
يا طوبى للشام
يناير 21, 2025
جيش الاحتلال ينشئ نقطة عسكرية جديدة في ريف القنيطرة
يناير 21, 2025د. علي عمر بادحدح – فك الله أسره*
أرجوكم صدقوني.. فإني سأذكر لكم حقائق لولا ثبوتها لكانت ضربًا من الخيال! وسأذكر وقائع لولا أنها رأي العين لكانت نوعًا من المحال!
﴿لَا یَرۡقُبُونَ فِی مُؤۡمِنٍ إِلࣰّا وَلَا ذِمَّةࣰۚ﴾[التوبة: 10]، أولئك الذين نُزعت منهم الإنسانية؛ بل تبرأت منهم بالكلية، أولئك الذين لا يفرقون بين صغير ولا كبير ولا رضيع ولا امرأة ولا شيخ كبير، بل لا يفرقون بين شجر ولا حجر ولا مدر كله تحت القصف والقتل والتحريق والدمار..
وتأملوا هنا آية وحديثًا لندرك العظمة الهائلة لمثل هذه الجرائم الفظيعة، فالحق سبحانه وتعالى يقول: ﴿مَن قَتَلَ نَفۡسَۢا بِغَیۡرِ نَفۡسٍ أَوۡ فَسَادࣲ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِیعࣰا﴾[المائدة: 32]؛ فكم قتلوا من هؤلاء البشرية بقدر كل نفس أزهقت بغير حق من هذه الآلاف التي أعتقد جازمًا أنها تجاوزت المائة ألف؟!
والنبي ﷺ في قمة الإنسانية يخبرنا بأن: «امرأة دخلت النار في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض»؛ فكيف بمن قصد أن يقتل الأرواح البريئة وهي مسلمة مخلصة ليس لها ذنب ولم تقترف جريمة إلا أن تطالب بحقها؟!
أرجوكم صدقوني
لأني سأنقلكم إلى صورة أخرى قد يكون من تعجبكم منها أو استغرابكم لها أكثر من ما مضى، كيف يكون هذا الجحيم كله وهذا العدوان الفظيع كله، وهذه الأوقات الطويلة الممتدة كلها ثم لا تنال من العزيمة ولا تفتّ من العضد ولا تدمّر المعنويات، بل النتيجة على العكس من ذلك في صورة فريدة عجيبة غريبة لا تُفهم إلا في ظلال الإيمان ومن منطلق الإسلام ومن الناحية العقدية الإيمانية التربوية، التي علّمنا إياها القرآن وسطّرتها لنا سيرة المصطفى ﷺ، ونطقت بها صفحات تاريخ أمتنا الممتد عبر القرون كلها..
إنها الأرض المباركة: ﴿وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ﴾[الأنبياء: 71]، وأخبر الحق سبحانه وتعالى بقصة موسى: ﴿ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ﴾[المائدة: 21]. وفي قصة إسراء نبينا ﷺ: ﴿سُبْحَانَ الّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾ [الإسراء: 1]، كل هذه الآيات عن بلاد الشام وتشمل فلسطين وسوريا ولبنان هذه الرقعة التي تشملها هذه الآيات وغيرها.
ومن عجب ذلك الحديث الذي هو من جوامع كلم المصطفى ﷺ والذي فيه دعوته المجابة: «اللهم بارك لنا في شامنا وبارك لنا في يمننا»، وانظروا إلى الإطلاق في هذا الحديث.. لم يقُل: بارك لنا في أرض الشام؛ فقد تكون الأرض في الزرع والثمار، لم يقل إلا: بارك لنا في شامنا؛ فهي مباركة مطلقة تشمل الإنسان والأرض وكل شيء، ثم يقول: “بارك لنا” للمسلمين أجمعين، لأمة محمد كلها؛ فالشام شامنا جميعًا، والأرض ليست لأهلها بل للإسلام وأهله كلهم، وهذا من دلالات الحديث العظيمة!
عجب أن نرى ذلك الصمود والصبر!
عجب أن نرى ذلك الافتخار والاعتزاز! وإليكم صورًا رأيناها بأعيننا وقرأناها وشاهدناها، أذكر لكم منها نماذج لتعمّ شرائح مختلفة ولتعطينا دروسًا كثيرة:
- طفل لم يتجاوز الثامنة، ذهبت يداه، وفقد إحدى عينيه، ونُقل إلى بلد عربي، وكانت هذه المقابلة:
- كيف تتدبر أمرك مع حالتك هذه؟
- (يبتسم ابتسامة فيها حزن دفين ثم يقول): الحمد لله أولاً وآخرًا فأنا خير من كثيرين غيري فقدوا كل أطرافهم!
ثم يضيف بعد ذلك عندما سُئل مرة أخرى فيقول: إنني لي عزاء لأن الله سبحانه وتعالى عجّل بعضي إلى الجنة، فأرجو أن تسبقني يداي إلى الجنة، وأحمد الله أن أبقى لي عينًا لأرى النصر في بلادي!
هل يقول هذا طفل في مثل هذا العمر؟! وهل تصدقون مثل هذا؟! إن كنتم لا تصدقون فانظروه بأعينكم يمكنكم المشاهدة! إنها معجزة الأرض المباركة إنها معجزة الإسلام والإيمان، إنها المعجزة التي يخشى منها أعداء الإسلام عندما تعود الأمة إلى إيمانها ويقينها، عندما تعلّق حبالها وثقتها بربها، عندما تقطع أسباب كل قوى الأرض شرقًا وغربًا وتعلن بلسان واحد ليس لنا غيرك يا الله.
- وأنقلكم إلى امرأة تجاوزت الستين، وفي مقابلة على قناة فضائية سُئلت: ماذا تقول بعد كل تلك الأحداث في الثورة؟ وهي أميّة لا تقرأ ولا تكتب. تقول:
- روحي ومالي وأبنائي الأربعة فداء للثورة، لا يهمنا أن نموت أو أن نحيا، يهمنا أن تنتصر الثورة.
لم تتعلم في مدرسة! لم تتخرج في جامعة! لم تتلق دورات تدريبية! لكن حقائق الإيمان تنطق عندما تأتي المحن التي تخرج منحًا عظيمة، وعندما تأتي الأسباب التي يخرج الله سبحانه وتعالى فيها من النفوس أعظم ما فيها وأقوى ما فيها وأصلب ما فيها.
- وإذا انتقلنا إلى الرجال.. فيكفي أن أسوق لكم مقولة شعرية يخاطب فيها واحد منهم نفسه؛ لنرى كيف هي المعركة النفسية وكيف أن تجاوزها أمر ليس سهلاً وليس يسيرًا:
ماذا أقول وقـول الحـق يؤذيني *** جلـد السـياط وسجن مظلم رطب
وإن كذبت فإن الكذب يسحقني *** معـاذ ربي أن يـعزى لي الـكذب
وإن سكت فإن الصـمت منقصة *** إن كان في الصمت نورالحق يحتجب
لكنني ومـصير الشعـب يؤرقني *** سأنـطق الحق إن شاءوا وإن غضبوا
فنطقوا ورفعوا الرؤوس ورفعوا الأيدي وتقدموا بصدورهم العارية، واليوم تحت أقدامهم في الحقيقة أكثر من ثلثي الأرض ولم يبق للمجرمين إلا ما يمدهم به طغاة الأرض من تلك الأسلحة الفوقية.
وأخيرًا ذهبوا إلى طائفتهم يستنجدون بالشباب ليقاتلوا فأبوا وصارت مشكلة ونزاع ومن هنا جاءت الفتوى التي تدعو إلى القتال حفاظًا على الوطن كما يزعمون.
- وإليكم أخيرًا صورة شاب يخاطب أمه وهو في ربيع عمره؛ لنرى كيف صنعت هذه الأحداث وهذه الثورة معجزات هي أقرب إلى الخيال! يخبر ويخاطب أمه:
والـقـتل لـيـس يـفزعـني *** والأسـر ليـس يـخـفـيني
أمضي بشـوق إلى مثواي *** لن أستكين إلى العدا أبدًا وحتى مصرعي
والصور كثيرة والمعجزات عجيبة فيها لنا دروس عظيمة، الاعتماد التام والتوكل الصادق والثقة المطلقة بالله سبحانه وتعالى؛ لأن ذلك هو المعين الأعظم الذي لا ينضب، وذلك هو القوة الكبرى التي لا تُهزم، وذلك هو المرجع الصامد الذي لا ينخذل؛ ولذلك من كان مع الله كان الله معه، وإلا فكيف يمكن لأناس لا يملكون شيئًا من قدرة المقاومة ليس أن يصمدوا بل أن يثبتوا وأن يأخذوا أسلحتهم من عدوهم وأن يحصروه في عقر داره؟ وأن تتنادى الدول الكبرى اليوم لتقول إنها تريد أن تسلحهم بعد أن رأوا أن الأمور تتغير والمعادلة تتحول!
ثقة بالله سبحانه وتعالى يهتفون: “ما لنا غيرك يا الله”، وما النصر إلا من عند الله وكأنهم يرونه بأعينهم! وكأننا نتذكر تلك المقولة المؤثرة المعبرة التي تكشف عن حقيقة إيمان ويقين لا يخالطه أدنى شك، يوم قال أنس بن النضر في يوم أحد: “واهًا لريح الجنة والله إني لأجد ريحها دون أحد”، كأنه يعبّر عن شيء يحسه ويلمسه ويشعر به ويشمه ليس أمرًا متخيلاً بل كأنما أصبح شاخصًا واقعًا وكأنما هو حقيقة ماثلة.
ومن عجب وإن تعجبوا فلا تعجبوا ولكن صدقوا أن شعار جمعتهم اليوم في سوريا: (عامان من الكفاح ونصر ثورتنا قد لاح)؛ فأي ثقة ويقين بالله وأي ثبات وعز لهذا الإسلام يمكن أن نرى فيه لنا نحن دروسًا وعبرا؟!
ثم أنتقل بكم إلى هذا الأمر العظيم من الصبر العظيم والشجاعة الكبيرة والجرأة التي ليس لها مثيل مع الطائرات التي تقصف والصواريخ التي تدمر والدبابات التي تفعل الأفاعيل والبراميل التي تحرق الأخضر واليابس، وتجدهم يتقدمون في كل هذه الأتون ثم يحررون المطارات ويغنمون الدبابات ويستولون على الطائرات، ويتحركون إلى النقطة النهائية التي نأمل أن تكون قريبًا، وأن يثلج الله صدورنا ويقرّ أعيننا بنصر إخواننا وهزيمة المجرمين الأعداء الذين: ﴿لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلّاً وَلاَ ذِمّةً﴾، ثم انظروا أيضًا إلى صنيع القوة والقيادة والزعامة والبطولة لأناس صغار في السن كما رأيتم، أميون لم يتعلموا كما سمعتم، وأنواع وشرائح أخرى من مختلف الجوانب والبيئات والثقافات، صنعتهم المحنة فأخرجت منهم أبطالاً وأشاوس ربما نقول إنهم يكررون ويجددون المعاني الإيمانية التي نعرفها في الآيات القرآنية ونستشهد بها في سيرة النبي ﷺ.
وإن تعجبوا فاعجبوا لو زرتم المخيمات، لو قدّر لكم أن تزوروا داخل سوريا لرأيتم الناس وفيهم طمأنينة عجيبة، وفيهم رضى بالقدر، وأمل في النصر عجيب، لا تجد جزعًا، وإلا لما كان يحتضنون رجال الجهاد والمقاومة، لا تجد فيهم خورًا ولا كسلاً، اليوم يدوي القرآن في مخيمات اللاجئين في حلقات تحفيظ القرآن التي نشط فيها أهل سوريا من الداخل والخارج، اليوم هناك هيئة للتعليم تُعلم هؤلاء الأبناء والصغار، ورأيت ذلك في مخيمات تضم 600 طالب، من يدرسهم؟ إنهم أبناء جلدتهم من خارج بلادهم جاءوا ودخلوا إليهم.
تجدون صورة من التفاعل العجيب حتى في دورات التدريب لكي يقودوا بلادهم بعد ذلك قائمة على قدم وساق، ودورات التعليم الشرعي رأيتها بعيني ورأيت من تفرغوا لها وانتدبوا لها، حياة كاملة لأمة عزيزة ولشعب عريق ولأهل إيمان وإسلام، نسأل الله عز وجل أن يتم عليهم نعمته! بإيمان راسخ وإسلام كامل ويقين صادق وقوة إيمانية يواجهون بها كل ذلك.
وإليكم مرة أخرى.. ما أرجو أن تصدقوه، أقرأ لكم سطورًا كتبت عام 1955م وأظن بعضكم قد لا يصدقني ويقول إنها كُتبت اليوم، ماذا يقول فيها الكاتب الذي تعرفونه؟
“هل شككتم وتزعزعتم أن بعث الله لكم من يبتلي إيمانكم وبأذاه يختبر رجولتكم؟ هل جعلتم ذلك سيطرة عليكم أم استفدتم من دروس البطولة التي تلقيتموها في مدرسة محمد ﷺ؟ هل تريدون أن تنالوا الشهادة والبطولة من غير أن تدفعوا الثمن؟ ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنةَ وَلَـمّا يَعْلَمِ اللّهُ الَذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصّابِرِينَ﴾ [آل عمران: 142]، أم أنتم قد حزنتم وقلتم ما بالنا نُبتلَى والضالون الظالمون لا يُبتلون! أنسيتم أنه لو كان الابتلاء ليس منقبة لم يكن للأنبياء”؟
ويسترسل في مثل هذه المعاني الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله وكأنه يحدثنا عن هذه الأيام.
وأرسل رسائل قرآنية بعثها أيضًا حافظ شيخ قرآني إلى أهل الشام وإلى العالم كله:
“إلى أهلنا في الشام: ﴿وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران: 139]، إن كنتم مؤمنين بالله، إن كنتم مؤمنين بقضيتكم! إن كنتم مؤمنين بحقكم في الحرية والكرامة، وللثوار المجاهدين: ﴿وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ [الأنفال: 46]، وإياكم والتحول عن هدفكم في إسقاط النظام وتوجيه السلاح لبعضكم، وإلى إخواننا الشباب الثوار: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرّقُواْ﴾ [آل عمران: 103]، واعلموا أن هذا الاعتصام هو النجاة، وإلى أولئك جميعًا وإلى العالم الذي يتفرج، نحن استغنينا بالله عنكم ولن يخذلنا الله سبحانه وتعالى، وإلى شعوب العالم كله:
وللحرية الحمراء باب *** بكل يد مضرجة يدق”.
أرجوكم صدقوني أننا نحتاج أن نبحث عن قوة إيماننا ويقيننا، وأن نفتش عن صدق أخوّتنا الإسلامية، وأن نكاشف أنفسنا هل نحن كما قال الله عز وجل: ﴿وَإِنّ هَذِهِ أُمّتُكُمْ أُمّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبّكُمْ فَاتّقُونِ﴾ [المؤمنون:52]. وهل نحن نمثل ما مثّل به رسولنا ﷺ حال الأمة: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». إذا اشتكى منه عضو! وهنا نتكلم عن عشرات ومئات بل آلاف وملايين من إخواننا.
قد يلتمس بعضنا لنفسه عذرًا قد يقول لا أجد طريقًا أو الباب مغلق والطريق مسدود، كل تلك في نظري ترّهات.. أرجو أن تصدقوني أننا ضعفاء! أننا جبناء! أننا مقصرون ومفرطون جميعًا! لا نستثني أحدًا وكل من قام بشيء فإنما يقوم بواجب وليس له على أولئك منّة، وإذا نصرنا فإننا ننصر من يدافعون عنّا ويدافعون عن الإسلام والسنة، فنحن معنيون اليوم بأن نصدق أنفسنا وأن نضع أنفسنا في الموضع الصحيح إما إن نهضنا له وقمنا به وشمّرنا عن ساعد الجد لنبلغه، وإما أن نصدق أنفسنا فنعرف وصفنا وحقيقتنا وما ينبغي أن نطلق على أنفسنا.
وأقولها عار علينا أن يحدث ذلك كله، وأنا أطلب أن تصدقوني لأن بعضكم قد يقول إن في هذا مبالغة، عار علينا أن نقول ذلك وهذه الثورة وهذا الجهاد قد فضح الأنظمة، وفضح المدعين للمقاومة، وفضح المدعين للنصرة، وفضح المدعين لحقوق الإنسان والإنسانية، ففضح كثيرًا وكثيرًا من الأوضاع والأحوال، وأحسب أيضًا أنه يفضح عجزنا وتقصيرنا وتفريطنا فلا نغالط أنفسنا، لا بدّ أن يكون الأمر بالنسبة لنا واضحًا، الواجب في الأخوة لا ينقطع والواجب في النصرة لا يتخلف.
وقد ذكرتْ بيانات مؤسسات شرعية علمية إسلامية في هذه الأيام أن واجب النصرة ثابت بنص القرآن والسنة وإجماع الأمة، وهذه النصرة إذا وجبت فلا بد أن تنفذ ولا يقف أمامها عائق، على أقل تقدير أن يكون في نفوسنا حرقة وألم، وأن تكون في دموعنا غرغرة ودمع، وأن يكون في أحاديثنا كلام وأخبار وأحوال، وأن يكون في دعائنا دعاء ثابت دائم في كل لحظة وآن، وأن يكون من جيوبنا أموال تنفق، وأن يكون لنا مع إخواننا من أهل الشام في بلادنا كل ما يحتاجون إليه من تفريغ الأوقات أو تفريغ الأزمان أو غير ذلك مما يجب أن يكون، وإلا فنحن داخلون في عموم ذلك الخذلان الذي نربأ بأنفسنا أن ندخل فيه وأن نكون ممن يعمهم: «من خذل مسلمًا في موضع تجب فيه نصرته…».
نسأل الله عز وجل أن يعيذنا وإياكم من ذلك!
ـــــــــــــ
علي عمر بادحدح، مقال: أرجوكم صدقوني، موقع إلكتروني: قصة الإسلام، 2013م.