
حول حديث “أنتم أعلم بأمور دنياكم”
فبراير 27, 2024
الهجرة النبوية رؤية مختلفة (4)
فبراير 27, 2024الحمد لله الذي نزَّل القرآن وعلَّمه، وخلق الإنسان وكرَّمه، وشرع الدين فأحكمه، وصلاة وسلامًا دائمين متلازمين على سيد الخلق، ورسول الحق، والناطق بالصدق، رسولنا محمد ﷺ، ورضي الله عن صحابته والتابعين، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد..
فلا شك أن الاشتغال بسنة الحبيب المصطفى، والرسول المجتبى، والشفيع المرتضى، نبينا، ورسولنا، وحبيبنا، وقرة أعيننا، وتاج رؤوسنا، وفخار جنسنا، محمد ﷺ – من أجَلِّ ما تفنى فيه الآجال، وتقطع لأجل تحصيله الوِهَاد والوديان والجبال، فيكفي المشتغِلَ به فخرًا ما يقتبسُه من هدي السراج المنير، ونور الهادي البشير ﷺ، ويكفيه كذلك ما يحصِّلُه من الصلاة عليه، وما يجنيه من بهجة القربِ منه والوصولِ إليه، فما جاوَرَت سنَّتُه شيئًا إلا شرَّفتْه، وما سَطَعَت أنوارُ بهائِه على ظلام إلا أجْلتْه، صلواتُ ربي عليه تترا، ما أحصى العادُّ شفعًا ووترا.
ولقد أدرك هذا الفضلَ سلفُنا الصالح المبارك، الذين عرفوا لسنة رسول الله ﷺ قدرها، وعظيم منزلتها بين العلوم، فوهبوها أعمارهم، واشتغلوا بها ليلهم ونهارهم، تعلُّمًا وتعليمًا وعملا؛ إذ هي والقرآن خير عند الله عز وجل ثوابًا وخير أملًا، فما ضنوا عليها بشيء من جهدهم، وما بخلوا عليها بشيء من مالهم، فصنفوا فيها التصانيف النافعة، التي رجوا أن تكون لهم عند الله شافعة، ولقد جاءت إسهاماتهم متآزرة متكاملة، ولعلوم سنة الحبيب المصطفى ﷺ شاملة، فهذا تجرد للصحيح، وهذا لجمع السنن، وذاك لمرويات كل صحابي على حدة، وذلك لدراسة أحوال الرجال الذين عليهم مدار السند، وذلك لشرح المتن وبيان ما فيه من أنوار، وفوائد، وأحكام… إلخ.
فكان فضلهم على الأمة عظيماً، وعملهم في جلالة القدر جسيما، حتى إن المسلم في هذه الأيام التي بينها وبين الساعة رمية حجر، ولا يكاد يعرف من علماء الأمة من له حظ وخطر – لَيَعرف (بكبسة زر) درجة الحديث، ومدى صحة نسبته إلى الصادق المصدوق ﷺ، ولَيَعرف كذلك وصف النبي ﷺ الخَلقي والخُلقي، وماذا كان يلبس ﷺ، وكيف كان يمشي ﷺ، وعلى أي فك كان يمضغ ﷺ، وعلى أي جنب كان يضطجع ﷺ، بل كيف كان يشير بيده ﷺ، وكيف كان ينظر ﷺ، وكيف كان يبتسم ﷺ، وإلى أي درجة كان تبسمه ﷺ، بل من أي الأنواع كان هذ التبسم، وكيف كان يكلم الكبير والصغير، والمرأة والطفل، وكيف كان تنفسه ﷺ، وملمس يديه ﷺ، بل كيف كانت رائحته ﷺ… إلخ. هذا فضلًا عن كيفية الصلاة، والصيام، والنسك، وردّ المظالم، وإقامة الحدود، وتجييش الجيوش، ومراسلة الملوك والأمراء، ومخاطبة الملائكة، ودعوة الجن… إلخ.
يعرف هذا بسنده إلى النبي ﷺ، فيقرأ ذلك وكأنه يرى حبيبه وقرة عينه ﷺ، وما كان هذا ليكون إلا بفضل الله ـ، وبجميل تقديره ﷻ، وبما قيضه من نفوس طاهرة اصطفاها لصحبة نبيه ﷺ، وقلوب مخبتة اختارها لصحبة أصحاب رسوله ﷺ، وعقول فذة أودعها اللهُ العلمَ فوعتْه، وألسنة صادقة لهجت به وبلَّغتْه.
ولقد كان من هؤلاء الجبال الشُّمّ، والأعلام العُظم – الإمامُ البخاري رحمه الله، الذي جرَّد كتابه لجمع الصحيح المسند من أحاديث رسول الله ﷺ وأموره، وسننه، وأيامه ﷺ، وأودعه من دقائق العلم، ونوابغ الفهم ما يتنسَّم العالِم عبيره يتضوَّع من ترجمات أبوابه وفنونها، وتقسيمات أحاديثه وتقطيعات متونها؛ لذلك انبرى كثير من العلماء لشرحه وبيانه، وتفيؤ ظلاله وأفنانه، مستقين من معينه، ومقتنين من ظاهر كنوزه ودفينه، فخرجت المؤلفات التي تخدم هذا السفر النفيس تربو على المئات، ولعل من أهم هذه الكتب: (فتح الباري شرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله)، فلا يكاد يُذكر ابن حجر إلا ويستحضر في الأذهان كتابه (فتح الباري)، فيُقرن اسمه باسم الإمام البخاري رحمه الله، ولا يكاد يُذكر الإمام العَلَم البخاري رحمه الله إلا ويُذكر صحيحُه الذي نقَّح فيه أحاديث رسول الله ﷺ، فيُقرن اسمه باسم النبي الأعظم ﷺ، فأي شرف، وأي فخر هذا الذي يربطك بحبيبك وشفيعك ﷺ، ويجعل اسمك مقرونًا باسمه المرفوع، وحديثه المتبوع ﷺ!
وفي هذه السطور المتبقية نعرف القارئ الكريم بالحافظ ابن حجر رحمه الله، وبجهده في عمل واحد فقط من أعماله العظيمة والنافعة، وهو كتابه (فتح الباري) الذي يعد -بحق- درة تاج مصنفاته، وواسطة عقدها، بادئين بترجمته مختصرةً، ثم بذكر طرف يسير من جهده في خدمة الصحيح.
ترجمة موجزة لابن حجر رحمه الله():
هو أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن أحمد الكناني، العسقلاني الأصل، ثم المصري، الشافعي، قاضي القضاة، شيخ الإسلام، شهاب الدين، أبو الفضل بن نور الدين، بن قطب الدين، بن ناصر الدين، بن جلال الدين، المعروف بابن حجر، وهو لقب لبعض آبائه. الإمام، العلامة، الحافظ، فريد الوقت، مفخر الزمان، بقية الحفاظ، علم الأئمة الأعلام، عمدة المحققين، خاتمة الحفاظ المبرزين والقضاة المشهورين، فريد زمانه، وحامل لواء السنة في أوانه، ذهبي هذا العصر ونضاره، وجوهره الذي ثبت به على كثير من الأعصار فخاره، إمام هذا الفن للمقتدين، ومقدم عساكر المحدثين، وعمدة الوجود في التوهية والتصحيح، وأعظم الشهود والحكام في بابي التعديل والتجريح، شهد له بالانفراد خصوصًا في شرح البخاري كل مسلم، وقضى له كل حاكم بأنه المعلم، له الحفظ الواسع الذي إذا وصفته فحدِّث عن البحر ابن حجر ولا حرج، والنقد الذي ضاهى به ابن معين فلا يمشي عليه بهرج هرج، والتصانيف التي ما شبَّهتها إلا بالكنوز والمطالب، فمن ثم قيَّض لها موانع تحول بينها وبين كل طالب، جمَّل الله به هذا الزمان الأخير، وأحيا به وبشيخه سنة الإملاء بعد انقطاعه من دهر كثير.
ولد في مصر في ثاني عشر -وقيل: ثالث عشر- من شعبان المكرم سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة، مات عنه والده وهو طفل في شهر رجب من سنة سبع وسبعين؛ فنشأ يتيمًا في كنف أحد أوصيائه، وهو زكي الدين الخروبي أحد كبار التجار، فأُدخل الكُتَّاب بعد إكمال خمس سنين، وكان لديه ذكاء وسرعة حافظة بحيث إنه حفظ سورة مريم في يوم واحد! وكان يحفظ الصحيفة من الحاوي الصغير من مرتين: الأولى تصحيحًا، والثانية قراءة في نفسه، ثم يعرضها حفظًا في الثالثة! فحفظ القرآن وهو ابن تسع عند الصدر السفطي شارح مختصر التبريزي، وصلى به على العادة بمكة حيث كان مع وصيه بها.
ثم حفظ العمدة، وألفية الحديث للعراقي، والحاوي الصغير، ومختصر ابن الحاجب في الأصول والملحة، وبحث في ذلك على الشيوخ، وعني بالأدب والشعر حتى برع فيهما، ونظم الكثير فأجاد، وهو ثاني السبعة الشهب من الشعراء، وكتب الخط المنسوب.
ثم حبب إليه فن الحديث؛ فأقبل عليه بكلِّيته سماعًا وكتابةً وتخريجًا وتعليقًا وتصنيفًا، وطلبه من سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة وما بعدها، ولازم حافظ عصره زين الدين العراقي حتى تخرج به، وأكبَّ عليه إكبابًا لا مزيد عليه، وحمل عنه جملة نافعة من علم الحديث سندًا ومتنًا وعللًا واصطلاحًا حتى رأس فيه في حياة شيوخه وشهدوا له بالحفظ.
وأدرك من الشيوخ جماعةً كلُّ واحد رأسٌ في فنه الذي اشتهر به، فتفقه على الشيخ سراج الدين البلقيني، والشيخ سراج الدين ابن الملقن، والشيخ برهان الدين الأنباسي، وأخذ الأصول وغيرها عن العلامة عز الدين بن جماعة ولازمه طويلًا.
وحج في أواخر سنة أربع وثمانين وجاور بمكة في السنة التي بعدها وهي سنة خمس، فسمع بها اتفاقًا على العفيف الشوري صحيح البخاري، وهو أول شيخ سمع عليه الحديث، وبحث في عمدة الأحكام للحافظ عبد الغني المقدسي، وعلى عالم الحجاز الحافظ أبي حامد محمد بن ظهيرة، وصلى التراويح بالمسجد الحرام بالقرآن العظيم في هذه السنة، ثم في سنة ست سمع صحيح البخاري بمصر على عبد الرحيم بن رزين، وسمع بها بعد التسعين فطلبه من جماعة من شيوخها والقادمين إليها من ذوي الإسناد العالي كابن أبي المجد والبرهان الشامي وعبد الرحمن بن الشيخة والحلاوي والسويداوي ومريم بنت الأذرعي.
ورحل إلى دمشق في سنة اثنتين وثمانمائة، فأدرك بها بعض أصحاب القاسم ابن عساكر والحجار ومن أجاز له، والتقى سليمان بن حمزة وأشباهه ومن قرب منهم، وحج مرات، وسمع بعدة من البلاد كالحرمين، والإسكندرية، وبيت المقدس، والخليل، ونابلس، والرملة، وغزة، وغيرها – على جمع من الشيوخ، منهم نور الدين الهيثمي، والأبشيطي، والخليلي، والأيكي، وابن سالم، والقلقشندي، وبدر الدين ابن مكي، وغيرهم.
ورحل إلى الشام والحجاز ودخل اليمن، فاجتمع بالعلامة مجد الدين الشيرازي الفيروزآبادي صاحب القاموس.
ثم رجع فأقبل بكليته على الحديث، وقصر نفسه عليه مطالعة وإقراء وتصنيفًا وإفتاء، وتفرد بذلك، وشهد له بالحفظ والإتقان القريبُ والبعيدُ والعدوُّ والصديقُ حتى صار إطلاق لفظ الحافظ عليه كلمةَ إجماع، وصار هو المعول عليه في هذا الشأن في سائر الأقطار، وقدوة الأمة، وعلامة العلماء، وحجة الأعلام، ومحيي السنة.
وكان فصيح اللسان، راوية للشعر، عارفًا بأيام المتقدمين وأخبار المتأخرين، صبيح الوجه، وولي قضاء مصر مرات ثم اعتزل، ورحل الطلبة إليه من الأقطار، وطارت مؤلفاته في حياته وانتشرت في البلاد، وتكاتبت الملوك من قُطر إلى قُطر في شأنها، وهي كثيرة جدًّا، منها ما كمل ومنها ما لم يكمل، وقد عددها السخاوي في الضوء اللامع، وقد زادت تصانيفه التي انتهى معظمها في فنون الحديث، وفنون الأدب، والفقه، وغير ذلك – على مئة وخمسين تصنيفًا، ورُزق فيها السعد والقبول، خصوصًا (فتح الباري في شرح البخاري) الذي لم يسبق لنظيره، وقد بيع بثلاث مئة دينار، و(الإصابة في تمييز الصحابة)، و(الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة)، وله نظم جيدة، وخطب بليغة، وديوان شعر.
وقد توفي الحافظ ابن حجر بمصر في الثامن عشر من ذي الحجة من سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة. رحمات الله عليه تَترا، وأعاننا على الوفاء بحقه علينا دعاءً وشكرا، وجمعنا به في جنات الخلود؛ إنه سبحانه خير مأمول ومقصود، والحمد لله رب العالمين.
أما عن جهده في خدمة صحيح البخاري فهو مما لا توفيه هذه المقالة الموجزة، لكن يكفي أن يُعلَم أن الحافظ ابن حجر رحمه الله قد سار على نَفَس البخاري رحمه الله -كما يقولون- في تصنيفه الصحيح وتبويبه له، ذلك أن البخاري رحمه الله كان يقطِّع الحديث الواحد -كما هو معلوم- فيذكره في غير موضع من صحيحه، لعلَّة عنده، تظهر لبعضهم، وتخفى على آخرين، فسار الحافظ الشارح على نهج البخاري المصنف، فكان يشرح الحديث بما يناسب الغرض الذي من أجله ذكره الإمام البخاري رحمه الله في هذا الباب تحديدًا، فساعةَ تفتح الحديث في أيٍّ من مواضعه في الصحيح تجد الحافظ رحمه الله قد شرحه شرحًا مستوفيًا، أو أحال على ما تقدم مع ذكر بعض الفوائد، أو قال: «وسيأتي الكلام على بقيته في باب كذا».
وهذا الصنيع الطيب جعل قارئ الفتح يشعر فيه بما يعادل الوحدة الموضوعية التي يجدها قارئ القصيدة الجيدة، فنَفَس الحافظ في شرح حديث «إنما الأعمال بالنيات…» -وهو أول أحاديث الصحيح- كنفَسِه في شرح حديث «كلمتان خفيفتان…» -وهو آخر أحاديث الصحيح-، وهذ التوازن يعد من مناقب هذا الفتح ومآثره، فلا تكاد تجده عند كثير من شراح الصحيح، حيث يقفون عند أول مواضع الحديث ذكرًا في الصحيح، ويلقون فيه ما في جعبتهم، ويأتون على كل فائدة فيه فيبينونها أحسن بيان، ثم تأتي لمواضع الحديث الباقية فلا تكاد تجد فيه شيئًا إلا قليلًا، ولك أن تقارن مقال ابن حجر في حديث: «إنما الأعمال بالنيات» في مواضعه السبعة من الصحيح بمقال الكرماني، والعيني -مثلًا- في المواضع نفسها. رحم الله الجميع، وجزاهم عن الإسلام وأهله خير الجزاء.
والحافظ ابن حجر عالم موسوعي، له في كل علم سهام نافذة، وله في كل فن آراء بارزة، يظهر ذلك لقارئ الفتح جليًّا، فإذا تكلم في فقه الحديث رأيته فقيهًا أصوليًّا، وإذا تحدث في اللغة وجدته لغويًّا، وإذا تكلم في طرق الحديث ورجاله وجدته محدِّثًا، وكذا في كل فن، حتى إنك لتشعر من كلامه أنه عالم في هذا الفن ولا يحسن غيره.
وقد وجد العبد الفقير أثر ذلك عندما وفقه الله ﷻ لفهرسة فتح الباري، حيث جاءت الفهارس مقاربة لحجم الكتاب الأصلي في أربعة عشر مجلدًا، وهذا دليل على أن كل كلمة كتبها الحافظ خليقة بأن تدون في فهرس!
وسأضع بين يدي القارئ الكريم عناوين هذه الفهارس (في رؤوس أقلام) ليعلم القارئ موسوعية ابن حجر رحمه الله، وتبحره في العلوم التي أودعها شرحه حتى قيل فيه: «لا هجرة بعد الفتح»!
حيث جاءت فهارسنا على النحو التالي:
المجلد الأول، وفيه بعد المقدمة الفهارس الآتية:
فهرس الآيات القرآنية. 2. فهرس علوم القرآن.
فهرس كتب صحيح البخاري مرتبة حسب ورودها في الكتاب بدءًا من كتاب رقم
(1) : بدء الوحي في الجزء الأول، وانتهاءً بكتاب (97) : التوحيد في الجزء الثالث عشر، وقد رقَّمناه بذكر رقم الكتاب، ثم عنوانه، ثم الجزء والصفحة.
فهرس كتب صحيح البخاري مرتبة ألفبائيًا بدءًا من كتاب (الإجارة) وانتهاء بكتاب (الوكالة)، ونذكر عنوان الكتاب، ورقمه، والجزء الذي ورد فيه.
فهرس أبواب صحيح البخاري مرتبة الفبائيًّا بدءًا من باب (آخر ما تكلم به النبي ﷺ)، فنذكر عنوان الباب ورقمه، ورقم الكتاب التابع له، واسمه، والجزء والصفحة.
ولم نذكر فهرس أبواب صحيح البخاري على حسب ورودها في الكتاب؛ لأنها
موجودة في نهاية كل جزء من الكتاب المطبوع بين أيدي الناس.
فهرس العقيدة. 7. فهرس التعريفات الشرعية والمصطلحات. 8. فهرس الفقه. 9. فهرس أصول الفقه. 10. فهرس الإجماع.
***
المجلد الثاني: فهرس أطراف الأحاديث متنًا وشرحًا، ومنهجنا فيه كما يلي:
* وضعنا كل الأطراف الحديثية مما نص عليه النبي ﷺ بقول أو فعل أو تقرير، ولو اضطرنا ذلك إلى تجزيء الحديث الواحد ووضعه في أكثر من موضع في الترتيب الألفبائي.
على سبيل المثال: حديث رقم (87) عن ابن عباس رضي الله عنهما: «إن وفد عبد القيس أتوا النبي ﷺ…». فقد أوردناه في:
إن وفد…
من الوفد؟
مرحبًا بالقوم.
فأمرهم بأربع ونهاهم عن أربع
هل تدرون ما الإيمان بالله وحده؟
شهادة أن لا إله إلا الله.
مع مراعاة وضع كل طرف في مكانه من الترتيب الألفبائي.
وقد استخدمنا في فهرس الأحاديث، وفهرس الآثار رموزًا للاختصار في الملاحظات التي نكتبها في نهاية طرف الحديث أو الأثر، فوضعنا (م) لمسلم، و(ق) للمتفق عليه، و(د) لأبي داود، و(ت) للترمذي، و(ن) للنسائي… إلخ، وهي تناهز المائة اختصار!
***
المجلد الثالث، ويشمل:
فهرس الآثار. 2. فهرس غريب الحديث والأثر. فهرس مصطلح الحديث. 3. فهرس الفوائد الحديثية. 4. فهرس اللطائف الإسنادية. 5. فهرس من ليس له في البخاري سوى موضع واحد. 6. فهرس ناسخ الحديث ومنسوخه. 7. فهرس الجمع بين الترجمة وما تحتها. 8. فهرس الجمع بين المتعارضات. 9. فهرس توضيح المبهمات. 10. فهرس ما قال فيه الحافظ لم أجده. 11. فهرس التكميلات، وهو ما وضعه الحافظ ابن حجر تحت عنوان (تكميل).
فهرس التنبيهات، وهو ما وضعه الحافظ ابن حجر تحت عنوان: (تنبيه).
فهرس الخواتيم، وهو ما عنون له الحافظ بعنوان خاتمة، ودائمًا ما يكون في نهاية كل كتاب فقهي، وقد قسَّمنا كلًّا تقسيمًا حسنًا، ورتبناه بذكر الباب، والجزء، والصفحة، ورقم الحديث؛ ليسهل على القارئ الكريم الوصول إليه.
***
المجلد الرابع: ويشمل الفهارس الآتية:
مسائل النحو.
مسائل الصرف.
مسائل البلاغة.
فهرس الفوائد اللغوية.
فهرس الأمثال والحكم.
فهرس الشعر وأنصاف الأبيات.
فهرس الفوائد الفرائد.
فهرس الفوائد التي نص عليها ابن حجر بعنوان: فائدة.
فهرس الآداب والأخلاق.
فهرس الرقاق والمواعظ.
فهرس الترجيحات.
فهرس المنوعات.
فهرس تقييدات الغريب.
فهرس تقييدات الأماكن.
فهرس تقييدات الطوائف والقبائل.
فهرس تقييدات أعلام الرجال.
فهرس تقييدات أعلام النساء.
فهرس تقييدات الكنى والألقاب.
فهرس تقييدات المنوعات.
***
المجلد الخامس: ويشمل الفهارس الآتية:
- فهرس الكتب والمصنفات الواردة في الفتح. 2. فهرس الأسر والقبائل. 3. فهرس الأحداث والغزوات. 4. فهرس الأماكن والبلدان. 5. فهرس الفرق والطوائف. 6. فهرس الأوائل. 7. فهرس لطائف التراجم. 8. فهرس الألقاب الفخمة. 9. فهرس منهج البخاري وعاداته. 10. فهرس الاستدراكات بأنواعها. 11. فهرس الأخطاء الطباعية.
***
المجلد السادس: ويشمل (الإحالات)، وقد راعينا فيه ما ذكره الحافظ مما قال: «كما سيأتي»، أو: «كما مضى»، أو: «وفي رواية المصنف في التفسير»، أو غير ذلك من العبارات التي يحيل فيها القارئَ على معلومة سابقة أو لاحقة.
***
المجلد السابع والأخير، وفيه (فهرس الأعلام) مرتبًا على الألفبائي، وقد راعينا فيه أن نضع أمام العالم معلومة تضيف للقارئ شيئًا جديدًا، فنكتب أمام العَلَم (جبريل): «أمين الوحي»، أو: «مَلاك»، أو نكتب: «شيخ البخاري» مثلاً، أو: «صحابي»، أو نضع: «رضي الله عنه»، أو: «عليه السلام» إن كان نبيَّا، أو: «ثقة»، أو: «ضعيف» أو ما إلى ذلك مما يزيل الرتابة والملل من الباحث في فهرس الأعلام، وقد راعينا فيه ما يلي:
البدء من الألف إلى الياء.
إسقاط (ابن)، و: (أب)، و: (أم) من الترتيب.
وضع المعرف بــ (أل) بعد انتهاء الحرف الذي يليها؛ مثلًا: (التميمي) يأتي بعد (تيم الله).
***
فأنت ترى -أيها القارئ الكريم- أن هذه الفهارس قد فهرست لأمور تتعلق بعلوم القرآن، وأخرى بعلوم الحديث ورجاله، وثالثة بالفقه وأصوله، ورابعة باللغة نحوها، وصرفها، وبلاغتها، فضلًا عن الشعر، والأمثال، والحِكَم، والرقائق، والآداب… إلخ.
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على سعة علم الحافظ الذي أودع في شرحه هذه الدرر والجواهر، فالتقطها العبد الفقير لينظمها في موسوعة فهارس تسهل على القارئ الوصول إليها. وهذا من عظيم فضل الله علينا، حيث يرتبط اسمنا باسم الحافظ ابن حجر، المرتبط بالإمام البخاري، المقترن بسيدنا رسول الله ﷺ، فالحمد لله ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شاء الله ربُّنا من شيء بعد.
وصلاة وسلامًا على المنصور من ربه، المفدي من أتباعه وأحبابه، محمد ﷺ.
التاسع والعشرون من شهر ربيع الأول
من سنة 1444 من هجرة المصطفى ﷺ
ومن مدينته المنورة، عظَّمها الله