العدد الخامس عشر : هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ
أغسطس 1, 2023العدد السابع عشر : مدرسة محمد ﷺ
أكتوبر 1, 2023أرسل الله عز وجلَّ نبيَّنا محمداً ﷺ بشريعة تحقق للناس -بل للمخلوقات- مصالحهم في العاجل والآجل؛ فقد قال الله تعالى مخاطبًا نبيه ﷺ: ﴿وَمَآ أَرْسَلْنَٰكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَٰلَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]. ومنطوق الآية الكريمة حصر الغاية من إرساله ﷺ في الرحمة، أي أنه لم يُرسَل إلا رحمة، وقد جاء ﷺ برحمة دنيوية معينة حتى لأعدائه، حيث إنهم لم يعذَبوا في الدنيا عذابًا يستأصلهم.
ففي الصحيحين من حديث أنس قال: قال أبو جهل: اللهم إن كان هذا هو الحقَّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. فنزلت: ﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمۡ وَأَنتَ فِیهِمۡۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمۡ وَهُمۡ یَسۡتَغۡفِرُونَ * وَمَا لَهُمۡ أَلَّا یُعَذِّبَهُمُ ٱللَّهُ وَهُمۡ یَصُدُّونَ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ﴾ … إلى آخر الآية. وروى الدارمي عن أبي صالح مرسلاً أن النبي ﷺ كان يناديهم: “يا أيها الناس، إنما أنا رحمة مهداة”.
وعلى هذا النسق ورد كثير من التشريعات التي جاء بها النبي ﷺ، حيث لم تقتصر منفعتها على المسلمين فحسب. ومن القضايا التي شغلت دنيا الناس اليوم، وأقضت مضاجع الباحثين والعلماء قضية التغيرات المناخية ومستقبل البيئة في ظلها فما موقع البيئة في المنظور الإسلامي؟ وما التشريعات الربانية التي جاء بها كتاب الله وسنة رسوله ﷺ وما بني عليهما من الفقه والتي تَضْمَن بيئة سليمة من التلوث؟
وفي المقابل ماذا كان دور الرجل الأبيض وبعض الحكومات في بلاد المسلمين تجاه البيئة في العصر الحديث؟ امتنّ الله تبارك وتعالى في آيات كثيرة على عباده مسلمهم وكافرهم بنعمة تسخير هذا الكون، ومن هذه الآيات قوله تعالى: ﴿وَسَخَّرَ لَكُم مَّا في ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا في ٱلْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ في ذَٰلِكَ لَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الجاثية: 13]. وقوله عز وجل: ﴿هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ لَكُم مَّا في ٱلْأَرْضِ جَمِيعًا﴾ [البقرة: 29]، وقوله جَلَّ ذِكْرُه: ﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجَ بِهِۦ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ رِزۡقٗا لَّكُمۡۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلۡفُلۡكَ لِتَجۡرِيَ فِي ٱلۡبَحۡرِ بِأَمۡرِهِۦۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلۡأَنۡهَٰرَ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ دَآئِبَيۡنِۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ وَءَاتَىٰكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلۡتُمُوهُۚ وَإِن تَعُدُّواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَآۗ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَظَلُومٞ كَفَّار﴾ [إبراهيم: 32 – 34] وغيرها من الآيات.