
النواب الأمريكي يمرر قانونًا يستهدف الجمعيات الداعمة لفلسطين
نوفمبر 22, 2024
بيان علماء الأمة حول ما يحدث لمقدسات المسلمين
نوفمبر 23, 2024بقلم: القائد الشهيد يحيى السنوار – تقبّله الله
لكل الأحبة في حماس ولكل الأحبة على امتداد فلسطين النازفة في ذكرى انطلاقة حماس، يوم الميلاد الرائع المتهيب، ذكرى الانطلاقة هذه تثير في النفس معاني كبيرة وعظيمة، ولا بد أن يقف المرء معها وقفات.. ووقفات هذه الانطلاقة المباركة تعتبر بحق نقطة تحول مصيرية في حياة الشعب الفلسطيني ومسيرة جهده وجهاده، فلطالما عانى هذا الشعب وقدم وكافح وضحى وبذل الكثير دون كلل أو ملل تحت رايات شتى غير رايته الحقيقية التي تمثل امتداد تاريخه وتراثه وأمجاده بعمق وأصالة.
وهو من خلال الانطلاقة المباركة يتحول جذرياً إلى ذلك العمق بدلالته وأبعاده، وفي هذا إيذان واضح وصريح بقرب الأوان لأن تنزل كل تلك الرايات التي ارتفعت على غير هدى من الله ولا برهان مبين، وهي إشارة البدء في الإعلان عن القدوم الباهر الكبير للمعركة الفاصلة للوعد الآخر، التي أخبر بها رب العالمين وبشّر بها رسوله الكريم ﷺ.. معركة: ﴿فَإِذَا جَاۤءَ وَعۡدُ ٱلۡـَٔاخِرَةِ لِیَسُـࣳـُٔوا۟ وُجُوهَكُمۡ وَلِیَدۡخُلُوا۟ ٱلۡمَسۡجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةࣲ وَلِیُتَبِّرُوا۟ مَا عَلَوۡا۟ تَتۡبِیرًا﴾ [الإسراء: ٧]. “لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، حتى يقول الشجر والحجر: يا مسلم يا عبد الله.. هذا يهودي ورائي تعالَ فاقتله”.
وذلك يعني بصراحة ودون مواربة أن بداية نهاية الكيان المسخ قد دخلت، وأن العهد لهذا الكيان الفاسد قد بدأ بصورة عملية.
(حماسنا) هذه حين انطلقت، كان ذلك إيذاناً بانطلاقة قافلة الفرسان، الورثة الحقيقيين لرسالات السماء وأتباع الأنبياء وورثة الدم القاني الذي سطر على هام الزمان أسمى آيات الفخار، انطلاقة عشاق الشهادة وصناع الموت، الذين يعرفهم عدوهم جيداً بذلك، والذين قال فيهم (موشيه ديان) يوم دخلت كتائبهم فلسطين عام ١٩٤٨: “هؤلاء قوم جاءوا ليموتوا، أما نحن فقد جئنا لنعيش”.
فهي انطلاقة كواكب الفرسان الذين جاءوا للموت وللموت فقط، هذه الانطلاقة جاءت تلبية لنداء الله تبارك وتعالى لنا بالنفير والجهاد والخروج تحت رايته، تلبيةً لاستصراخ المقدسات التي تئن تحت وطئة الظالم المستبد والحاقد، استجابةً لنداء الأرض العطشى التي طالما ارتوت بالدم الطاهر الزكي على مدار التاريخ، وآن لها الأوان لترتوي مرة أخرى بذات الدم، دم حملة راية التوحيد أبناء الأنبياء، ذكرى الانطلاقة تفجر في النفس معاني عظيمة ودلالات غاية في الإيحاء والأهمية.
فقد انتهت مرحلة الغثائية واللا انتماء والعمل غير الهادف من حياة الشعب الفلسطيني العظيم، وبدأت مرحلة جديدة جدة كاملة، هي مرحلة الحماس.. مرحلة الإسلام العظيم وحملته الأبرار.
انطلاقة (حماس) حدث يهم الوطن الإسلامي الكبير، مفخرة لكل أولئك الذين يدركون تلك الدلالات والمعاني لذلك الحدث المصيري، الذي يرتبط به مصير المنطقة ويتحدد بناء شكل وطبيعة الصراع خلال السنوات القادمة.
وفي ذكرى الانطلاقة هذه، حق على كل أولئك الذين يدركون تلك المعاني السامية التي أدركتها روحي وقلبي وعقلي ولا أستطيع التعبير عنها مهما أوتيت من البلاغة، كل أولئك الذين يدركون تلك المعاني الرائعة وجب عليهم أن يقفوا وقفة الإجلال والإكبار في ذكرى الانطلاقة.
ولما كنا ندرك أن علينا أن نقف تلك الوقفة في الذكرى الرائعة، لذا وجب علينا أن نقدم قرباتنا في ذلك العيد البهيج، لنشارك هذه المرة في إشاعة البهجة بإراقة الدم، أدركت وأخي (مروان) عمق تلك المعاني وعظمتها ودلالتها، فكان لزاماً علينا أن نتقدم لحركتنا ولإخواننا الجند تحت رايتها ولأبناء شعبنا المعطاء الذي ثار الحماس في صدره فخرج لا يلوي على شيء، ولأبناء أمتنا المسلمة لتفتح عينيها على هذه الجبهة الصعبة الحرجة، لكل أولئكم رأينا أن نقدم هديتنا وأن نذبح أضحياتنا بعد أن نصلي فجر اليوم الأول من العام الرابع للانطلاقة المباركة، رأينا أن نذبح قرابيننا صباحاً، مجرمي الاغتصاب وكيان المسخ، مع ساعات النهار على قدم واحدة مطأطئة الرأس حاسرة العين قاطبة الجبين، ولترقص قلوب كل الأحبة على امتداد فلسطين النازفة، كل أولئك المقهورين المسجونين المعذبين المصابين، الذين مُصت دماؤهم.. سُرق عرقهم.. وسحقت عظامهم، ولترقص قلوب كل أولئكم جميعاً طرباً للخبر حين تطيره وسائل الإعلام.
ثم ليقف كل الناس.. كلهم، وقفة الإجلال والإكبار للحركة، التي ربت فينا الفروسية والإباء والكرامة، ثم ليطير خبر ذلك كله إلى شيخنا المجاهد في زنزانته لتشق نفسه، وهو الواثق أن جنده قادرون على فعل ما أراد -بإذن الله وتأييده- وليحني الجميع رؤوسهم طائعين أو مكرهين، ولنفتح من بعدنا الباب في سُنة حسنة على مر العصور والأيام.