رسالة الحجاب
فبراير 14, 2024الصدّيقة بنت الصدّيق
فبراير 19, 2024أكتب إليكِ في زمن يُضرب فيه الحصار على القرآن وأهله، ويُضيق على مدارسه ومعاهده، وتُصادر ألواحه وحناجره، وتُحرف معانيه جهاراً في الجرائد والمجلات، بينما تُوزع الجوائز على حفظته من الفتية والفتيات!
أكتب إليكِ من خلف القضبان في بلد جهر حاكموه بعلمانيتهم وإقصاء الدين عن سياستهم، وسخّروا الكهان والسحرة لخدمتهم وإسباغ الشرعية عليهم، وسجنوا مَن خالفهم، ونكّلوا بمَن عارضهم وثار على ظلمهم، وجرّموا مَن رفع المصحف مطالباً بتحكيمه من جديد!
أكتب إليكِ وقد اشتد أوار معركة الهُوية: فما جرى في 30 يونيو 2013 – في زعمهم – قد وضع حداً لمزيد من أسلمة الدولة، والاشتباك القائم بين الدين والسياسة وما تمخض عنه لا بد أن يُحسم ونَدَع ما لله لله وما لقيصر لقيصر (بحسب تعبيرهم)، ولابد للجامعة أن تعود للاشتغال بمهمتها الرئيسية وهي تفكيك (الثقافة التقليدية) التي تنتجها المؤسسات التقليدية وعلى رأسها الأزهر، ومن ثم فإنه ليس للفرد المنتسب للجامعة أن يسلك داخلها بما يؤول إلى تثبيت هذه الثقافة، ومن هذا المنطلق جاز منع المنتقبات؛ فالحرية الخاصة للفرد ليست مطلقة، بل تتحدد بحسب مهمة المؤسسة التي ينتسب إليها!
تلك هي كلماتهم.. بل يجب على الدولة أن تساند جامعة القاهرة في محاربة الإرهاب الذي أصبح النقاب رمزاً من رموزه الفكرية!
فلينتبه هذا الوطن كله إلى خطورة المعاني الرمزية والعملية لاتساع دوائر المنتقبات في الجامعة وفي غيرها من الأماكن والمؤسسات التي استبدلت الذي هو أدنى بالذي هو خير! تلك هي دعوتهم!
نعوذ بالله من شرورهم وخاب سعيهم.. ﴿إِن فِى صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَٰلِغِيهِ﴾ [غافر: 56] ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِـُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوَٰهِهِمْ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِۦ﴾. [الصف: 8]
أبشري أختاه.. وعلى الحق اثبتي.. ففجر الوعد قد لاح.. وهاهو ظل الظلم ينزاح..
أنا لست مسجوناً لأن ملامحي سكنت قلوب الناس كالنبضاتِ
في الأسر أرسم كل يوم صورة وطناً عنيداً شامخ الراياتِ
يا دولة البغي الطويل تمهلي فالأرض تحيا بعد طول مواتِ
هذي بلاد لا تسالم باغياً ولكَم أفاق الناس بعد سباتِ
كم حطمت هذي الشعوب قيودها كم فجّرت حمماً من الثوراتِ