتوا والصغار لن ينسوا، وأن المراهنة الصهيونية على الذاكرة الفلسطينية غير مجدية، كذا المراهنة الصهيونية على الذاكرة الصهيونية نفسها بأن هذه أرض صهيونية قد تحطمت بالوقائع الدينية والتاريخية التي عززها بقاء الفلسطيني في أرضه.
فالرباط يعرّف بأنه «الإقامة بثغر من ثغور المسلمين تقوية لهم»، ويُسن الرباط في الثغور خوفاً من اقتحام العدو بلد المسلمين، وأجره عظيم، وإذا تعين على أناس وجب عليهم، أي إذا لم يوجد غيرهم فيجب عليهم ذلك، وعلى ولي الأمر أن يجعل على الثغور جنوداً أقوياء ليحفظوا الحدود، وليس هذا فحسب فالرباط يشمل المجاهد وغيره إذا ما اقترنت النية، فالرباط وتطبيق سنة رسول الله ﷺ هما الباعث على مكابدة الحصار والبقاء في غزة.
فيا أهل غزة صموداً وفداء، يا أهل غزة صموداً وفداء، وهنيئاً لكم عظيم أجر الرباط بإذن الله.