العدد التاسع :  لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا

من مهبط الوحي مكة المكرمة وحتى الشام أرض المحشر والمنشر ثم إلى السماوات العلا كانت رحلتي الإسراء والمعراج أعظم حدث اختص الله به نبيه صلى الله عليه وسلم تثبيتا وتهيئة له ولأمته من أجل إقامة دولة إسلامية خالصة من كافة صور الاستبداد والمذلة والخوف..

طالت معاناته ﷺ في مكة مذ كُلف البلاغ، فكان التقدير الرباني أن يتهيأ صلى الله عليه وسلم بهذه الرحلة المباركة، وبهذا الزاد العظيم لمرحلة جديدة من النضال، لمواجهة التحديات الضخمة المقبلة في كل الجبهات، رغم هذا العدد القليل من الصحب الكرام، وهذه العدة الضئيلة.

إنها رحلة يتعلم المسلم منها كيف يسوس نفسه ومن تحت قيادته بنفس مؤمنة أبية عزيزة محكومة بالصبر والصلاة  متحررة من روابط أرضية إلى روابط سماوية عليا بعيدا عن منطق الهزيمة والتفريط  والتطبيع..

إنه حدث عظيم النبأ عن عالمية الدعوة وواجب حماية مقدساتها لا سيما أهم المقدسات الإسلامية أولى القبلتين وثالث الحرمين مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعراجه.