العدد الأول : وَرَفَعْنَا لَك ذِكْرك
يناير 1, 2022العدد الثالث : الهجرة.. المعاني المتجددة
مارس 1, 2022في زماننا كثرت سهام الأعداء التي تُصوّب إلى مقام النبوة، وهيهات أن تنال من جناب الرسالة فهو في الذروةِ السامقةِ، والقمةِ الشاهقةِ، مَحوطٌ بالحمايةِ الإلهيةِ، تكتنفه الحراسةُ الصمدانيةُ، وتكلِّلُه العنايةُ الربانيةُ، فمن يعاديه يصيبُه الخبالُ، ويجرُّ على نفسه الوبال، ولا يضرُّ السحابَ نبحُ الكلاب.
وإنه لمن اليقين أن كل مسلمٍ – مهما كان حاله – يحب النبيّ ﷺ، ويغار عليه، ويضعه في أفقٍ سامٍ، لا يرقى إليه راقٍ، ولا يبلغه أملُ آمل، وإن أن هذا الحب ضرورةٌ شرعيةٌ، لا يكون أحدُنا مسلمًا بدونها، وأنَّ قدْرَ الحب يكون بقدر المعرفة، فكلما عرفته ﷺ أكثر، وتتبعت سيرتَه الزاكيةَ أكثر، زادت محبته، وارتفع منسوبها في نفسك، ثم إذا أحببته ﷺ وعرفته اتبعته، وأحببتَ أن تحذو حذوه، لتحشر معه يوم القيامة.
فإذا جاء من يسُبُّ النبي ﷺ، أو يتنقص قدْرَه، فلا يلامُ المسلمُ المحب لرسوله على غضبه وانفعاله، لأنه يغضب لحبيبه ﷺ ودينه وشرعه وعقيدته، بل إنه من الطبيعي أن يفدي مقام رسول الله بمهجته وروحه وكل ما يحب ومن يحب.