
عشر وصايا للمصلحين في زمن غربة الدين
يناير 26, 2025
مليشيات الدعم السريع تستهدف مستشفى وتقتل 70 شخصًا بينهم أطفال
يناير 27, 2025م. محمد الحسيني
إن الوديان اليابسة تشتاق للسيل اشتياق الظمآن للماء؛ فجاءها الماء في طوفان هادر.. يحفر مساره، يمتنه ويعمقه.
وديان يابسة من قلة القطر، فلما جاءها الماء اهتزت وربت، ﴿وَٱلۡبَلَدُ ٱلطَّیِّبُ یَخۡرُجُ نَبَاتُهُۥ بِإِذۡنِ رَبِّهِۦۖ﴾ [الأعراف: ٥٨].
أذن الله لنا بالقيامة من جديد؛ فجاءنا القطر من السماء في ثياب (طوفان الأقصى) ثم تبعه (ردع العدوان)؛ فقام شباب الأمة يتحرقون شوقاً للعز والحرية.. لا يهابون دولاً ولا أنظمة، وليست لديهم حسابات معقدة؛ فقط أعدوا ما استطاعوا وتوكلوا على خالقهم ومدبر أمرهم.
فلتفرح الأمة بشبابها؛ فهم نار تضطرم تحت الرماد، ولن تُعدم الأمة الخير زمناً من الأزمنة؛ فهم أسود النزال قلوبهم معلقة بالله الخالق القادر الجبار؛ فهم أعرف الناس بالله حقاً. وهم أكثر الناس تمسكاً بالعقيدة العملية -ليست النظرية- لا تشغلهم تفاهات الأمور ولا سفاسفها.
يؤمنون بأن أمتنا أمة واحد ﴿إِنَّ هَـٰذِهِۦۤ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةࣰ وَ ٰحِدَةࣰ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 29]، إن هؤلاء الشباب يُسقطون من نفوس الأمة إله الدولة القطرية الحديثة، التي صارت تُعبد من دون الله!
ترى الشامي والقوقازي والمغاربي والمصري والجزري، يجتمعون تحت راية واحدة لقتال عدو الأمة.
إن روح الجهاد والحرية بدأت تدب في عروق الأمة، وإن ايام الله بدأت حقاً؛ فالإشارات كلها تقول ذلك.
إن هؤلاء الشباب أدركوا أننا في لحظة فارقة، وأن اغتنام تلك اللحظات واجب، وأن الدين لا بد له من دولة، ولا دولة بلا قوة، وأن القوة تُنتزع كما الحرية، وأن المسلم في أقاصي الأرض أقرب لي من جاري الذي على غير ملتي، ﴿وَلَا یَزَالُونَ یُقَـٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ یَرُدُّوكُمۡ عَن دِینِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَـٰعُوا۟﴾ [البقرة: ٢١٧]. وأن هذه الأنظمة المتحكمة في ثرواتنا وبلادنا هي العدو الأول القريب الذي دون التخلص منه سنظل نراوح مكاننا ولن نصل.
نعم.. أدركنا وفهمنا أن الإعداد ليس تربية نظرية وفقط، وليس دروس علم في المساجد وفقط؛ بل الإعداد وسع يبذل، وسقف يعلو على ما فُرض علينا من سقوف الغزاة المعتدين، الذي عملنا تحته عشرات السنين ولم ننجُ من بطشهم.
إننا حقاً في أيام الله..
تلك الأيام التي أساء شبابها وجه بني صهيون بالأقدام..
تلك الأيام التي يتشكل فيها وجه الأرض من جديد لصالحنا..
تلك الأيام التي تزحف للأمام ولن ترجع إلى الوراء..
نعم.. فيها دماء وأشلاء لكن هذه سُنة الله..
فمرحباً بأيام الله..