
معالم الطوفان.. إطلالة على كتاب مهم
مارس 3, 2025
الجهاد بالمال في رمضان
مارس 4, 2025بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول اللهﷺ، وعلى آله وصحبه ومن والاه..
وبعد؛
تستنكر الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ ما أقدمت عليه مجموعة قنوات (mbc) بإنتاج مسلسل “معاوية” الذي جرى الامتناع عن عرضه قبل سنتيْن، ثم جاءت الأخبار مفاجئة بعرضه في رمضان لهذا العام قبل حلول الشهر الكريم بأيام قليلة.
وأيًّا ما تكن الأسباب الحقيقية التي دعت إلى إيقاف عرضه، ثم التي دعت الآن إلى بثه والتراجع عن هذا التأجيل، فإن الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ تدين بث هذا المسلسل، وتدعو الجهة المنتجة والقنوات الناقلة إلى الامتناع عن عرضه، ثم تدعو المسلمين إلى مقاطعته واجتناب مشاهدته، فإن كل من ساهم في ترويجه شريك في إثم تشويه صحب النبي ﷺ وخير أجيال الأمة، لاسيما خال المؤمنين صهر رسول اللهﷺ وكاتب الوحي، خليفة المسلمين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم.
لقد استقر الموقف الشرعي في سائر القرون الإسلامية على الكف عما شجر بين الصحابة رضوان الله عليهم، وهذا هو منهج أهل السنة والجماعة الذي نطق به علماؤهم من المذاهب الأربعة، وذلك رعاية لدين الناس وحفاظا على محبة الصحابة التي هي جزء من الإسلام، وهو الموقف الذي لخصه قول عمر بن عبد العزيز –وهو الأموي نسبا من جهة الأب، العُمَري نسبا من جهة الأم- “تلك دماء طهر الله منها سيوفنا، فلنطهر منها ألسنتنا”.
والسبب في ذلك أن الفتنة موضوعٌ خلافي معقَّد وحسَّاس، انقسم فيه الصحابة إلى ثلاث مذاهب: قسم كان مع علي رضي الله عنه، وقسم كان مع معاوية رضي الله عنه، وقسم اعتزل الفريقيْن ولم يتبين وجه الحق فيه.
ومثل سائر الأمور الخلافية التخصصية الدقيقة في كل علم من العلوم، فإنها لا تُطرح على عموم الناس لأن أكثر الناس لا يستوعبها، فكيف إن كان الأمر متعلقًا بالدين الذي فيه سعادة المرء في الدنيا، وفيه نجاته في الآخرة.
وإن عرض المسلسل يخلو من الشروط اللازمة التي أجاز فيها العلماء تناول ما وقع بين الصحابة، وهو أن يكون التناول بعلم وعدل، وأن يكون ذلك لأهله الضابطين للأقوال، أو جوابا على شبهة لمن تمكنت منه، فهذا المسلسل:
1. لم يكتبه من هو أهلٌ لذلك، فليس كاتبه معروفا بالتخصص في الشريعة ولا في التاريخ، ولا هو معروف بالنزاهة والأمانة الأخلاقية، بل المعروف عنه غير ذلك، فإنما هو صحافي تخرج في المقار الأمنية ويعمل لصالحها، وله مواقف شنيعة قبل ذلك، منها ما نشره في صحيفة اليوم السابع من عناوين احتوت على إساءات شنيعة للنبي ﷺ ولزوجاته الطاهرات بتاريخ (27 يوليو 2010م).
2. لا يُعرف من راجع نصوصه ومشاهده وأقرَّه من العلماء الصادقين المتخصصين في الشريعة وفي تاريخ هذه الفترة من صدر الإسلام.
3. يُطرح هذا المسلسل على عموم الناس بأدوات التأثير النفسي العاطفية الصاخبة، كالموسيقى والإضاءة وأنواع الخدع الفنية الأخرى، التي تحرص على تحقيق الإثارة والجذب، لا على تقديم المعلومة الصادقة الأمينة التي تخاطب العقل الواعي.
4. كذلك فإن الجهة المنتجة معروفة بمواقفها العديدة ذات السجل المشين في معالجة القضايا الإسلامية، وفي الحرص على تغريب المجتمعات المسلمة وإعادة تقديم ما يشوه الدين وينشر الانحلال الأخلاقي والإلحاد الفكري.
5. اختيار ممثلين يقومون بأدوار الصحابة ممن عرف عنهم الانحلال وتزيين الحرام، ويقومون في الوقت نفسه بأدوار أخرى للشواذ والمخمورين
6. على الجهات العلمائية الرسمية أن تتخذ موقفا حاسما تجاه العبث بسيرة الصحب الكرام وآل البيت الأطهار، وأزواج النبي ﷺ وأصهاره، لأن المسؤولية عليهم أكبر من غيرهم.